خولة علي (دبي) 
في قلب محطات المترو الموزعة في دبي، تصدح الموسيقى بشتى أنواعها لتجعل من رحلة الركاب بين صعود ونزول، أكثر بهجة ومتعة بمشاهدة عازفي الموسيقى الحرة يبدعون في تقديم إيقاعات موسيقية من ثقافات مختلفة، شاركوا تحت مظلة مهرجان مترو الموسيقي الذي يقام في عامه الثاني، ويشارك فيه أكثر من 20 عازفاً مستقطباً المبدعين على مستوى العالم. عن فكرة إطلاق مهرجان مترو دبي الموسيقي، أوضحت شيماء السويدي مدير المشاريع الإبداعية براند دبي، الذراع الإبداعي للمكتب الإعلامي لحكومة دبي، أن إطلاق مهرجان مترو دبي للموسيقى يأتي في إطار استراتيجية «براند دبي»، الذراع الإبداعي لحكومة دبي، وضمن أجندة مشاريعه الإبداعية الرامية إلى تعزيز مكانة دبي كمركز عالمي للإبداع والفنون وإظهار الوجه الحضاري للمدينة، وسعيها المستمر لاستقطاب أبرز المبدعين من مختلف أنحاء العالم. ويمثل المهرجان الموسيقي الأول من نوعه في المنطقة، أحد أبرز الفعاليات التي تتكامل مع عدد كبير من الفعاليات الإبداعية المهمة التي تشهدها دبي خلال شهر مارس من كل عام.
ولفتت إلى أنه علاوة على دور المهرجان في تعزيز مكانة دبي العالمية مدينة مستقطبة للمبدعين والموهوبين من كافة أنحاء العالم، يهدف المهرجان إلى التعريف ب #وجهات_دبي الحيوية وإبراز تجارب جديدة لسكان دبي وزوارها على حد سواء، كما يتزامن المهرجان مع #موسم_دبي_ الفني، الذي يمتد حتى نهاية الشهر الجاري بأجندة استثنائية متنوعة وغنية من الفعاليات الفنية، ومجموعة من المبادرات والفعاليات المميزة تحت شعار «تجوَّل في عالم الفن والإبداع». 
وعن الفنانين المشاركين في هذه التظاهرة الفنية ذكرت السويدي أنه يشارك في نسخة هذا العام من المهرجان أكثر من 20 عازفاً وفناناً من بين الموسيقيين الأكثر موهبة على مستوى العالم، وتم اختيارهم من بين المواهب والأسماء العالمية التي حققت تميزاً واضحاً في تقديم ألوان متعددة من الموسيقى، وذلك ضمن توجهنا لتقديم كل ما هو جديد ومبدع لسكان دبي وزوارها، وتأكيداً على مكانة دبي كمركز عالمي للإبداع وحاضنة للمبدعين.
وأشارت السويدي إلى أن أجندة المهرجان تتضمن مجموعة متنوعة من الأساليب الموسيقية المعدة خصيصاً للجمهور، وذلك من خلال استخدام آلات موسيقية تقليدية وتجارب جديدة ابتكرها العازفون لإمتاع الجمهور بأساليب غير مألوفة ونغمات قد يسمعونها لأول مرة من خلال مهرجان مترو دبي للموسيقى. فالموسيقى هي لغة تواصل عالمية تجمع بين الثقافات والشعوب من خلال قواسم مشتركة يغلب عليها الاستمتاع بالإبداع وتذوق الفنون مهما كانت ثقافة أو لغة من يقدمها.

  • عازفون مشاركون في الحدث مع المسؤولين في براند دبي

تفاعل الجمهور 
وحول تفاعل الجمهور مع الحدث، قالت السويدي: إن الدورة الأولى لمهرجان مترو دبي للموسيقى حظيت بترحيب كبير من الناس، وهو ما لمسناه من التفاعل الإيجابي الكبير من الجمهور مع ما قدمه المهرجان من عروض. ونتوقع أن تشهد نسخة هذا العام إقبالاً كبيراً، لاسيما بعد أن تعرف الجمهور على فنون الشارع وتفاعلات فئات المجتمع مع ما يقدمه الفنانون من ألوان موسيقية يتابعونها للمرة الأولى في قلب دبي النابض بالإبداع. 
وذكرت أن المهرجان يقام بالشراكة مع هيئة الطرق والمواصلات في دبي، وفي إطار حرص الهيئة على دعم المبادرات والمشاريع الإبداعية النوعية التي تعزز مكانة دبي، وفي مرفق حيوي مثل مترو دبي الذي يُعد من بين أهم المرافق التي يستخدمها الآلاف من أفراد المجتمع بشكل يومي. وهذا بلا شك يشكل قيمة مضافة للمحطات التي تستضيف المهرجان، فقد تم اختيار 5 محطات رئيسة لمترو دبي لإقامة الحدث. وتشمل محطات إكسبو، جبل علي، مول الإمارات، الاتحاد، وبرجمان، نظراً للطبيعة المركزية لتلك المحطات ولكونها الأكثر استخداماً من قبل ركاب المترو على مدار اليوم، ما يتيح الفرصة أمام أكبر عدد من الجمهور للاستمتاع بالإبداعات الموسيقية المميزة.
وعن مدى مساهمة المهرجان في تجسيد مكانة دبي كمحطة للإبداع والأفكار الخلاقة، ذكرت السويدي أن المهرجان يحتفي بالإسهامات الإبداعية الموسيقية في شتى صورها، تأكيداً على مكانة دبي كحاضرة للإبداع ومقصد للمبدعين من كافة أنحاء العالم، وكذلك في إطار توجيهات القيادة الرشيدة التي رسخت قيمة الإبداع من خلال العديد من المشروعات الكبرى التي أكسبت دبي مكانتها العالمية. ويأتي المهرجان في دورته الثانية لتقديم منظور مختلف للفنون، يقوم على التفاعل المباشر مع الجمهور وتوصيل رسالة فنية يفهمها الجميع، ويتكامل في الوقت نفسه مع منظومة إبداعية متكاملة تحتفي بها دبي خلال هذه الفترة من السنة. 

عازفون 
من الفنانين المشاركين ميثة المنصوري، طالبة في جامعة الإمارات، تعزف من عمر 5 سنوات، وقد تعلمت على يد أساتذة متخصصين في الموسيقى، مارست العزف على مختلف الآلات، كالبيانو والمزمار والطبل. وشاركت في مسابقات فردية وجماعية، واختيرت للعزف في مهرجان مترو دبي 2022 مع 20 عازفاً من مختلف أنحاء العالم، وهي تُعد أول عازفة من دولة الإمارات في هذه المجموعة المتنوعة من العازفين. وتتحدث المنصوري عن تجربتها قائلة: هذه أول مشاركة لي في مهرجان مترو دبي، كانت تجربة جديدة ورائعة أضافت لي الكثير واستمتعت جداً بالعزف لجمهور متنوع وأنا مؤمنة بأن الموسيقى توحد وتجمع الناس من أطياف وثقافات مختلفة. وهذا ما نسعى إليه من خلال الموسيقى والفن الذي نقدمه. وتعزف المنصوري الموسيقى الغربية والعربية على آلة الدرامز وعشقها للألحان العربية جعلها تضيفها على الموسيقى الغربية باستخدام الدرامز. 

وشاركت الأختان التوأم ميرا وجيدا من سوريا، بإطلالة فنية رائعة على منصة محطة جبل علي للمترو. وقالت ميرا: المشاركة جداً رائعة، ولاسيما مع تفاعل الجمهور مع أدائنا الموسيقي في مترو دبي الذي لا يهدأ من حركة المتنقلين عبر خطوطه ومحطاته الموزعة في أنحاء دبي. وذكرت أن علاقتها وأختها بالفن بدأت مع العزف منذ 12 عاماً في عمر 5 سنوات، وبعدها عملتا على تطوير مهاراتهما من خلال الدراسة والممارسة حتى أصبحتا أكثر خبرة واحترافاً على آلة الكمان. وتقدمان كل أنواع الموسيقى الكلاسيكية والغربية والعربية، سواء مع الأوركسترا أو العزف الثنائي.