علي عبد الرحمن (القاهرة)
على خلفية قرار نقابة المهن الموسيقية المصرية، برئاسة الفنان هاني شاكر بوقف مطرب المهرجانات الشعبية، عمر كمال، عن الغناء بعد تصريحاته المؤخرة ضد النقابة ونقيب الموسيقيين، لحين إشعار آخر.


في غفلة من الزمن، تفشى نوع موسيقى جديد يصاحبه كلمات غير مرتبة أو مهندمة، رغم ركاكه الكلمات وضعف موسيقاها، لكنها انتشرت بقوة وحققت نجاحاً جماهيرياً على الساحة، ولذلك بحث الموسيقيون على مسمى جديد لها تصنف من خلاله حتى تم الاستقرار على "المهرجانات" وهى عبارة عن مزيح بين موسيقي "الراب"و "التكنو"، معتمدة على كلمات من البيئة المصرية بإيقاع سريع حسب التصنيف الموسيقي لها.


وبين حالة الرفض التى يراها بعضهم "إسفاف موسيقي" لا يمت للغناء بصله، وخطراً شديداً يهدد الذوق العام والفن المصري بسبب ابتذال كلماتها وإيقاعاتها الموسيقية غير المرتبطة، وحالة القبول التى تجدها داخل أروقة الأماكن الشعبية والحارات والأزقة، التي يستخدمونها في الافراح تعبيراً عن حالة النشوة التى تفرزها من خلال كلماتها وإيقاعاتها الموسيقية الصاخبة. إذ حققت انتشارا كبيرا بين الشباب الذين لا تتعدي أعمارهم الثلاثين التي يرونها تعبر عن حال السنتهم.
رغم محاولات نقابة الموسيقيين المصرية برئاسة الفنان هاني شاكر، التي باءت جميعها بالفشل، بوقف هذه الظاهرة، وإعلاء قيمة الفن الجاد، لكن نجحت أغاني المهرجانات في تخطي حيز المحلية، وحجزوا مكانة لهم في المواسم الفنية الغنائية العربية، وفي المقابل أخذ أصحاب الموهبة الحقيقية مقعد المشاهد.


عقب كل قرار تصدره نقابة الموسيقيين بشأن تقنين وضع "أغاني المهرجانات"، وتشريع آلية قانونية يلزم صناعها باختيار كلمات تناسب الذوق العام، والتي كان آخرها إيقاف مطرب المهرجانات "عمر كمال" عن الغناء بسبب تصريحاته ضد النقابة والنقيب، يخلفه سجال ساخن بين أعضاء النقابة ومطربي المهرجانات تتصدر المشهد عدة أيام، والنتيجة النهائية واحدة "يبقى الوضع كما هو عليه".
يشار إلى أن أغاني المهرجانات بدأت في الانتشار عام 2007، عندما كون أحمد فيجو أول فريق مهرجانات مع أصدقائه، واقتصرت شهرته على الأفراح والمناطق الشعيبة بحي مدينة السلام بالقليوبية، وبمرور الوقت ذاعت شهرتهم بين الأوساط الشعبية، وكانت المدخل الرئيس لمجموعة من الشباب الحالم بالغناء وتحقيق الشهرة والمال، وانتشرت فرق المهرجانات منذ ذلك الوقت بشكل كبير وطورت من أدواتها سواء التقينة أوالموسيقية، واختيار الموضوعات التى تحاكي قضايا المجتمع المصري من وجهة نظرهم.


وكرس هاني شاكر كافة جهوده كنقيب للموسيقيين منذ توليه رئاسة النقابة عام 2015 ، في الحد من ظاهرة أغاني المهرجانات، خاصة بعدما تصاعد نجاح مطربي أغاني المهرجانات بالشارع المصري، وإصدار العديد من القرارات الجدية للحد من تلك الظاهرة المتفشية بالشارع المصري واعلاء قيمة الفن الهادف، ووضع الحلول والضوابط لهؤلاء المطربين من أجل اعتمادهم بشكل قانوني والعمل تحت مظلة نقابة المهن الموسيقية مثل غيرهم من المطربين والموسيقيين.


وصرح شاكر من قبل أن خلافه ليس مع نوعية الموسيقى المقدمة فى غناء المهرجانات ولكن في اختيار الكلمات المناسبة للعادات والتقاليد الإجتماعية، وهذا الأمر متبع منذ إنشاء نقابة المهن الموسيقية بعام 1955.


وبالرغم من محاولة شاكر الجادة في وضع ضوابط أخلاقية للحفاظ على مستوى الكلمة المستخدمة في أغاني المهرجانات، لكن قراراته دائماً تشهد حالة من الانقسام بين مؤيد له ومعارض من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، ليبقى السؤال هل يصمد الفنان هاني شاكر أمام فوضى المهرجانات؟