ساسي جبيل (تونس)
يعتبر موقع «شط الجريد» في الصحراء التونسية، من أبرز مميزات الجنوب الغربي، حيث تتفجر المياه فيه شتاء، وتكسوه طبقة من الملح صيفاً من مدينة قبلي شرقًا إلى مدينة حزوة الحدودية مع الجزائر غربًا، إذ يبلغ عرضه الأقصى 120 كم، ويشغل مساحة تتجاوز 5.000 كم، وهو عبارة عن بحيرة منخفضة.
وكان يسمى في القديم بحيرة تريتونيس «Lac Tritonis»، حسب الأساطير اليونانية، ثم أصبح يسمى «سبخة تاكمرت»، أو«سبخة فرعون» بحسب الباحث التونسي عبد المجيد الجريدي، الذي أكد أنه تم ذكره في مذكرات الرحالة العرب، موضحة أنه لـ «شط الجريد» أهمية تاريخية، حيث كان ممراً للقوافل المتجهة من الشمال إلى الجنوب أو في الاتجاه المعاكس. وقال ممثل إدارة التراث التابعة لوزارة الثقافة بمحافظة توزر، محمد الهادفي، إن هناك مساعي لإدراج هذا الموقع ضمن لائحة التراث العالمي، باعتباره مكاناً طبيعياً تحلو زيارته واكتشافه، كما يتميز برواسب الملح ذات ألوان قوس قزح والبحيرات الصغيرة التي تحتوي على مياه حتى في أيام الصيف الجافة، فضلاً عن اختلاف لون المياه المالحة من الأخضر الفاتح إلى الوردي اللطيف والبرتقالي النابض بالحياة، وتتحول هذه المياه نتيجة للتبخر إلى طبقة ملحية رقيقة وشفافة تشبه بياض الثلج.
واستثمر كبار المخرجين موقع بحيرة «شط الجريد» لتصوير مجموعة من الأفلام العالمية، ومن أشهرها «حرب النجوم»، الذي استخدم العديد من مشاهد هذا الجزء في الطرف الشمالي الغربي من البحيرة، وخصوصاً في الموقع المعروف بــ «عنق الجمل» بالجريد، وتحديداً في صحراء مدينة توزر، حيث البيوت القديمة التقليدية المحفورة في الأرض.