الشارقة (الاتحاد) كشف المصوّر الأميركي ستيفن ويلكس آلية استخدامه لتقنيته الشهيرة في التصوير المعروفة بـ «من النهار إلى الليل»، مستعرضاً أسلوبه الفريد في توثيق اللحظات التاريخية، للعديد من الأحداث، التي تشمل الحياة الطبيعية، والحياة البرية، وأحداثاً سياسية واجتماعية، وغيرها، وذلك في جلسة بعنوان «حوار» أدارتها المصورة ويتني جونسون، نائب رئيس المرئيات والتجارب الغامرة في ناشيونال جيوغرافيك، ضمن فعاليات اليوم الخامس من المهرجان الدولي للتصوير «اكسبوجر 2022» والذي يستمر حتى 15 فبراير الجاري في مركز إكسبو الشارقة.

وقال ويلكس في مستهلّ حديثه: «من خلال عملي في التصوير، أدركت أنّ هناك جمهوراً كبيراً لفنّ الوثائقيات، وكنت في أحد الأيام في مهمة عمل لتصوير الممثلين (روميو وجولييت) لمجلة باز لورمان الشهيرة، حيث بعدما قمت بالتقاط أكثر من 250 صورة، لتكوين صورة واحدة في نهاية المطاف، تظهر مرور الوقت، ألهمني ذلك للوصول إلى فكرة التقاط صور متعددة عبر منظر طبيعي، أو حدث ما، وبقي الأمر عالقاً في ذهني، إلى أن انطلقت في الفكرة، وبدأت بتطبيقها على مشاهد وأحداث عديدة». وأضاف: «عندما يشاهد الناس الصورة النهائية، ينتابهم الفضول، ويتساءلون كيف حدث هذا الأمر، وهو فعلاً شيء معقد نوعاً ما، حيث أنظر إلى اليوم كشبكة، وأقرر المسار الذي سأنتهجه في التصوير، ويستمرّ الأمر لساعات طويلة، أستخدم خلالها منصات أو رافعات تساعد على رؤية أوسع وأشمل، وبعد مدة تصل إلى 36 ساعة في بعض الأحيان، أخرج بصورة تم تجميعها بعد التقاط مئات وربما آلاف الصور، وحتى يكون الأمر في أكمل وأبهى صورة، تستغرق عملية الإنتاج أحياناً أشهراً من العمل». وأشار ويلكس إلى أنه من الممتع جداً التواجد في الميدان للقيام بفعل النظر المركّز، ويساعد في ذلك الوجود في أماكن مرتفعة، حيث لا يشاهدك أحد، بينما أنت ترى كلّ شيء بوضوح، وكيف تتدفق الحياة في المكان المستهدف، مضيفاً: «هذا الأمر جعلني أعشق فكرة التصوير بهذه الآلية (من النهار إلى الليل)، وسبب اختياري لنيويورك للانطلاق في المشروع منذ البداية، هو للاحتفاء بها وتقدير حبّي لها».

واستعرض ويلكس في الجلسة، العديد من الصور التي التقطها لمشاريع وجهات عديدة، كصور في الحدائق الوطنية الأميركية، وصور للطبيعة، وصور لأحداث متنوعة، كتنصيب الرئيس الأميركي جو بايدن، إلى ثوران بركان فاجراد السفيال في أيسلندا، إلى تصوير الهجرات الكبرى للطيور، والحياة البرية، وغيرها الكثير. وقال: «ما كنت أقوم به من تصوير مختلف كلياً عن التصوير الصحفي، وأعير اهتماماً للأهمية التاريخية للصورة، من خلال ما تقوم بتوثيقه، إلى جانب اختيار الأماكن الأيقونية المألوفة للذاكرة المشتركة، ولذا فأنا استخدم تقنية (من النهار إلى الليل) لأقص قصة متكاملة في صورة واحدة، وأجعل الناس ترى ما أراه وما ألمسه، وليست فقط صورة لحظية عابرة، وقد حظيت بفهم عميق للغاية من هذه التجربة للحياة من حولي، ولمشاهد ربما لم أكن أنتبه لوجودها على الرغم من أنها تحيط بي، فأنا بذلك أعيد بناء ذاكرتي».

وتحدّث في الختام عن مشروعه الحالي «نسيج»، مشيراً إلى أنّه بدأ به أثناء التصوير في إيطاليا، حيث زار متحف الفاتيكان، وبات مفتوناً بالمنسوجات الرائعة المعلقة على الجدران، وقد استوحى إلهامه من طبقات الصور وسرد القصص واللون الذي يظهر في جميع أنحاء النسيج، وبدأ يفكر فيما إذا كان بإمكانه إحداث تأثير مماثل، لافتاً إلى أنّه يعدّ مشروعاً مثيراً للغاية وقد أتاح طريقة جديدة للرؤية، مستعرضاً عدداً من الصور التي التقطها مؤخراً ضمن هذا المشروع، والتي تتكون من مزيج من صور المدينة والطبيعة.