خولة علي (دبي)

تنشط سياحة المغامرات الجبلية، في مناطق مختلفة من دولة الإمارات، وتحفِّز سفوحها الشاهقة الزوار والسياح على خوض تجارب مثيرة من الرحالات السياحية غير التقليدية. وتكشف عن مسارات جديدة تقود إلى شلالات ووديان تشق طريقها من أعالي الجبال، لتندفع بين الصخور وتروي الأرض، حيث ينبت الزرع على مساحات واسعة وسط طبيعة ساحرة.

ينطلق كثيرون من محبي المغامرات والرحالات الاستكشافية، في مجموعات ومسيرات جبلية ويخوضون تجربة المبيت في عمق الطبيعة، بإشراف فرق متخصصة. وقال محمد عبدالباري مؤسِّس إحدى فرق السياحة الجبلية: يتمحور عملنا حول تنظيم المسيرات واصطحاب الزوار في رحلات بين الجبال لاستكشاف الطبيعة التي تتمتع بها دولة الإمارات، وتعريفهم بمسميات الأودية والمواقع التي نمر بها، وممارسة بعض الأنشطة كالتسلّق والسير للتمتع بالطبيعة والتقاط الصور. 

شروط
وحول شروط خوض هذه المغامرات ذكرعبدالباري أن أهم عنصر، هو وجود الرغبة والتحدي في خوض تجربة حماسية، كما أن اللياقة البدنية أمر مطلوب للسير مسافات طويلة صعوداً نحو الجبال، مع ضرورة التعرف على مشاكل الفرد الصحية حتى نكون على دراية لاختيار المسارات التي لا تتطلب جهداً كبيراً. واعتبر ذلك نوعاً من الرياضة، لأن الإنسان يحتاج إلى التواصل مع الطبيعة، للتخلص من ضغوط الحياة اليومية، وهو بذلك يعيد التوازن لنفسه في لحظات تأمل الجمال من حوله. 

إقبال كبير
وأشار إلى مدى الإقبال على هذه الرحلات، والذي يزداد خلال فصل الشتاء، إذ إن أفراد المجتمع متعطشون للعودة إلى الطبيعة ويرغبون في الهروب من الروتين اليومي وازدحام المدينة. وقال: لم أكن أتوقع التوافد الكبير على المسارات الجبلية منذ الإعلان عن برامجنا للموسم الحالي، لاسيما أن هذه الفعاليات كانت شبه معدومة من قبل. ولكن زيادة الوعي بها أدى إلى تزايد الإقبال عليها، والرغبة الشديدة في تجربتها.

تجارب مشوِّقة
وأوضح عبدالباري أنه يحرص بشكل يومي على الخروج في رحالات إلى المسارات الجبلية، حيث أصبح هذا النشاط وجهة مهمة للسياح ومحبي المغامرات والباحثين عن تجارب مشوِّقة في قلب الطبيعة، لافتاً إلى أن هذه الرحلات ساهمت في فتح منفذ ترفيهي ورياضي جديد، وتعزيز قطاع السياحة في الدولة. وأكّد أن البحث عن التنوّع في المسارات الجبلية والمواقع أمر يسعى إليه دائماً من خلال التعاون مع الجهات الرسمية للبحث عن مسارات جديدة ومختلفة. 

تدفّق المياه
استكشاف مواقع جديدة يجعل الرحلات متنوِّعة وأكثر تشويقاً ومتعة عند التوغّل بين الجبال. والتوقّف عند محطات تدفق المياه وجريانها يمنحنا إيقاعاً آسراً بين مناظر الصخور الصلدة وعذوبة المشاهد الطبيعية الساحرة.