تامر عبد الحميد (أبوظبي)

شهدت الحركة الفنية الكويتية مراحل تطور وازدهار، خصوصاً مع الدعم الذي حظيت به على مدى 61 عاماً، حتى أصبحت علامة بارزة في المشهد الخليجي والعربي، واستطاعت أن تقود حركة المسرح والتلفزيون والسينما، وتقدم أعمالاً مميزة من حيث القصص والمضمون والتنفيذ الإخراجي والأداء المبهر لمجموعة من أبرز الفنانين الذين حققوا إنجازات، ورفعوا اسم الكويت عالياً كدولة رائدة في مجال الفن، حتى لُقبت بـ «هوليوود الخليج».

نخبة من النجوم 
الفن شاهد على توثيق وترسيخ أواصر العلاقة الثنائية بين الإمارات والكويت، والمضي قدماً في تنفيذ شراكة إبداعية بين الجهات الفنية، لتصوير أعمال سينمائية ودرامية وعرضها على شاشات الإمارات، ويشترك في بطولتها نخبة من نجوم الدولتين، والتي أثبتت أن هذا النوع من التعاون الفني يثمر أعمالاً ذات جودة عالية في المضمون ومستوى التنفيذ، ويؤدي إلى تبادل الخبرات والثقافات وتقارب وجهات النظر الفنية حول تقديم أعمال تحظى بإقبال جماهيري، حيث شارك عدد من نجوم الإمارات في أعمال درامية كويتية، ولمعت أسماؤهم في الكثير من الأعمال، ومن أبرزهم أحمد الجسمي وحبيب غلوم وهدى الخطيب، الأمر نفسه بالنسبة لفناني الكويت الذين شاركوا في بطولة المسلسلات الإماراتية، خاصة سعد الفرج وجاسم النبهان، كما اتجه التعاون المشاركة في إنتاج الأعمال وعرضها على شاشات القنوات المحلية. 

إثراء الساحة
الممثل القدير سعد الفرج الذي عرضت له بعض الأعمال على شبكة تلفزيون أبوظبي، وشارك في بطولة مسلسلات وأفلام محلية، منها فيلم «شباب شياب» و«محمد علي رود»، كما يصور حالياً في البحرين دوره في المسلسل الإماراتي الجديد «الزقوم».. أعرب عن فخره بتعاونه المثمر مع تلفزيون أبوظبي منذ بداياته الفنية حتى الآن، مشيراً إلى النجاح الكبير الذي حققه مسلسله الأخير «محمد علي رود» الذي عرض على شاشة «أبوظبي» في رمضان الماضي، منوهاً بأنه حرص خلال مسيرته الفنية على أن يشارك بأعمال متعددة في دول مجلس التعاون بشكل عام والإمارات بشكل خاص، لأنها تثري ساحة الدراما التلفزيونية والسينمائية بأفكار جديدة وطاقات إبداعية وتظهر مواهب فنية واعدة.

داعم رئيسي
المخرجة والممثلة هيا عبد السلام التي عرض لها العديد من المسلسلات عبر شاشات شبكة تلفزيون أبوظبي، كان آخرها «نبض مؤقت» و«مانيكان»، أكدت أن تلفزيون أبوظبي الداعم الرئيسي لها منذ بداية دخولها مجال الفن، موجهة شكرها لـ «أبوظبي للإعلام» على الاهتمام والاحتواء والحرص على تقديم أعمال مشتركة وعرض المسلسلات عبر شاشتها.

علاقة وطيدة
أما الممثل جاسم النبهان الذي شارك في بطوله عدد من المسلسلات الإماراتية المهمة، ومن أبرزها مسلسل «خيانة وطن»، فأشاد بالتعاون بين الإمارات الكويت، والذي أثمر عن العديد من الأعمال المهمة التي تضاف إلى مكتبة الفن الخليجي، معتزاً بعلاقته الوطيدة مع الإمارات ونجومها من صناع دراما.

إنجاز درامي
إنجازات ونجاحات حققتها الكويت في إنتاج المسلسلات التلفزيونية، فالدراما الكويتية لها تاريخ طويل من التألق والإبداع والحضور المشرف، بفضل قوة نصوصها وأداء مبدعيها، كما أنها عبرت عن أحوال المجتمع، ورصدت هموم الناس، فعاشت عصرها الذهبي، ووصلت إلى العالم العربي بفضل جهود صناعها ونخبة من النجوم الكويتيين أمثال الراحل عبد الحسين عبد الرضا، وحياة الفهد وسعاد عبد الله وسعد الفرج وغانم الصالح.

وبرزت العديد من الأعمال الدرامية الكويتية خلال مسيرة طويلة، ومن أهم تلك الأعمال «الملقوف» عام 1973 الذي يعتبر بدايات للكوميديا الارتجالية، لعب بطولته عبد الحسين عبد الرضا ومحمد جابر، و«حبابة» 1976 الذي لعب بطولته حياة الفهد ومريم الغضبان ومحمد المنصور، و«درب الزلق» 1977، الذي يُعد من أبرز المسلسلات الخليجية والذي عرض في أغلب التلفزيونات العربية، وهو بطولة عبد الحسين عبد الرضا وخالد النفيسي وسعد الفرج وعبد العزيز النمش، وفي عام 1980، تم إنتاج مسلسلين حققا شهرة وانتشاراً كبيرين هما «خرج ولم يعد» بطولة غانم الصالح وسعاد عبد الله وحياة الفهد وانتصار الشراح، و«إلى أبي وأمي مع التحية» بطولة خالد النفيسي وحياة الفهد، لتتوالى بعد ذلك إنتاج المسلسلات المميزة منها «درس خصوصي» 1981 بطولة عبد الحسين عبد الرضا وسعاد عبد الله وحياة الفهد ومريم الصالح، و«زمن الإسكافي» 1998 بطولة عبد الحسين عبد الرضا وسعاد عبد الله وغانم الصالح.

«بس يا بحر»
في عام 1971 أخرج خالد الصديق أول فيلم روائي كويتي يتحدث عن تراث الكويت الثقافي وتاريخها بعنوان «العاصفة».
وفي عام 1972، أنتجت الكويت أول فيلم روائي طويل لها «بس يا بحر» من إخراج خالد الصديق، وشارك في بطولته حياة الفهد ومحمد المنصور وسعد الفرج وأمل بكر، الذي يتحدث عن مرحلة ما قبل اكتشاف النفط، وعندما كان الصيد مهنة ومصدر الدخل الأساسي لأهالي الكويت في ذاك الزمن، وأدى هذا الفيلم إلى بدء صناعة السينما في الكويت، حيث كان أحد أشهر الأفلام الروائية بالأبيض والأسود، وكانت مدته ساعة و41 دقيقة. 
وفي عام 1976، أنتجت الكويت فيلمها الطويل الثاني «عرس زين» بطولة علي مهدي وعوض صديق، وإخراج خالد الصديق، ومن بعدها توالت الإنتاجات السينمائية لعدد كبير من المنتجين والمخرجين والفنانين، من أبرزها «ليلة القبض على الوزير» و«طرب فاشن» و«فرصة أخرى» و«الدنجوانة» و«تورا بورا» و«هالو كايرو».

انطلاق الأغنية 
شهدت ساحة الغناء الكويتي في فترة السبعينيات طفرة وتطوراً كبيراً، فبعد أن كانت الأغاني الكويتية محلية وخليجية انطلقت إلى رحاب الساحة العربية، حيث ساهم أيامها أبرز الملحنين الكويتيين في تلحين أغانٍ كويتية لمطربين عرب مشهورين، وكذلك جاء ملحنون عرب كبار ليساهموا في تطوير وانطلاقة الأغنية الكويتية، وفي مقدمتهم الملحن الكبير كمال الطويل الذي لحن ثلاث أغنيات ذات مستوى راقٍ، واستطاع أن يبرز صوت عوض دوخي في أغنية «يا طير سامر قلبي ولهان»، وبعدها ظهر العديد من المطربين الكويتيين الذين كان لهم الدور الأكبر في تطور وانتشار الأغنية الكويتية، من أبرزهم عبد الكريم عبد القادر وعبد الله الرويشد ونبيل شعيل ونوال الكويتية ويوسف المطرف وخالد الملا.

«أوبرا الكويت».. الجوهرة
تُعد دار أوبرا الكويت صرحاً ثقافياً شيد إيماناً من دولة الكويت بدور الفن في دعم الحضارات والدفع بعجلة التنمية، حيث ظل الكثيرون من أدباء وفنانين وشعراء ينتظرون هذه اللحظة التاريخية، لتطل بها الكويت من نافذتها الثقافية المحلية على فنون العالم، بعد افتتاحها دار الأوبرا في مركز الشيخ جابر الأحمد، الذي تم تشييده بتكلفة 775 مليون دولار، وصممت أقسامه على شكل جواهر من الخارج، فيما سيطرت الهندسة الإسلامية على ديكوراته من الداخل.