نيويورك (الاتحاد)

منذ بدأت نيويورك تايمز في الصدور عام 1851 كانت الكتب عنصراً أساسياً في تقاريرها ولا عجب. فقد كتب فرانسيس براون المحرر المسؤول عن قسم مراجعات الكتب Book Review خلال السنوات من 1949 إلى 1971 : «لقد كان عصر كبار الكتاب مثل ديكنز ودارسين وهمستي وترولوب وثاكراي ووايتمان وتورجنيف وديستوفسكي.. كانت كلمات هؤلاء العظام تتألق عبر الصحيفة في المراجعات والتحقيقات والمقالات والرسائل».
لذلك لم تكن مفاجأة عندما تقرر جمع هذه التغطيات المميزة في قسم مخصص للكتب فقط.. ليتأسس بذلك أول ملحق مستقل بذاته للكتب عام 1896. صدر الملحق في أول عدد باسم Saturday Book Review. وتضمن عشر مقالات نقدية غير موقعة عن كتب صادرة حديثا. بالإضافة إلى قائمة بالكتب الجديدة وأخبار تتعلق بالوسط الأدبي.
كانت المراجعات النقدية صارمة، لكنها ممتازة.. وفي الإجمال كان الملحق ساحة مفتوحة للنقاش الثري حول مختلف أنواع الكتب لعرض مختلف وجهات النظر.
وعلى مدار السنين ظلت نيويورك تايمز حريصة على تطوير ابنها البار وتمكينه وتحسينه بكل طريقة لزيادة جماهيريته التي كان من الواضح للجميع أنها أخذة في الانتشار.
فمثلا في1911 تم تغيير موعد نشر الملحق من السبت إلى الأحد لاستقطاب مزيد من القراء. بعد ذلك تقرر للمرة الأولى نشر أسماء كتاب المقالات النقدية، وصار رؤساء تحرير الملحق يتوسعون في الاستعانة بمساهمات كتاب بارزين من خارج نيويورك تايمز. ثم قامت الحرب العالمية الأولى ومضت إلى حال سبيلها، وظل الملحق على حاله مخلصا لفكرته الأساسية التي انطلق بها لتقديم الكتب كتغطيات خبرية.
وفي عام 1925، تقرر تعيين دونالد آدامز رئيسا للتحرير. يقول آدامز عن تلك الفترة: «كانت الصحيفة ترى أن كل ما علينا فعله، هو أن نقول للناس ماذا يوجد في الكتب. شخصيا أردت أن اجعل المراجعات النقدية شيئا أكثر من ذلك». وهو ما حدث بالفعل، فقد صار كتاب المقالات يميلون أكثر للتعبير عن آرائهم، كما تم التوسع في التغطيات.
لكن ظلت المقالات عموما تبدو كما لو أنها مادة توثيقية. احتاج الأمر إلى جهد كبير من أجل إقناع كتاب المقالات بأنه لا حرج إطلاقاً من الإشادة بالكتب عندما تستحق التقدير، أو نقدها بقسوة إذا ما كان ينبغي ذلك.
وفي 1970 انطلقت موجة تغييرات كاسحة. قلب رئيس التحرير الجديد ليونارد الأمور رأساً على عقب فيما يتعلق بالتغطيات وصار يطرح أسئلة صعبة بشأن أي الكتب يتعين تقديم مراجعات نقدية لها ولماذا، كما أنه استعان بمزيد من النقاد، كثير منهم نساء وشخصيات من أصول ملونة.
وبالفعل توسع المحلق في تغطياته وصار أكثر عمقا وتنوعاً مع الاستعانة بكتاب جدد وطرح قضايا وموضوعات جديدة.
والآن يتطور الملحق، فهو لم يعد ورقيا فقط، بل صار يصل للقراء عبر وسائط متعددة، كنشرات إخبارية، وبودكاست.