أحمد مراد (القاهرة)
تبدأ غداً، الاثنين، ما يُعرف في دول المغرب العربي بـ "قرة العنز" التي تُعد واحدة من أبرز الفترات المناخية في هذه الدول.
وبحسب التقويم الفلاحي الأمازيغي المستخدم في أجزاء عديدة من دول المغرب العربي، تبدأ فترة "قرة العنز" يوم الرابع عشر من فبراير، وتستمر حتى يوم التاسع عشر من الشهر ذاته.
وتشتهر فترة "قرة العنز" ببعض الأجواء المناخية، مثل برودة الطقس، مع انخفاض ملحوظ في درجات الحرارة، وهطول غزير للأمطار، وعواصف ورياح شديدة، وقديماً كان يقال: "إن قرة العنز تدخل بالغبار، وتخرج بالأمطار في أحيان كثيرة، والعكس وارد في أحيان آخرى".
ويعود أصل كلمة "القرة" إلى الكلمة الفرنسية "La guerre"، وتعني الحرب، وكان مصطلح "قرة العنز" مستخدماً بشكل ملحوظ خلال فترة الاستعمار الفرنسي للدلالة على أن هذه الفترة بمثابة حرب مناخية على فصيلة العنز باعتباره حيوان ضعيف ونحيف، ويتأثر كثيراً ببرودة الطقس لدرجة أن الفلاحين كانوا يفقدون الكثير من الماعز خلال هذه الفترة.
وفي الموروثات التراثية، ترددت الكثير من الأمثال الشعبية المتعلقة بفترة "قرة العنز"، أبرزها المثل الشعبي القائل: "تجمبر كول وقمبر"، ويعني أن شدة البرد خلال هذه الفترة كانت تدفع الناس قديماً إلى جمع العولة من البقول الجافة، والكسكسي، ومستلزمات أخرى يحتاجونها في البيت .
وبعد إنتهاء فترة "قرة العنز"، يبدأ العد التنازلي لحلول فصل الربيع، وتهل ما يُعرف بفترة "نزول الجمرات الثلاث"، وهي: جمرة الهواء، وجمرة الماء، وجمرة التراب، وتستمر كل جمرة 7 أيام.