هناء الحمادي (أبوظبي)
يهوى عبدالله الشامسي جمع الخناجر منذ 13 عاماً، حين أهداه جده قبل وفاته، خنجراً تراثياً يعنز به ويحتفظ به حتى اليوم. ومن هنا كانت البداية التي جعلته يبحث ويقتني الكثير من الخناجر الإماراتية القديمة التي تتسم بالبساطة والصناعة التقليدية بنقوشها وزخارفها.

شهامة وقوة
يجد عبدالله الشامسي في الخناجر القديمة قطعاً أثرية منحوتة، ويرى أن الخنجر يُعد من أندر التحف الفنية الموجودة في دولة الإمارات، وذلك بحكم توقف استخدامه لفترة تصل إلى 60 عاماً، لافتاً إلى أنه رمز للرجولة والشهامة والقوة وجزء من اللباس التقليدي، إذ يوضع فوق الرداء بعد تثبيته بحزام من الجلد. وأبناء الإمارات يفتخرون بخناجرهم الموروثة لما تعكسه من قيمة تاريخية تتجلى وتزهو بعبق الماضي الأصيل.

50 خنجراً
وذكر الشامسي أن الخناجر ليست سلاحاً وحسب، بل تحف فنية قد لا يلتفت إليها كثيرون، وهو يمتلك منها أكثر من 50 خنجراً على اختلاف حجمها وشكلها. وقد ازداد ولعه بشرائها من المزادات، حيث هنالك الكثير من محبي جمع الخناجر الأصلية القديمة، كما أنه شغفه باقتنائها يدفعه إلى زيارة الكثير من المتاحف حيث تتوفر العديد من الخناجر المميزة بنقوشها، ما يجعله حريصاً على ضم المزيد إلى مجموعته على الرغم من غلاء أسعارها.

120 عاماً
وروى الشامسي أن الخنجر الذي أهداه له جده، عمره نحو 120 عاماً، قائلاً: أملك مجموعة من الخناجر الإماراتية المتميزة التي تعود إلى 80 و90 عاماً، وأعتبرها ثروة حقيقية يجب الحفاظ عليها لأنها من تراث أجدادنا. وأوضح أن ما يميز الخناجر الإماراتية أنها صغيرة نسبياً ولها مقاسات معينة، و«القطّاعة»، تُصنع من الجلد وتكون مطرّزة بالفضة وأحياناً بالذهب، مشيراً إلى أن أغلى خنجر اقتناه كان سعره 25 ألف درهم وهو من الذهب، نظراً لطرازه القديم وقد اشتراه من أحد المهتمين بجمع الخناجر من كبار السن.

أجزاء الخنجر
عن أجزاء الخنجر الإماراتي شرح الشامسي أنها تؤلَف من المقبض، وهو ما يسمى بـ «الرأس»، ويُصنع عادة من قرن الزرافة أو العاج الأصلي أو الخشب، فضلاً عن «الصدر» وهو من الفضة أو الذهب المزخرف. أما «القطّاعة»، فتمثِّل الجسد أو غمد النصل وتُصنع من الجلد الطبيعي المطرَّز يدوياً بخيوط الذهب والفضة، ليكتمل جمال الخنجر ببراعة التصميم والزخارف والتطريزات.