محمد نجيم (الرباط)

تشتهر مدينة طنجة بالآثار القديمة، التي يعود تاريخها إلى قرون وعهود وحضارات كثيرة ومتنوعة، كما تشتهر بمعالم عمرانية أعطت لها مكانة مميزة بين مدن العالم الغنية ببنايات صممها كبار المهندسين الأوروبيين.. ومن بين المعالم التي أغنت فضاء طنجة «حلبة مصارعة الثيران»، الحلبة الوحيدة المتواجدة في القارة الإفريقية، التي كانت قبل عقود من الزمن تقع في مكان بعيد عن وسط طنجة وأحيائها الإدارية والسكنية، لكنها اليوم، بفضل التوسع العمراني، أصبحت «ساحة الثيران» كما يسميها أهل طنجة، في قلب المدينة.
افتتحت حلبة مصارعة الثيران أمام الجمهور المغربي والأوروبي عام 1950، وشهدت يوم افتتاحها حضور عدد كبير من عشاق مصارعة الثيران وبشكل خاص من طرف الجالية الإسبانية في مدن شمال المغرب، طنجة، العرائش، أصيلة، الفنيدق والمدن الأخرى كالدار البيضاء والرباط.
وكانت الحلبة مسرحاً لمباريات في رياضة مصارعة الثيران، خاضها أبطال عالميون أمثال مانويل بينيتز بيريز، الذي كان يقدم عروضاً شيقة، وكان من أشهر المصارعين الإسبان وفاقت شهرته إسبانيا والبرتغال إلى دول أميركا الجنوبية خاصة المكسيك، التي تتوفر على أكبر ساحة للثيران في العالم. 
وقال عبد الواحد البقالي الباحث في تاريخ مدينة طنجة: تقدمت منذ فترة «جمعية حماية البيئة والمآثر التاريخية بطنجة» بطلب إدراج هذه الساحة ضمن المآثر التاريخية المحلية، وتمت الموافقة على الاقتراح من طرف وزارة الثقافة، وتم إدراجها ضمن آثار مدينة البوغاز في إطار المحافظة على المباني التاريخية والكتابات المنقوشة والتحف الفنية، مشيراً إلى أن حلبة مصارعة الثيران في طنجة مكونة من دَرَج دائري يسع عشرة آلاف مقعد، إضافة إلى غرف وإسطبلات، ومرافق أخرى على الطراز الإسباني والأوروبي، وقامت السلطات المحلية بإصلاح ساحة الثيران، لتكون من أهم المراكز الثقافية والرياضية بالمدينة، وأنشأت فيها قاعات رياضية وصالات لعرض الأعمال المسرحية والسينمائية.