أبوظبي (الاتحاد)
اختتم نادي تراث الإمارات اليوم «السبت» مشاركته في الدورة 19 من مهرجان «أيام الشارقة التراثية»، الذي نظمه معهد الشارقة للتراث في الفترة من 10 إلى 28 مارس، تحت شعار «التراث والمستقبل».وأكد سعيد بن علي المناعي مدير إدارة الأنشطة المشرف على جناح النادي، أن أهداف نادي تراث الإمارات من المشاركة في المهرجان تحققت بالكامل، حيث نجح النادي في إبراز تراث الدولة والتعريف به وسط زوار «الأيام» من مختلف الشعوب، الذين أظهروا تقديراً كبيراً للإرث الحضاري لدولة الإمارات.
ونوه المناعي بالجهد الكبير لمعهد الشارقة للتراث في تنظيم المهرجان، مؤكداً أهمية مثل هذه الفعاليات في تمتين أواصر العلاقات بين الشعوب عن طريق التبادل المعرفي التراثي، وأضاف أن إتاحة مثل هذه الفرصة للثقافات للتلاقح يمثل مدخلاً لإفشاء السلم والتسامح والاحترام المتبادل بين شعوب العالم، وهي قيم متجذرة في الشخصية الإماراتية مثلما هي موجودة في الكثير من الشعوب.
وأتاح جناح نادي تراث الإمارات للزوار طيلة أيام المهرجان فرصة تعليم حية وتجربة للحرف اليدوية من خلال الورش اليومية، حيث مثلت ورش الحرف النسائية التراثية بؤرة جذبت مختلف الجنسيات لتتعرف على أشغال السدو والتلي ومشغولات الخوص والغزل، وتجربتها بإشراف الحرفيات التابعات للنادي، مما مثل خبرة تراثية مميزة للكثيرين. كما جذبت ورش الألعاب الشعبية التي نظمها الجناح، الناشئة من مختلف الأعمار، الذين تعرفوا على الألعاب الشعبية ومهاراتها.
كما قدمت الورش البحرية التي تعرض مختلف جوانب التراث البحري للدولة، فرصة للزوار للتعرف عن قرب على الأنشطة المرتبطة بالغوص للؤلؤ، والصيد، حيث نالوا خبرات عملية عن أدواتها وصناعتها واستعمالها مثل الديين، والفطام، الشباك بمختلف أنواعها، والطواشة، وأنواع المحامل التراثية، بجانب معلومات نظرية عن المغاصات وأوقات الغوص والصيد وأنواع الأسماك وغيرها من مفردات التراث البحري.
وجاءت مشاركة مركز زايد للدراسات والبحوث التابع للنادي، لتثري الجانب الثقافي في جناح النادي، وذلك عن طريق معرض الإصدارات التراثية الذي قدم للزوار توثيقاً علمياً لتاريخ وتراث الدولة عبر كتب وإصدارات النادي لاسيما في دواوين الشعر النبطي وكتب الدراسات التاريخية والتراثية، فضلاً عن أعداد مجلة «تراث» التي يصدرها النادي.
كما نظم مركز زايد للدراسات والبحوث برنامجاً ثقافياً مصاحباً لمشاركة النادي في المهرجان استضاف من خلاله عدداً من الباحثين في محاضرات تراثية، حيث استضاف كلاً من الباحث حسن علي آل غردقة في محاضرة «الموسوعة الإماراتية للحرف والمهن والصناعات التقليدية وأهمية توثيق التراث الحرفي في دولة الإمارات»، والباحث والفنان التشكيلي والناقد علي العبدان الذي قدم محاضرة «الفنون الشعبية في الإمارات تراث يعكس هوية الوطن وتاريخه»، والدكتورة خولة العليلي المتخصصة في التاريخ والحضارة الإسلامية في محاضرة بعنوان «التمور بين التجارة والتراث».
وشارك المركز ضمن برنامج المقهى الثقافي لأيام الشارقة التراثية، حيث تمت استضافة فاطمة المنصوري مديرة مركز زايد للدراسات والبحوث، للحديث في ندوة «المؤسسات الثقافية والمستقبل»، والأستاذة لطيفة النعيمي مسؤولة النشاط الثقافي في المركز في ندوة «التراث الإماراتي والتعليم في دولة الإمارات»، والدكتور محمد الفاتح زغل الباحث الرئيسي في المركز للحديث في ندوة «المدن الثقافية.. الشارقة نموذجاً».