عبد الله أبو ضيف ( القاهرة )

اسمي أماني أبو سحلي، صاحبة مبادرة ساهمت في إيقاف عشرات العمليات الثأرية، مئات الأشخاص أصبحوا أمنين بعد فترة طويلة من الهروب من مصير لم يكونوا فيه سوى أقارب أصحاب الدم، لكن كل هذا كان بدايته دمي أنا شخصيا عندما قُتل طفلي صاحب الـ 16 عامًا في ثأر بين عائلتين .

تقول أماني أبو سحلي المحامية من محافظة قنا - صعيد مصر - إن مبادرة المصالحات الثأرية التي أطلقتها عام 2015 لم تكن إلا محاولة لوقف صراع ثأري بين عائلتها وعائلة مقابلة في نفس المدينة أدت لمقتل نحو 12 شخصاً بينهم طفلها محمد حمزة والذي تم قتله أثناء ذهابه للمدرسة في أحد صباحات عام 2014، ليتحول أملها في أن يكون قاضياً جليلاً إلى رماد .

المحامية المصرية لم تنظر سوى أسبوع واحد فقط، حيث أدت العمرة في السعودية، وعادت لتطلق مبادرة "صعيد بلا ثأر" لتتمكن من وقتها في وقف الدماء عن عشرات الأسر التي اعتبرت أن محركها الرئيسي كان رغبة المرأة في إثارة الصراع وحصد دماء آخرين لوقف ألمها في فقدان أبنائها أو زوجها أو حتى أشقائها، فما كان منها سوى تصدير نفسها كسيدة فقدت ابنها ورغم ذلك اعتبرت أن حكم الدم خير وأبقى.