هناء الحمادي (أبوظبي)
لم يفقد عبدالله البلوشي أمله في الحياة، بل كانت إعاقته «في ذراعة اليمنى» دافعًا أكبر في تحدّيه الصّعاب، وتحوّيل التحديات إلى فرص، حيث نجح بخطواته الثابتة وإصراره في التغلب على ما يراه غيره مستحيلاً.
ابن الإمارات عبدالله البلوشي البالغ 29 عاماً، الذي ترعرع في رأس الخيمة، لاعب نادي دبي لأصحاب الهمم واشتهر بـ «بطل الدراجات» ويعمل موظفاً حكومياً في دبي، حصل على 13 ميدالية متنوعة ضمن بطولات فئة أصحاب الهمم.. فركوب الدراجة الهوائية بالنسبة له هواية محببة منذ أن كان في الثانية عشرة من عمره (قبل الإصابة)، وانضم إلى فريق النادي الأهلي الإماراتي عام 2004، ليفوز بعد عام واحد بأول ميدالية لفريقه.
وصل البلوشي إلى فئة النخبة في عام 2010، وبدأ طرق أبواب النجومية بين أبطال الدراجات الهوائية، لولا أن حادثة أليمة تعرض لها في عام 2012 ألحقت أذى كبيراً بيده اليمنى، وخضع لأكثر من 30 عملية جراحية في الإمارات ومع أخصائيين في ألمانيا، لكنه لم يستطع استخدام ذراعه اليمنى مرة أخرى، فتوقفت مسيرته الناجحة مؤقتاً، حتى استعاد توازنه وواصل تميزه.
قصة نجاح
ويرى البلوشي أن أي إنسان يجب أن يكون نبراساً لغيره، ومحفزاً للآخرين في مواجهة الصعاب والتحديات، ينظر إليه المجتمع كنموذجٍ حي لقوة الإرادة والعزيمة، وتحقيق الذات والطموح.. ويقول بكل فخر وتفاؤل يشع من قلبه: «لم تقف طموحاتي وأهدافي بعد إعاقتي وتعرضي للحادث، بل زاد ذلك من إصراري في تحقيق الإنجازات، حيث فزت في عام 2005 بأول ميدالية لفريقي، ومثلت الإمارات مع المنتخب الوطني في عام 2007، وحصلت على الميدالية البرونزية في تجربة الفريق في البطولة العربية عام 2009، وشاركت في بطولة آسيا التي عقدت في الإمارات عام 2009.
عاد عبدالله إلى حلبة السباق بتشجيع من صديقه محمد المروي لاعب وبطل منتخب الإمارات للدراجات الهوائية، لتكون عودة الانتصارات بالحصول على المركز الأول في سباق ند الشبا، وهو السباق الأول الذي يشارك به بعد الإصابة، وفي خطوة كانت غير متوقعة حجز مكاناً للمنافسة بجانب رياضيين من أنحاء العالم ضمن «الألعاب الآسيوية» عام 2018.
وعلى الرغم من المراكز التي حققها البلوشي فإنه ما زال لديه الكثير من الأمل بأنه سيصنع نجاحات جديدة، منطلقاً من إعاقته، التي اعتبرها بداية لتحقيق إنجازات على الصعيد الرياضي تزيد ثقته بنفسه.
حياته الأسرية ويعيش البلوشي بين أفراد أسرة تتابعه بشغف وتشجعه في كل بطولاته الرياضية في عالم الدراجات، ولم تتوان عن دعمه وتشجيعه طوال مسيرته الرياضية، ويقولعن ذلك : «أسرتي تتكون من 9 أشخاص من الأخوة والأخوات ووالدي، وزوجتي وابنتي، وبفضل دعواتهم وتشجيعهم الدائم لا أزال أواصل نجاحاتي وانتصاراتي، فلم تقف إعاقة يدي عن مواصلة مسيرة النجاح في تلك الرياضة، التي أجدها شغفي الأول.. وهناك الكثير من الأشخاص الذين أكن لهم الاحترام والتقدير والمساندة، كانوا ضمن أسباب فوزي في البطولات وخاصة لاعب منتخب الإمارات أحمد المطيوعي من أصحاب الهمم الذي لم يتوان عن الدعم، حيث وفر لي «دراجة هوائية» للمشاركة في السباقات، وكذلك بطل الإمارات ولاعب منتخب الإمارات محمد المروي الذي كان له الفضل في تدريبي ودعمي بعد الإصابة لمواصلة الفوز تلو الآخر، ولا أنسى دور «كوفي بيتلون» الذي يقوم بصيانة دراجتي «مجانا لدعم أصحاب الهمم»، وأيضاً الدعم من جهة عملي.
إجراءات احترازية
حياة بطل الدراجات في شهر رمضان المبارك مختلفة عن الشهور طوال العام، حيث يخصص لنفسه وقتاً لقراءة القرآن الكريم والجلوس مع أفراد الأسرة لمناقشة الكثير من الأحاديث وبث روح وفضيلة الشهر، وفي ظل أزمة «كورونا»، التي قللت من زيارة الأهل، اتخذ كافة الإجراءات الاحترازية وواصل الاطمئنان على الأهل من خلال التطبيقات الإلكترونية، مؤكداً أنه خلال الشهر الفضيل يخرص على البقاء مع الأبناء والاهتمام بهم ومتابعة تحصيلهم الدراسي، وتعليمهم فضائل الشهر وكيفية صيامه وأداء الصلوات في أوقاتها.
وشارك البطل عبدالله البلوشي في الكثير من البطولات الرياضية، التي حقق فيها إنجازات من خلال حصد المراكز المتقدمة، ويطمح أن يكون مدرباً للدراجات الهوائية لفئة أصحاب الهمم لتخريج الكثير من الأبطال في هذا المجال للمشاركة في المنافسات وتحقيق المراكز الأولى.
لمة العائلة
يتابع عبدالله البلوشي شؤون أفراد أسرته الصغيرة ويعيش معهم أجواء الشهر الفضيل من خلال الزيارة العائلية ولمة الأهل التي يشتاق إليها، خاصة لحظات التجمع لتناول الأكلات الشعبية على المائدة الرمضانية، التي يفتقدها طوال السنة.
إنجازات
- حصد عبدالله البلوشي المركز الأول في البطولة العربية التي أقيمت في مصر ضمن «سباق الفردي ضد الساعة» عام2021
- المركز الثالث في البطولة في طواف النمسا عام 2019
- المركز الثالث في بطولة كأس أوروبا التي أقيمت في سلوفاكيا عام 2019
- المركز الثاني في البطولة العربية التي أقيمت في مصر عام2021 ضمن «السباق الفردي العام».