تامر عبد الحميد (أبوظبي)

كشف عامر سالمين المري، مدير ومؤسس مهرجان «العين السينمائي» أنه تم اختيار الفيلم الفنلندي «الرجل الأعمى الذي لم يرغب بمشاهدة تيتانك» - The Blind Man Who Did Not Want To See Titanic، للمخرج العالمي تيمو نيكي، لعرضه في الحفل الافتتاحي للمهرجان، الذي ستنطلق فعاليات دورته الرابعة من 23 يناير إلى 27 يناير الجاري في مدينة العين، مشيراً إلى أن المهرجان استقطب خلال دوراته الثلاث الماضية، مجموعة من أبرز الأفلام في افتتاح المهرجان في عرضها العالمي والخليجي الأول، وهي «الكنز 2» من مصر، و«ستموت في العشرين» من السودان، و«هيلوبوليس» من الجزائر، ليأتي «الرجل الأعمى » في عرضه الخليجي الأول، تأكيداً على التنوع والتميز في اختيارات المهرجان لباقة من أميز الأفلام، التي تم صنعها بحرفية عالية، ما يسهم في تبادل الثقافات والخبرات السينمائية، ومساعدة الجيل السينمائي الواعد في اكتساب المعرفة من خلال الأفلام العالمية.

سينما العالم
وأشار المري في حواره الخاص مع «الاتحاد» إلى أن الفيلم الفنلندي «الرجل الأعمى الذي لم يرغب بمشاهدة تيتانك»، لديه من المعايير والمواصفات الفنية ما أهله لكي يعرض في افتتاح «العين السينمائي»، من حيث القصة الإنسانية والإخراج الاحترافي، وكذلك الإنجازات التي حققها من خلال مشاركته في مهرجانات سينمائية دولية وعالمية مثل «فينسيا» و«ساو باولو»، لافتاً إلى أن الأفلام التي تعرض على شاشة «العين السينمائي» ليلة الافتتاح، يتم اختيارها من قائمة برنامج «سينما العالم» التي تضم باقة من أهم الأفلام العالمية والعربية التي حققت جوائز بمختلف المهرجانات ولاقت استحساناً وردود أفعال إيجابية، إلى جانب أنه ترشح بعضها من دولها إلى جوائز الأوسكار. 

  • ملصق فيلم الرجل الأعمى

تحد كبير
ولفت إلى أن دورة هذا العام تم تحضيرها وتنفيذها بتحد كبير، خصوصاً في ظل ما يعانيه صناع السينما المخضرمون والشباب بسبب الجائحة، وقال: رغم التأثير الكبير، إلا أن «العين السينمائي» سيستمر باعتباره مركز إشعاع ثقافي وفني وتعليمي، في دعم سينما المستقبل والجيل الجديد من صناع «الفن السابع»، وإعداد صناع الأفلام الشباب، واكتشاف المواهب الواعدة وعرض أفضل الإنتاجات السينمائية في المنطقة، إلى جانب تسليط الضوء على الأفلام الإماراتية القصيرة، ودعم الأجيال الجديدة من خلال مسابقة «الصقر الإماراتي القصير» التي سيتنافس من خلالها 15 فيلماً، بالإضافة إلى اختيار 4 أفلام في برنامج «الركن الكلاسيكي»، هي «بنت مريم» للمخرج سعيد سالمين، و«سبيل» للمخرج خالد المحمود و«تنباك» للمخرج عبد الله حسن أحمد و«باب» للمخرج وليد الشحي، وقد تم استحداث هذه المبادرة في «العين السينمائي»، ليتم إدراجها ضمن فعاليات المهرجان السنوية، لإبراز أهم الأفلام السينمائية المحلية القصيرة، التي حصدت جوائز مهمة في عدد من المهرجانات الخليجية والعالمية، لتكون بمثابة منصة تعليمية تثقيفية للجيل الحالي، ليكتسبوا الأدوات الإخراجية والفنية ذات المستوى العالي، التي تنفيذها في تلك الأفلام التي أصبحت علامة مميزة في تاريخ السينما الإماراتية.

نصيب الأسد
وأوضح المري أنه رغم قلة الإنتاجات في عالم صناعة السينما بسبب الظروف الحالية، إلا أن المهرجان استطاع استقطاب 47 فيلماً في دورة هذا العام، لعرضها في المسابقة الرسمية، ومقارنة بالدورات السابقة، فهذا العدد من الأفلام يرضي الطموح، لاسيما بالنسبة للفيلم الإماراتي الذي لديه نصيب الأسد في أغلب المسابقات، بل ويشارك في مسابقة الصقر الخليجي الطويل على جائزتها الكبرى بـ 4 أفلام محلية من أصل 7، هي «B82» للمخرج خالد محمود، «سفران» للمخرج صالح كرامة و«كروموسوم» للمخرج علي جمال، و«حين» للمخرج سعيد راشد سعيد.

اتفاقية جديدة
وبهدف انتشار الفيلم المحلي ونشر الثقافة الإماراتية في الخارج، نوه المري إلى أنه سيتم إبرام اتفاقية جديدة من خلال مؤتمر صحفي ضمن فعاليات المهرجان، مع مهرجان «كراكوف» البولندي وبحضور رئيسه كرزيستوف جيرات، والتي ستنص على تعاون مشترك بين المهرجانين، بهدف تبادل الأفلام وإقامة الورش والندوات السينمائية، لافتاً إلى أن الأمر الذي سيسهم في تسليط الضوء على الأفلام المحلية القصيرة وعرضها في أوروبا، لإظهار المستوى والإمكانات العالية التي يتمتع بها صناع السينما الإماراتيون، الذي ستعرض أفلامهم في واحد من أشهر المهرجانات التي تختص بالأفلام القصيرة والوثائقية.

مهرجان دولي
أما بالنسبة لتحقيق حلمه بتحويل «العين السينمائي» إلى مهرجان دولي، فأشار إلى أنه يعمل ليلاً نهاراً من أجل إبرام اتفاقيات وعقد شراكات في خدمة الفن السابع والصناعة السينمائية المحلية، فهذا العام أقام بالعديد من الجولات في عدد من المهرجانات الدولية والخليجية والعربية، لتبادل الأفكار والآراء مع صناع السينما، لإبراز سينما الشباب، وأن يكون في جعبة «العين السينمائي» بعض المبادرات التي تهدف لتحقيق نقلة نوعية في الصناعة وكذلك إبراز مدينة العين كوجهة سياحية يقام عليها مهرجان بارز مثل «العين السينمائي»، مصرحاً أنه أنجز ما يقارب 60% من تحويله إلى مهرجان دولي، ولكن باتت ظروف «كورونا» دون استكمال ذلك من جهة، ومن ناحية أخرى لا يزال المهرجان مستقلاً، ويحتاج المزيد من الدعم، لكي يتحقق الحلم على أرض الواقع.

فيلم وثائقي
قال عامر المري: من المبادرات التي سيشهدها «العين السينمائي» في دورته الرابعة، «موسوعة السينما الإماراتية»، وهي عبارة عن كتاب أرشيفي يتضمن تاريخ ومراحل تطور السينما في الإمارات ومسيرتها وإنجازاتها خلال الـ 50 عاماً الماضية، وكشفت لـ «الاتحاد» عن أنه سيتم تحويل هذه الموسوعة إلى فيلم وثائقي يطرحه هذا العام، وسيسرد تاريخ السينما الإماراتية بدءاً من تأسيس أول دور عرض وأماكن السينما القديمة الشهيرة، وتطور صالات العرض في الإمارات، وبدايات الفيلم الإماراتي وتطوره، سواء القصير أو الطويل، وذلك بهدف تقديم محتوى معرفي للمشاهد الخليجي والعربي عن تاريخ وإنجازات السينما الإماراتية.

حصاد السينما العربية
أوضح عامر سالمين أن المهرجان سيخصص ندوة تحت عنوان «حصاد السينما العربية 2021»، وسينضم إلى الندوة عدد من رؤساء المهرجانات العربية، لمناقشة الصعوبات والتحديات التي واجهت صناعة السينما والإنتاجات السينمائية العام الماضي، في ظل ما عانه العالم بسبب أزمة «كورونا»، وأبرز الإنجازات التي تحققت في 2021 رغم الجائحة، وما مستقبل السينما خلال الفترة المقبلة.