مصطفى أوفى (الاتحاد) يستغرق الحصول على لقاح مضاد لفيروس كورونا المستجد دقائق معدودة بينما يتطلب التعافي من الفيروس وقتا أطول قد يصل إلى أشهر عدة. وقد ظهرت في بعض البلدان حركات وأشخاص يعارضون اللقاحات بسبب آراء تقوم على نظريات المؤامرة التي لا يدعمها أي شيء على أرض الواقع. "ديلي ميرور" أجرت مقابلات مع نساء كنّ مترددات في تلقي اللقاح لكنهن غيرن آراءهن في النهاية وحصلن على لقاح مضاد لمرض كوفيد- 19 الناجم عن العدوى بفيروس كورونا. كانت ريان تومسون، 32 عاما، من مقاطعة هيرتفوردشاير مترددة في البداية بشأن تلقي اللقاح عندما كانت حاملاً العام الماضي، لكنها غيرت رأيها بعد إجراء بحث دقيق. تقول "بحلول دوري للحصول على اللقاح، كنت حاملاً بطفلي، الذي يبلغ الآن من العمر أربعة أشهر. شعرت بالتوتر الشديد لأنني لا أعرف إن كان العلماء يعرفون تأثير اللقاح على الجنين عندما يعطى لامرأة حامل". تضيف أنها عثرت على معلومات من برنامج صحي قدمت خلاله دكتورة متخصصة في المناعة لدى النساء الحوامل، معلومات ونصائح واضحة. وتؤكد تومسون "منحني ذلك الثقة لتلقي اللقاح، وذهبت للحصول على أول جرعة في يوليو الماضي. كان من المقرر أن أحصل على الجرعة الثانية في أكتوبر، لكن بالمصادفة دخلت المخاض المبكر في ذلك اليوم". وتقول "رغم أنني تلقيت جرعة واحدة فقط عندما ولدت، فقد تلقيت الآن جرعتين وأخرى مُعززة. لقد أصبت بكوفيد في ديسمبر ولم أكن لأعرف ذلك حقا لو لم أخضع لاختبار جانبي. كنت أرضع طفلي رضاعة طبيعية ولم يصب بكورونا. وبقينا على ما يرام". أما ماريانا مايكل، 28 عاما، القاطنة في شمال العاصمة لندن، فكانت تنوي تلقي اللقاح حتى سألتها صديقتها عما إذا كان ذلك سيؤثر على خصوبتها. وتسرد "حجزت موعدا لأخذ لقاحي وذكرت ذلك لصديقة على الهاتف. فقالت: هل نظرت في الأمر؟ ثم أضافت "كيف تعرفين أنه لن يجعلك عقيمة؟ وقالت إنها سمعت أنه قد تكون هناك مشكلة". تقول ماريانا "كنت أرغب دائما في الحصول على طفل واحد على الأقل. أعلم مقدار المعلومات الخاطئة المتوفرة عبر الإنترنت. لذا، كنت حريصة بشأن ما قرأته"، مضيفة "ثم بدأت أفكر كيف فقدت جدتي خلال جائحة كورونا ولم أتمكن من رؤيتها أو الذهاب إلى الجنازة". وتؤكد "لذلك، قررت أن أثق في العلم وأحصل على اللقاح. لا يوجد دليل على أنه يؤثر على الخصوبة. لقد تلقيت الآن ثلاث جرعات". بالنسبة لكريستين إميلون، فقد منعها خوفها من الإبر في البداية من الحصول على جرعة من اللقاح. لكن الفتاة، البالغة من العمر 21 عاما، غيرت رأيها عندما أوضحت لها والدتها الفوائد. تقول "أعاني من رهاب شديد من الإبر، ونفور شديد من الدم أو الإبر. في كل مرة أجد نفسي في هذا النوع من المواقف، أبدأ في الشعور بالإغماء ويزداد معدل نبضات قلبي. ثم يتراجع بسرعة، مما يسبب أحيانا الإغماء أو الصداع الشديد". وتضيف "أخبرني الأصدقاء أنهم تعرضوا لأعراض جانبية بعد تلقي لقاح كوفيد مثل الدوخة والارتعاش. لذلك، تخليت عن فكرة تلقي اللقاح. لكنني تجرأت على أخذه بعد أن شرحت لي والدتي مخاطر عدم التطعيم. وبصفتها تعمل في هيئة الصحة البريطانية، فإنها ترى معاناة العديد من الأشخاص كل يوم وتتفهم قيمة اللقاحات". بات مؤكداً اليوم أنه بعد فترة وجيزة من تلقي الجرعة المعززة، يقل احتمال دخول المستشفى جراء الإصابة بكوفيد-19 بنسبة 85٪ على الأقل مما لو لم يتم تلقي التطعيم.