مصطفى أوفي (الاتحاد) أجرى علماء أميركيون تجربة مبشرة لطريقة جديدة وثورية لزراعة الأعضاء تجعل الحاصلين عليها يستغنون عن الأدوية مدى الحياة. فقد بات رضيع أميركي أصغر إنسان يخضع لعملية زرع قلب في العالم بهذه الطريقة الجديدة، بحسب ما نقلته صحيفة "ميرور". وحصل إيستون سينامون، البالغ من العمر الآن عامًا واحدًا، على قلب جديد بالإضافة إلى غدة التوتة (الغدة الزعترية أو الصعترية) المسؤولة عن إرسال خلايا الدم البيضاء لمكافحة الأعضاء المزروعة في جسم الإنسان. أجرى علماء أميركيون لإيستون أول عملية زرع مزدوج للقلب والغدة الصعترية في العالم الصيف الماضي عندما كان يبلغ من العمر ستة أشهر وأعلنوا الآن أن صحته "تتقدم". وأعلن الأطباء أنهم يأملون أن يعني ذلك أنه يمكن له الاستغناء عن الأدوية المثبطة للمناعة التي عادة ما يستخدمها الأشخاص الحاصلون على أعضاء مدى الحياة ويقولون إن هذه التقنية يمكن أن تساعد "الآلاف والآلاف" من الحاصلين على الأعضاء في المستقبل. وقال الدكتور جوزيف توريك، رئيس قسم جراحة القلب للأطفال في مستشفى جامعة ديوك في ولاية كارولينا الشمالية في الولايات المتحدة "إذا أثبت هذا النهج نجاحه وتم استكمال المزيد من التحقق، فإن ذلك يعني أن من يتلقون زراعة أعضاء لن يرفضوا العضو المتبرع به". كما أنهم لن يحتاجوا إلى الخضوع للعلاج بأدوية طويلة الأمد لتثبيط المناعة، والتي يمكن أن تكون شديدة السمية، لا سيما للكلى. كان إيستون مرشحًا لعملية الزرع التجريبية لأنه كان يعاني من مشكلتين صحيتين منفصلتين. فقد ولد يعاني من بعض عيوب القلب التي فشلت العمليات الجراحية بعد الولادة في حلها. كما عانى من التهابات متكررة أدرك الأطباء في النهاية أنها تعني أن الغدة الصعترية لا تعمل بشكل صحيح. وقالت والدته، كايتلين سينامون "آمل أنه مع تقدمه في السن، سيكون فخوراً بندوبه، ويعلم أنه لم ينقذ حياته فحسب، بل أنقذ حياة آخرين أيضًا". وأضافت "إذا نجحت، فلن تساعده فقط، ولكنها يمكن أن تساعد الآلاف من الأشخاص الآخرين أيضًا مع أطفالهم الذين يحتاجون إلى عمليات زرع"، مؤكدة "عندما تحدثنا عن ذلك، كان الأمر مثل لماذا لا نفعل ذلك بينما يمكننا إحداث فرق لجميع هؤلاء الأشخاص الآخرين؟". عندما يكتشف الجهاز المناعي جسمًا غريبًا، فإن الغدة الصعترية ترسل خلايا الدم البيضاء لمحاربة ما يعتقد أنه عدوى. وعندما يتلقى شخص ما عملية زرع عضو، فإنه يحتاج إلى تناول الأدوية المثبطة للمناعة لمنع جهاز المناعة لديه من رفض العضو الجديد. يمكن أن يؤدي تناول هذه الأدوية على مدى فترة طويلة إلى إضعاف جهاز المناعة لدى الشخص وجعله أكثر عرضة للإصابة حتى بالعدوى الخفيفة، بما في ذلك فيروس كورونا. لطالما بحث الخبراء عن طريقة لتقليل الاعتماد على الأدوية المثبطة للمناعة بعد الزرع. وكان أحد الحلول الممكنة هو زرع أنسجة الغدة الصعترية. يأمل الباحثون الآن أن يتم خداع الغدة الصعترية بزرع أنسجة من القلب والغدة الصعترية من نفس المتبرع لإيهامها بأن القلب الجديد ليس جسمًا غريبًا. قال الدكتور ألان كيرك، رئيس قسم الجراحة في جامعة ديوك "هذه الحالة لها آثار على أكثر من مجرد زراعة القلب، فهي يمكن أن تغير الطريقة التي يتم بها إجراء العديد من عمليات زرع الأعضاء الصلبة في المستقبل".