لكبيرة التونسي (أبوظبي) 

المصوِّر سالم الصوافي الحائز عدة جوائز، يؤمن بأن التصوير شغف طويل الأمد، يلتقط من خلاله سحر الطبيعة في الإمارات واللحظات العابرة في حياة الناس. ويتمتَّع بفلسفة خاصة في اقتناص الصورة، وتوثيق المناظر الخلابة والعمارة والتراث والعادات والتقاليد، ونبض الشارع.

المصوِّر الإماراتي سالم الصوافي الذي فاز مؤخراً بجائزة دولة الإمارات ضمن جوائز «سوني» العالمية للتصوير الفوتوغرافي 2022، متحمِّس لمجموعة تحديات وفرص فوتوغرافية يقدمها محلياً وعالمياً. اكتشف شغفه بالتصوير عام 2015، وكان يرى من خلال عدسته ما لا يراه الآخرون. تجذبه الصورة، فيخرج صباحاً أو ليلاً لالتقاط لحظات نادراً ما تتكرر، مستعملاً أدواته المتطورة بطرق مختلفة.

 أفكار إبداعية
يجتهد الصوافي ويثابر للحصول على اللقطة، يزاوج بين عمله وهوايته، ويطمح إلى العالمية، وسرعان ما تبلورت أفكاره وأصبح يرى المشاهد من منظور مختلف. يصور الطبيعة في الإمارات ومعالم الدولة واللحظات الإنسانية، مستعيناً بأدوات وأفكار إبداعية تجعل الصورة أكثر إبهاراً.

  • يعشق تصوير بيئات الإمارات

وهو لا يخرج بقصد تصوير المناظر الجميلة فحسب، وإنما تستهويه قصص الناس ونبض الشارع فتتولد بداخله رغبة بترجمة هذه اللحظات بعدسته. وقال: نصادف في الحياة الكثير من المشاهد التي تحمل عدة تفاصيل، وما علينا سوى التقاطها وتقديمها للمتلقي أو الاحتفاظ بها في ألبوم لتصبح قيمتها أعلى بعد مرور الزمن، لأنها توثِّق اللحظة، وتصبح يوماً ما شاهدة على حقبة في مجتمعنا أو في أي مجتمع آخر. صوري تعكس فنون العيش، وتحمل الكثير من المشاعر، ما يجعلها تصل إلى الطرف الآخر بعفوية وتحظى بإعجاب وتقدير.

  • يرى معالم الدولة وعماراتها بنظرة خاصة

رسائل إنسانية
اختار الصوافي تدوين الرسائل الإنسانية التي تمر أمامه، مؤكداً أن لكل صورة قصة، وتأتي غالباً لتعبِّر عن مدى الترابط بين أفراد المجتمع، وتعكس فلسفته في التصوير. وبينها صورة التقطها من أعلى لسائق تاكسي يحاول بعفوية مساعدة شخص يستعمل كرسياً متحركاً، موضحاً أن الصورة جاءت لتعبِّر عن مدى الترابط الذي يجمع بين الأشخاص. وهدفه أن تخرج صوره إلى المتلقي بطرق إبداعية، وأن تكون مختلفة من ناحية الزاوية، ويضفي على المشهد من مشاعره وأحاسيسه، كالتركيز على مناظر قد لا تلفت انتباه سواه، وهكذا تأتي أعماله مقنعة وناطقة.

  • لحظة إنسانية التقطها لسائق التاكسي يساعد صاحب الكرسي المتحرِّك

وأوضح الصوافي أنه في بداية عهده بالتصوير، كان همه إظهار معالم الدولة العمرانية والتراثية في مختلف البيئات الإماراتية، البحرية والصحراوية والجبلية والزراعية. وقد بدأ في مدينة العين وتوسع في أبوظبي واليوم يحاول توثيق الحياة في أنحاء الإمارات ومناطق أخرى من العالم.

الرجل والمطر
لكل صورة من صور الصوافي حكاية، ومنها صورة الرجل الذي يضع سجادة الصلاة على رأسه لتحميه من المطر، والتي توثِّق مشهداً عابراً في مدينة حتا، حيث كانت الإمارات تعيش حالة مطرية مبهجة، وكانت الأجواء رائعة ومناسبة للتصوير.

  • من اللقطات المحبَّبة إلى قلبه

وترتبط هذه الصورة بفكرة تصوير حياة الناس، قائلاً: صادفت هذا الرجل وهو خارج من المسجد بعد أداء الصلاة، فلفتني كيف كان يغطي رأسه ويمشي، كما التقطت صوراً للمصلين بعد فتح المساجد لأداء صلاة الجمعة بعد العزل المنزلي. وحاولت التصوير بطريقة أفقية يظهر فيها التباعد الجسدي، مع إظهار الظل، وصورة أخرى التقطتها للمصلين في العيد بعد فترة الجائحة وحاولت توضيح التباعد والجمع الغفير من المصلين في المسجد بطريقة مختلفة. 

الصورة الفائزة
هدوء الصباح الباكر وفترة الشروق، من أجمل أوقات التصوير بالنسبة لسالم الصوافي، وهي ذاتها اللحظات التي أهدته الصورة التي فاز بها في مسابقة «سوني» العالمية ضمن محور الحركة.

  • صورته الفائزة بجائزة «سوني»

والصورة لسرب من طيور «الفلامنجو» في الصباح الباكر، كانت بعضها ثابتة على البحر، وبعضها تتنقل من بحيرة إلى أخرى، وهي بالنسبة له لقطة استثنائية ومميزة. وقال: أذهلني مشهد الطيور وهي تتحرك بسرعة، فيما أخرى بقيت بلا حركة، وقررت أن أشارك بها في مسابقات عالمية، لأن هذه اللقطة من الصعب تكرارها وحدوثها، نظراً لندرة المشهد.

كِمامة وبرقع
تتزاحم الأفكار الإبداعية لدى سالم الصوافي ويترجمها بلقطات مغايرة. وقد اقتنص الكثير من اللحظات في زمن الظروف الاستثنائية التي فرضتها جائحة «كوفيد - 19»، معتبراً أنه على الرغم من الظروف الصعبة، لم يتخل الناس عن زينتهم وعاداتهم.

  • التزام وتقاليد

وذكر أن صورة المرأة بالبرقع، من اللقطات القريبة إلى قلبه، وقال: إنها من أجمل الصور التي التقطتها، وهي لامرأة تضع البرقع فوق الكِمامة، وتُظهر أنها لم تتخل عن التقاليد، وهي صورة حصرية لجريدة «الاتحاد»، ولم يتم نشرها سابقاً. 

  • سالم الصوافي يوثِّق الزوايا بعدسته (من المصدر)