مصطفى أوفى (الاتحاد) نشرت دراسة جديدة ترى أن نظرية العالم البريطاني تشارلز داروين، القائلة إن الطفرات الجينية عشوائية دائمًا، هي نظرية خاطئة. ونقلت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية عن الدراسة قولها إنها وجدت دليلًا على أن الطفرات يمكن أن تكون استجابة للضغوط البيئية. فعلى مدى أكثر من قرن من الزمان، تمسك الكثير من العلماء بنظرية داروين التي تعتقد أن جميع الطفرات الجينية عشوائية وعرضية، مع انتقال الصفات الأكثر فائدة عبر الأجيال. واليوم، يقول باحثون من جامعة حيفا في إسرائيل إن الأمر ليس كذلك، وإنهم وجدوا أن توليد طفرة الهيموغلوبين البشري (HbS) ليس عشوائيًا. فعلى سبيل المثال، يتمتع الأشخاص الذين يحملون هذه الطفرة بمستوى إضافي من الحماية من مرض الملاريا. وقد وجد الفريق أن الذين يعيشون في أفريقيا هم أكثر عرضة لهذه الطفرة من أولئك الموجودين في أوروبا. يقول مؤلفو الدراسة إن هذه الطفرة ليست عشوائية، لأنها موجودة بشكل تفضيلي في أفريقيا، حيث هناك حاجة أكبر للحماية، وهو "شيء لا تستطيع النظرية الداروينية تفسيره". أوضح البروفيسور عدي ليفنات، المؤلف الرئيسي للدراسة "نحن نفترض أن التطور يتأثر بمصدرين للمعلومات: المعلومات الخارجية التي هي الانتقاء الطبيعي، والمعلومات الداخلية التي تتراكم في الجينوم عبر الأجيال وتؤثر على نشأة الطفرات". يُعتقد أن هذه الدراسة الجديدة، التي تضم خبراء من غانا، هي أول دليل على وجود "طفرات غير عشوائية" في الجينات البشرية. تتحدى هذه النتائج الافتراض الأساسي في نظرية داروين للتطور حيث توضح الدراسة الجديدة أن استجابة الطفرة الاتجاهية طويلة المدى للضغوط البيئية ممكنة، وأن الطفرات ليست مجرد ظواهر عشوائية، كما كان يعتقد عالم الطبيعة البريطاني. وأوضح البروفيسور ليفنات "لأكثر من قرن، كانت النظرية الرائدة للتطور تستند إلى الطفرات العشوائية"، مضيفا "تظهر النتائج أن طفرة الهيموغلوبين البشري (HbS) لا تتولد عشوائياً ولكنها بدلاً من ذلك تنشأ بشكل تفضيلي في الجين وفي السكان حيث تكون ذات أهمية تكيفية". يعتقد داروين أن الحياة نشأت عن طريق التطور، ولكنه لا يقدم جوابا حول كيف يعمل التطور على المستوى الأكثر دقة. للتمييز بين الطفرات العشوائية والانتقاء الطبيعي، وإضافة إمكانية الطفرات غير العشوائية، ابتكر البروفيسور ليفنات طريقة جديدة. وقد سمح ذلك لفريقه باكتشاف طفرات "de novo"، التي تظهر "فجأة" دون أن تكون موروثة من أي من الوالدين. وقال البروفيسور ليفنات إن "نتائج هذه الدراسة لديها القدرة على تغيير فهمنا الأساسي للتطور، والأمراض التي تسببها الطفرات بما في ذلك السرطان".