أحمد عاطف (القاهرة)

دخلت دار الإفتاء المصرية على خط الضجة المثارة حول وقوع حادثة الإسراء، بعدما ذكر أحد الإعلاميين أنها تم تكذيبها في كتب السيرة، موضحة أن رحلة الإسراء والمعراج حَدَثت قطعًا، مشددة على أن القرآن أخبرنا بذلك، ولا يجوز إنكارها بحال من الأحوال.

وناشدت دار الإفتاء المصرية بضرورة الابتعاد عن إثارة هذه الشبهات وإعادة إحيائها عند حلول هذه المناسبة، موضحة أنه جدل موسمي برغم استقرار منهج البحث العلمي والشرعي فيه، مؤكدة أن الأَولى والأجدر الاهتمام بما هو أنفع من هذا الجدل وهو استلهام العِبر والدروس المستفادة من المناسبة، كالثِّقة بنصر الله، وحسن التسليم والتوكُّل عليه، والأخذ بالأسباب.

وأوضحت الإفتاء المصرية أن جمهور العلماء اتفق على أَن الإسراء حَدث بالروح والجسد، لأنَّ القرآن صرَّح به، لقوله تعالى: «بِعَبْدِهِ»، لافتة إلى أن العبد لا يطلق إلَّا على الروح والجسد، وأكدت أن جمهور العلماء من المحققين اجتمعوا على أن المعراج وقع بالجسد والروح يقظةً في ليلة واحدة.

وأشارت الإفتاء المصرية أن ما يراه البعض من أَن المعراج كان بالروح فقط أو رؤيا منامية فإن هذا الرأي لا يعول عليه، موضحة أن الله عزَّ وجلَّ قادرٌ على أن يعرج بالنبيِّ صلى الله عليه وآله وسلم بجسده وروحه كما أسرى به بجسده وروحه، وتعجُّب العرب وقتها دليل على القيام بالرحلة روحاً وجسداً، فلو كانت رؤية منامية ما كانت تستحقُّ التعجُّب منهم. ولفتت الإفتاء المصرية إلى أن إنكار البعض لحدوث رحلة الإسراء والمعراج بسبب تعارضها مع القدرة البشرية، الجواب عليهم: أَنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يقل إنَّه قام بهذه الرحلة بنفسه دون العناية الإلهية، بل الرحلة بأكملها بتوفيق الله وفضله وهو الذي أسرى بعبده، فلم يقل النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم لقد سريت، وهذا الإعجاز الحاصل في الرحلة لا يتعارض مع قدرة الله عزَّ وجلَّ، فضلًا عن أنَّ غرابة وصف الرحلة منتفٍ وخاصة بمقاييسنا المعاصرة، بل حدثت أمور تشبه المعجزات كاختراع الفاكس منذ عقود طويلة والذي تمكَّن من نقل أوراق وصور إلى أي مكان في العالم، فضلًا عن ظهور الإنترنت والفضاء الإلكتروني منذ عدَّة سنوات.