محمد نجيم (الرباط)
ينبهر كل من يزور متحف دار سي سعيد الواقع في مدينة مراكش المغربية. فالمتحف المتفرِّد، يعرض مجموعة من المنسوجات والحلي والزرابي وفن النسيج المغربي المتوارث منذ أقدم العصور. ويعرض بعض الأسلحة التقليدية التي كانت تُستعمل في المغرب قبل عدة عقود مثل السيوف والبنادق الخشبية والخناجر، ويكشف صناعة النسيج وحياكة الصوف والحرير، وكيف استمد النسيج المغربي أصالته من غنى الثقافتين الأفريقية والأمازيغية التي شكلت هوية غنية ومتنوعة، حيث سكنت القبائل الرُحَّل المناطق القروية، وكانت تصنع ملابسها من صوف الماعز ووبر الإبل.
الزربية الحضرية
يعرض المتحف تحفاً مصنوعة من الجلد في مناطق الصحراء المغربية التي تتميز بدباغة جلود الإبل والماعز والأغنام والظباء والغزلان التي تُستعمل لصنع حقائب جلدية وأحذية ودِلال لجلب الماء من الآبار. كما يكشف عن تاريخ السجاد المغربي والزربية الحضرية التي تشتهر بها مدن الرباط وفاس ومكناس والدار البيضاء، وتعود أقدم زربية معروضة إلى القرن الثامن عشر. ويمكن للزائر أن يتعرف على زربية الأطلس الكبير، وهي تراث من اختصاص نساء قبيلة آيت وأزكيت التي تقع بين ورزازات وتازتاخت. ويتيمز هذا النوع من الزرابي بصوف عالي الجودة وألوان طبيعية مُستخرجة من الحناء والزعفران، وتشتهر برسوم وزخارف مستوحاة من بيئة المرأة القروية.
صناع الموضة
يقول الباحث في تراث مدينة مراكش، عطيف علي: متحف دار سي سعيد من أهم الوجهات المفضَّلة لدى السائح القادم إلى مراكش من مختلف أنحاء العالم. ويُعتبر متحف دار سي سعيد وجهة لكبار صناع الموضة، وقد زاره المصمم الألماني كريستيان لاكروا، وصانع العطور روبيرتو كافالي وسواهما من المشاهير والنجوم لإلقاء نظرة على تصاميم الملابس المغربية ولاسيما النسائية، مثل القفاطين والجلابيات والحقائب الجلدية ومواد الزينة كالحلي والوشم ونقوش الحناء.
شُيِّد المبنى الذي يحتضن المتحف عام 1932 من قبل مالكه سعيد بن موسى، وهو من أعيان مدينة مراكش خلال حكم السلطان العلوي المولى عبد العزيز وتبلغ مساحته 2800 متر.