خولة علي (دبي)

تتنوّع المشاريع الشبابية التي تهدف إلى تنشيط قطاع السياحة الداخلية في الإمارات، والذي يشهد إقبالاً واسعاً من الزوار المقبلين على المواقع الطبيعية وشواطئ البحر ورمال الصحراء، وذلك بالتزامن مع حملة «أجمل شتاء في العالم». ويأتي ذلك عبر تقديم العديد من الأفكار التي تجعل الرحلات أكثر بهجة واسترخاءً، وتُثري التواصل مع الثقافات الأخرى من خلال تعريفهم على معالم الدولة ووجهاتها الجاذبة. ويبدع الشباب بتقديم خدمات استثنائية تعمل على تحويل المرافق المفتوحة إلى بيئة مثالية لقضاء أوقات ممتعة في الهواء الطلق.
يروي عدد من أصحاب المشاريع الشباب، تفاصيل عن خدماتهم الداعمة لشتاء مثالي في الإمارات. وقالت هند عبدالله توكل صاحبة مشروع البراري: انسجاماً مع استراتيجية الحكومة الداعية إلى تطوير منظومة سياحية متكاملة على مستوى الدولة، ونظراً للدور الكبير الذي يقع على عاتق الشباب في المشاركة بالقطاع الاقتصادي، أطلقنا فكرة تزامنت مع حملة «أجمل شتاء في العالم»، تضيء على الثروات الطبيعية وأماكن الجذب في الدولة.

  • هند توكل

وذكرت أنها بدأت مشروعها في مجال التنظيم السياحي بما ينسجم مع مجال دراستها في تصميم الديكور وتنظيم الحفلات، وقرّرت توفير جلسات شتوية خارجية على البحر وفي البر. تشمل كل الاحتياجات مثل الإضاءة والطاولات والحطب، وترتيب الديكور والزينة وتقديم الحلويات وفقاً لطبيعة المناسبة، كالاحتفال بعيد الزواج أو عيد الميلاد أو المناسبات العائلية. وأوضحت أن أعمال التجهيز ترعى مقاييس النظافة والتعقيم، حيث تُقبل العائلات من مختلف الجنسيات للاستمتاع بطبيعة الإمارات الخلابة في الشتاء، سواء البرية والبحرية والجبلية.

البراري
وعبَّرت حصة عبدالرحمن مجان صاحبة مشروع Destinationx، عن أهمية تنشيط السياحة الداخلية ودور الشباب في تفعيلها، قائلة: نلاحظ اهتماماً واسعاً من الزوار على طلب مواقع جديدة وسط الطبيعة، ونشاهد انبهار السياح الأجانب في المناطق الطبيعية التي يجهلونها، ولا يعرف عنها إلا القليل من السكان.

وأشارت إلى التوجه الملحوظ من الناس في البحث عن أنشطة شتوية غير تقليدية تخرجهم إلى مساحات مفتوحة وواسعة مثل البراري، لافتة إلى أن مشروعها أسهم في تعزيز السياحة الداخلية، مع تجهيز عدة مواقع طبيعية في أبوظبي ودبي ورأس الخيمة والفجيرة. 

إضاءات ليلية
وأكّدت ميرا مبارك صاحبة مشروع koko by koko أهمية إيجاد بيئة أكثر راحة للأفراد مع اعتدال الأجواء، حيث يركِّز مشروعها على إظهار البيئة الطبيعية الساحرة التي تتميّز بها الإمارات في الشتاء. وسعت إلى توفير أجواء غير تقليدية للعائلات عبر تجهيز أحد المواقع الطبيعية، ومنها الصحراء، بتصاميم من التراث المحلي، تجعل الزائر يعيش تجربة لا تُنسى في التخييم المؤقّت.

وقالت: يوفِّر المشروع كل ما يلزم من الخدمات في المساحات المفتوحة، بما فيها الإضاءات الليلية، وقد تشجَّعت للمضي قدماً فيه بدعم من مكتب دبي الإبداعي لإحياء سياحة المواقع الطبيعية في الإمارات، وجعل الزائر يخوض تجربة سياحية فريدة مع توفير خدمات تشبه ما توفِّره فنادق الـ 5 نجوم في قلب الطبيعة. ومن هذه المواقع، بحيرات القدرة، منطقتا المرموم والروية، بر ند الشبا، بحر فستيفال والعرقوب بجميرا.

وسط الطبيعة
وذكر المرشد السياحي سلطان كراني الاختصاصي في التنمية البشرية، أنه مع انطلاق حملة أجمل شتاء في العالم، نعتمد على عوامل الطقس في تنشيط الحراك السياحي، ومنها المشاريع التي تُقام وسط الطبيعة وفي الجبال والصحاري والشواطئ.

  • سلطان كراني

وأوضح أن هذه المشاريع منها موسمية مؤقّتة، ومنها دائمة. وتلعب دوراً كبيراً في زيادة عدد الزوار إلى هذه المناطق، ممن لا يجدون الإمكانات للاستمتاع بالطبيعية، من توفير خدمات للراحة والترفيه مثل محطات الجلوس والألعاب والطعام والمشروبات. ويقوم الشباب بتوفير كل ما يمكن أن يحتاجه الزوار مع إظهار معالم هذه الوجهات، وهم يمثلون عموداً أساسياً من أعمدة نجاح حملة أجمل شتاء في العالم.

استثمار في السياحة
اعتبر الاختصاصي الاجتماعي خالد الكعبي، أن جذب الناس إلى مثل هذه الوجهات وتطويرها من قبل الحكومة وتهيئتها لاستقبال السياح ودعم الشباب وتشجيعهم على إقامة المشاريع الخاصة بهم، عوامل تسهم في التنشيط السياحي.

  • خالد الكعبي

وتشمل أهمية المشاريع الشبابية تشجيع الاستثمار الشبابي، وتوفير فرص عمل جديدة وتنويع مصادر الدخل مما يسهم في رفع المستوى المعيشي. وتتضمّن توفير خدمات المأكولات والمشروبات والألعاب الترفيهية والهدايا والأشغال اليدوية وأماكن الجلوس والاستراحات. وذكر أن نمو السياحة الداخلية يعود بالنفع الكبير على الدولة، وشغل المرافق الحيوية والوجهات الخارجية الطبيعية وإظهار أهميتها أمام الناس، مما يستقطب السياح من الخارج ويضمن استمتاعهم، ويعود بالنفع على الشباب من أصحاب المشاريع.

خدمات
حول أهمية توجّه الشباب نحو تنشيط الحركة السياحية في المناطق المفتوحة، قالت المرشدة السياحية عنود الحمودي، إن الاستثمار في القطاع السياحي يُعد من المشاريع الواعدة التي تؤسِّس إلى مستقبل مزدهر.

  • عنود الحمودي

كما يشجِّع على فرص عمل جديدة، ويلعب دوراً في الانتعاش الاقتصادي عبر الخدمات المقدّمة التي تخدم القطاع، ومنها مشاريع الترفيه والمغامرات والاستكشاف، والتي تعمل أيضاً على إيجاد وجهات جديدة في الطبيعة المتنوِّعة التي تتمتّع بها الإمارات. واعتبرت أن تنشيط السياحة الداخلية ضرورة ملحَّة تعمل عليها الدولة لما لها من أهمية بالغة، ولا سيما خلال فصل الشتاء، حيث ينشط الخروج إلى الطبيعة.