هناء الحمادي (أبوظبي)
دفع حب التميز المهندسة المعمارية مريم آل علي إلى تحقيق باقة من النجاحات، وأوصلها إلى درجة الشغوف بالمشاركة في قيادة المستقبل من خلال مشاريع وأفكار توافق توجهات الإمارات في الخمسين سنة المقبلة، فأصبحت تمتلك سجلاً حافلاً بـ 34 فكرة مبتكرة في نطاق تخصصها، بالإضافة إلى مشاركات في مؤتمرات دولية رفعت فيها اسم الإمارات عالياً، وأكدت من خلالها مفهوم التطبيق العملي لتمكين المرأة ومساهمتها في إدارة عجلة التنمية المتسارعة في الدولة، وإصرارها على حجز مكانة دولية في الصدارة تسجل باسم «وطن اللا مستحيل».
الأعمال التطوعية
مريم آل علي لم تأخذها الحياة العملية وما حققته من نجاح يحتاج التفرغ.. من لحظات الهدوء والسكون، حينما تقضي وقتها مع أفراد أسرتها، قبل أزمة كورونا وحالياً في حدود المسموح به في إطار الإجراءات الاحترازية لتجنب انتشار الفيروس
فبالنسبة لـ مريم آل علي فإن التجمعات الأسرية لحظات تتجلى فيها الإيجابية، وتجعلها في حالة نفسة جيدة تزيد من قدرتها على العطاء في عملها، فهي بطبيعتها تركز على المساهمة في الأعمال التطوعية التي تبث السعادة في نفوس الآخرين، وتهتم بنشر ثقافة العطاء عبر تشجيع أبنائها على التطوع في تلك الجوانب الإنسانية والعمل دعم الآخرين في كل عمل يقدمونه ولو كان بسيطاً، كما تحصل من خلال تلك التجمعات على تبادل المعرفة واكتساب خبرات في جوانب تساعدها على التعامل مع المواقف الصعبة.
مسيرة تميز
مريم تعمل حالياً رئيس قسم إدارة ومراقبة أصول البنية التحتية في وزارة الطاقة والبنية التحتية، فهي حاصلة على بكالوريوس الهندسة المعمارية، وماجستير الإدارة الاستراتيجية والقيادة بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف الأولى، ونالت دبلوم الابتكار الحكومي من مركز محمد بن راشد للابتكار الحكومي وجامعة كامبردج في لندن، ودبلوم إعداد قادة المستقبل من الجامعة الأميركية، بالإضافة إلى دبلوم إدارة الأصول من المعهد البريطاني من المملكة المتحدة.
تمثيل الإمارات
ويأتي ضمن مخططات آل علي نيل شرف تمثيل الإمارات في مؤتمرات عالمية، وكان لها ذلك حينما ترأست وفد الدولة في الملتقى الثقافي الاجتماعي الخليجي الثامن، الذي أقيم في المملكة العربية السعودية، ولم يكن ذلك ببعيد عنها حينما فازت بعضوية «مجلس الشباب الاستشاري» لأهداف التنمية المستدامة في الدورة الأولى على مستوى العالم من بين 600 مرشح، خلال فعاليات منتدى التنمية المستدامة في القمة العالمية للحكومات في الإمارات.
وساهم حب التميز في حصولها علي الفوز بوسام «الشباب لجائزة معالي وزير تطوير البنية التحتية»، كما حققت إنجازاً آخر بالفوز بجائزة ستيفي العالمية «لأفضل قائد حكومي خلال أزمة كوفيد- 19»(جائزة ستيفي مجموعة من ثماني جوائز لجوائز الأعمال تقامها سنوياً وتم إنشاؤها في عام 2002، وتم تنظيم برنامجها الأول، The American Business Awards، في عام 2003).
نجاحات مريم لم تتوقف ولم تثنها جائزة عن التفكير في أخرى، حيث أشارت إلى أنها نالت التقدير الكبير، بتأهلها في جائزة أوسمة مجلس الوزراء لدورتين على التوالي فئة الموظف الجديد، فئة المجال الميداني، وبحصولها على عدد من حقوق الملكيات الفكرية في البحوث التابعة لإدارة المخاطر، وهندسة رسم التحديات خلال مشاركات في الاجتماعات الحكومية السنوية لدولة الإمارات، والتي من خلالها تساهم في رسم خطة الدولة المستقبلية وطموحها العالمي.
ابتكارات
وتضيف آل على «خلال رحلة العطاء والنجاح قمت بالإشراف على تنفيذ 8 مشاريع اتحادية على مستوى الدولة، مقدمة 34 فكرة مبتكرة، تم تنفيذ 18 منها على أرض الواقع، فقد قمت بإعداد وتنفيذ عمليات وإجراءات عمل للأقسام المستحدثة في الوزارة وساهمت في رسم الخطط المستقبلية للوزارة، كما قمت بإعداد ورسم العديد من السياسات والاستراتيجيات واتفاقيات مستوى الخدمة لمختلف القطاعات، بالإضافة إلى إعداد الخطة الاستراتيجية والبرامج الداعمة لتميز الأداء في العمل وفق مؤشرات التنافسية العالمية، وأهداف التنمية المستدامة.
ومن منطلق حرصها على وجود اسمها في قائمة الشرف، فقد حققت مؤخراً إنجازاً آخر يضاف إلى رصيدها، من خلال فوزها بعضوية «مجلس أمناء مجلس التشغيل والصيانة العربي»، ووضع اسمها بجانب صورتها على الصفحة الرئيسية لموقع المجلس «omaintec.org/ar»، الذي يهدف إلى تطوير المعايير والممارسات والاجراءات في الدول العربية إلى المستويات العالمية من خلال وضع مواصفات موحدة، وتعزيز المعرفة العلمية ونقل والتكنولوجيا والمهارات.
وعن هذا الإنجاز تذكر بسعادة «نهاية المثابرة والاجتهاد أتوجها بهذا الفوز، فأنا فخورة بأنني ابنة الإمارات، ورغم أني كنت أصغر المشاركين سناً، تأهلت إلى عضوية المجلس، فقد ساعدني عملي كرئيس قسم لإدارة ومراقبة أصول المباني الاتحادية في وزارة الطاقة والبنية التحتية، حيث ساهم ذلك في نقل المعرفة وتطوير العمل ومواكبة كل جديد في العالم العربي، وذلك من أجل الاستمرار في إبراز دور شباب الإمارات في خدمة الوطن.
مبادرات مريم آل علي شابة طموحة تعشق التحدي وتقديم المبادرات الداعمة لدور الشباب وإشراكهم في مختلف المجالات منها: «الملتقى السنوي للمهندسين الشباب»، ومبادرة صمم بيتك صح، ومبادرة القيادة الفعالة، ومبادرة إدارة واستثمار الأصل وغيرها، كل تلك المبادرات تسهم وتدعم وتعزز المسارات المهنية للشباب في الدولة، وتمكنهم من ممارسة الدور المحوري في تعزيز توجه الدولة لبناء اقتصاد معرفي مستدام.
ورش معرفية
حب العمل وتقديم المفيد لأفراد المجتمع دفع آل علي إلى تقديم أكثر من 60 ورشة بهدف إثراء الفكر والمعرفة في وظائف المستقبل القادمة ومساعدتهم لإعداد البحوث والدراسات، وسد الفجوات في قطاعات العمل المختلفة من خلال تقديم الأفكار الابتكارية الداعمة لتحقيق أهداف وتوجهات الدولة وسوق العمل.
وتقول آل علي «أحرص دائماً على تزويد الشباب بمجموعة من المهارات المرتبطة بالوظائف الحالية والمستقبلية لبناء جيل سريع الانخراط في العمل والانتقال بين الوظائف بمرونة عالية وإنجاز متكامل، كذلك احرص على تعزيز التعلم الذاتي والتعلم المستمر لاكساب الشباب أفضل المهارات إيماناً منها بأن نجاح العمل يستند إلى سواعد الشباب وخبرة الآباء.
دور المرأة الإماراتية
تؤكد المهندسة مريم أن المرأة، أينما وجدت وجد التميّز والإبداع والفكر الجديد والابتكار في العمل، مشيرة إلى أن دور المرأة مهم جداً في عضويات المجالس المتخصصة لتصبح رائدة في قطاع التشغيل والصيانة بمنطقة الشرق الأوسط، من خلال الاطلاع على أفضل الممارسات والإجراءات في الدول العربية، وتقاسم فرص التحسين وتنظيم الاجتماعات العلمية والمهنية، وورش العمل، وإقامة روابط الاتصال بين القطاعين العام والخاص، وتعزيز أنشطة التدريب الفني والمهني، ونشر الأوراق العلمية وتقديم الخدمات الاستشارية.