هناء الحمادي (أبوظبي)

مظاهر التطور لم تثن عبد العزيز النعيمي عن الاهتمام بالمقتنيات القديمة، وقد بدا واضحاً شغفه في جمع الهواتف المتحركة القديمة، والتي يعرضها في صالة بمنزله. ومن يزور النعيمي يقف مندهشاً وهو يرى هذه السلسلة المتنوعة من الهواتف، والتي شهدت على تطور قطاع الاتصال في العالم عموماً وفي دولة الإمارات خصوصاً. وقد اجتهد منذ سنوات عدة، للحصول عليها وشرائها من بلدان مختلفة، صانعاً منها متحفاً صغيراً يمكن وصفه بأنه أيقونة تاريخية وكلاسيكية.

عابر للحدود
لا تخلو رحلات السفر عند عبدالعزيز النعيمي من شراء الأشياء القديمة، كما قاده شغفه «الكلاسيكي» العابر للحدود، إلى جمع الكثير من الأجهزة اللاسلكية ووسائل الاتصال التقليدية.
 وقال: الهواية ليست قِطعاً نقتنيها، بل تاريخ نبحث عنه، وقد بدأت رحلتي ببعض من قِطع الاتصال القديمة، وأكملت المجموعة مع قائمة من مختلف الأجهزة المتحركة التي تطورت بعد الحرب العالمية الثانية. كما ركزت على مجموعة الاتصال الإسكندنافية من النرويج وفنلندا والسويد، ثم انتقلت إلى المجموعات البريطانية والأميركية والألمانية، ولديّ أول تليفون متحرك تم تركيبه في الولايات المتحدة، وأول تليفون متحرك في عدد من دول العالم.
وأضاف: البحث عن الأجهزة القديمة ليس سهلاً، وقد احتاج مني سنوات طويلة للحصول عليها. فبعد 14 سنة استطعت إكمال مجموعة التليفونات العمومية في الدولة، بما فيها أول جهاز في دولة الإمارات والذي طرح عام 1979 بداية في مطار الشارقة قبل تعميمه، وكان المورِّد الشريك الاستراتيجي كيبل آند وايرلس. 

3 أطنان
 وقال النعيمي: أمتلك مجموعة من نظام اتصال للنداء العام و«البيجرات» كاملة، وشبكة المتحرك وأوائل أجهزة الاتصال من فترة الستينيات حتى أواخر التسعينيات، ومنها أول جهاز لإرسال الصور والمستندات، وهو بداية أجهزة الفاكس وتم طرحة بداية السبعينيات قبل اتحاد «أميرتل». ولديّ أقدم دليل تليفونات، مؤرخ في عام 1981 وصادر من «أمرتيل ي» ويحتوي على قائمة أرقام من داخل الدولة. وقد حصلت على أدلة الهاتف في الثمانينيات وعلى مستندات تتعلق بشركات الاتصال القديمة منذ فترة الستينيات. 
وذكر أن من التحديات التي واجهته، الندرة المصاحبة لأجهزة الأربعينييات والخمسينات والستينيات، لأن هذه الأجهزة تهتم باقتنائها متاحف عالمية متخصصة، وليس أشخاص، ولكن التصميم جعلني أمتلك أول جهاز في كل من الإمارات، السعودية، الكويت، البحرين، فرنسا، بريطانيا، ألمانيا، اليابان، روسيا، كوريا، أستراليا وإيطاليا. وقد بلغت قيمة الشحن ما يعادل 3 أطنان من الأجهزة خلال هذه السنوات. 

كتاب متخصص
أضاف النعيمي: أحب الاستماع إلى المتخصصين في هذا المجال بقصد توثيق التاريخ الشفهي لهذا القطاع المهم ولديّ من التفاصيل التي تساعدني على نشر كتاب متخصص بتاريخ الاتصال ليس بالدولة فقط بل بالعالم. وقمة السعادة لدى امتلاكي للمعلومة وليس الجهاز. 
وقصة الهواتف لا تنتهي عند هذا الحد، لأن ما يحتويه مجلس النعيمي أكثر من المتوقع، ويضم الهواتف المحمولة في دولة الإمارات والتي مرت بمراحل عدة، نسبة إلى المسميات التي حملها كل هاتف، منها جوال «الأنيس»، «القناص» و«الهدهد»، وسواها من الهواتف التي تفوح منها رائحة الماضي.