هناء الحمادي (أبوظبي)
تعشق المهندسة مريم البلوشي العلم والاكتشاف والتطوّر، فهي خريجة بكالوريوس الهندسة الكيميائية والبترول، وحاصلة على ماجستير في العلوم البيئية من جامعة الإمارات. وشكّل التحاقها بالعمل في قطاع البترول أولى خطواتها للعمل في مجال البيئة عام 2003 حيث تبحث منذ 19 عاماً عن الجديد دائماً في هذا التخصص، وتواصل ذلك من خلال عملها الحالي مديرة لإدارة الدراسات البيئية في الهيئة العامة للطيران المدني.
المدير الناجح
ورغم انشغالاتها الكثيرة، لكنها تعمل على تحقيق التوازن بين حياتها العملية والخاصة، وتحرص على تطبيق مفهوم السعادة والقيام بواجباتها، وفي الوقت نفسه تطبق الكثير من قواعد العمل المتطورة التي تضمن زيادة الإنتاج، والوصول إلى مستوى الرضا الوظيفي، وتعتبر ذلك من مهام المدير الناجح الذي يتعامل بطابع كل موظف لديه، ويوظف قدراته لمصلحة العمل بطريقة سلسة، دون أي توتر أو قلق في البيئة المحيطة.
وطموحات البلوشي ليس لها سقف، حيث تختبر نفسها مع كل مرحلة، وتجد أنها تتحدى، وتواجه كل الضغوط التي تمر بها حتى تحولت إلى المهندسة التي تريد أن تصبح كاتبة متفردة ذات بصمة، وأن تكون فنانة لها مرسم خاص، وأن تنقل فن الخط العربي للعالم بشكل مختلف، وأن تكون سفيرة للدبلوماسية الثقافية.
تحديات
عن رحلة البداية.. تقول المهندسة مريم: دائماً هناك تحديات جديدة، لذا اتجهت إلى اتباع خطوات الدراسة الأكاديمية لتعزيز دورها في العمل، من منطلق الحرص على التطور الذاتي في قطاع مهم يتطلب التركيز والاهتمام بالتفاصيل الدقيقة في التخصص، وواصلت على هذا النحو، حتى اتخذت طريقاً يدعم مسيرة تميزها.. فكانت تجربة الماجستير على مدى 4 سنوات بين رحلة التعلم والعمل، ليكون مشروع الدراسة «ضوضاء الطائرات»، وهو مجال عملها الحالي.
ولفتت إلى أن الهيئة العامة للطيران المدني تؤمن بأهمية تمكين المرأة، حيث تحتضن العديد من الإماراتيات الرائدات، ومن الأهمية بمكان أن يتزايد انضمام المرأة الإماراتية إلى قطاع الطيران.
وتتمنى المهندسة مريم أن تستمر ابنة الإمارات في العطاء والنجاح ومواجهة التحديات، وأن تخطو بخطوات مدروسة لتحقيق أي هدف تسعى إليه موجهة لها رسالة «كوني قوية بنفسك، لا تتنازلي عن قيمك وأخلاقك، كوني مشعة بثقافتك وهويتك، كوني صورتك المشرقة دائماً، اقرئي، ادرسي، لا تقفي عند أي حدود».
السعي لتحقيق الهدف والتفوق ساهم في أن تكون البلوشي من المميزين بعملها، حيث حققت الكثير من الإنجازات، التي تفتخر بها، فهي مؤسس تخصص البيئة في الطيران المدني في الدولة منذ عام 2006، وأول عربية تعمل منتدبة في إدارة البيئة في منظمة الطيران المدني الدولي التابعة للأمم المتحدة ضمن برنامج تدريبي لمدة 5 أشهر عام 2010، ورئيس مفاوضي ملف تغير المناخ للدولة لقطاع الطيران المدني منذ 2012، وتمثل الدولة في اللجنة المعنية بحماية البيئة في الطيران المدني التابعة لمنظمة الطيران المدني الدولي منذ عام 2013.. وتم انتخابها أول رئيس للجنة البيئة في الهيئة العربية للطيران المدني عام 2010 التابعة لجامعة الدول العربية وتمت إعادة تعيينها بالإجماع في الدورة الثانية لرئاسة اللجنة عام 2012.. وتمثل الدولة في العديد من الاجتماعات الإقليمية والدولية متحدثاً رسمياً، وعضواً في مجلس إدارة منظمة المرأة في الطيران المدني فرع الشرق الأوسط من 2013 إلى 2020.
مسيرة
وأشرفت على وضع استراتيجية الاستدامة للهيئة العامة للطيران المدني التي أطلقت عام 2014. ونالت جائزة الشخصية القيادية في الطيران من معهد الشرق الأوسط للتميز في عام 2014، كما تم اختيارها في العام نفسه ضمن أبرز «50 شخصية عربية»، وتحديداً من ضمن أبرز 8 إماراتيات في استبيان محلي وجائزة الشخصية القيادية في الطيران ضمن جوائز الشرق الأوسط لقادة الأعمال لعام 2015، من قبل جمعية التطوير القيادي الأميركية وجائزة محلية للإبداع والتميز عام 2016.
هوايات
لم تتوان مريم البلوشي عن اكتشاف جانب آخر من شخصيتها يرتكز على الهواية التي رسمت لها طريقاً مميزاً في عالم «الخط العربي».. حيث شاركت في العديد من المعارض داخل الدولة وخارجها، كما أنها متطوعة في خدمة أصحاب الهمم لأكثر من 12 عام،اً ومستشارة لمرسم مطر منذ 2014 حتى مارس 2018.. وعضو مؤسس لدار «ملهمون للنشر والتوزيع» وفي عام 2020 تعاونت معها دار فان كليف العالمية، لتصميم عمل خاص بالخط العربي ليخرج إلى النور ثمرة هذا التعاون.. العمل الفني «أزهار القيم» كما تعاونت مع وكالة سيارات عالمية خلال الاحتفالات باليوبيل الذهبي للشركة لإنتاج عمل فني خاص لعلامتها التجارية.
ورغم ما ألم بالجميع بسبب أزمة «كوفيد-19» إلا أن قطار الإنجاز لم يتوقف عند محطة واحدة، بل استطاعت المهندسة مريم تحقيق الكثير من الإنجازات حيث انتهت من مجموعة قصص التي ستخرج إلى القراء خلال الفترة المقبلة في صورة عمل أدبي.