أحمد شعبان (القاهرة)

أصدرت دار الإفتاء المصرية فتوى شرعية حول حكم الابتزاز في الإسلام بعد حادثة انتحار فتاة أثارت غضب الشارع وباتت قضية رأي عام.
وأكدت دار الإفتاء أن حكم الابتزاز في الإسلام هو التحريم والتجريم، وأنه فعل مناف لكل ما جاءت به تعاليم الإسلام السامية التي تقتضي بأن المسلم لا يروع أو يخوف أحداً.
وأشارت الهيئة إلى أن "الابتزاز الإلكتروني" هو أحد أنواع الابتزاز التي من خلالها يتم ترويع الأشخاص وتهديدهم بنشر أشياء قد تسيء لهم، مؤكدةً أنه معصية ذات إثم كبير وتصل إلى كونها كبيرة من الكبائر، وفاعلها ظالم.كانت قصة انتحار الفتاة بسنت خالد، في محافظة الغربية شمال مصر، التي أنهت حياتها عن طريق تعاطي "حبة الغلال" السامة، مازالت محور حديث رواد مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، بعد تعرضها للابتزاز من أحد شباب القرية التي تعيش فيها، عبر نشر صور وفيديوهات مفبركة للفتاة.

  • دار الإفتاء المصرية

ونتيجة لتفاعل الرأي العام في الشارع المصري مع هذه الواقعة حزناً على الفتاة المنتحرة، تلقى الدكتور عمرو الورداني أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية سؤالاً عبر البث المباشر للدار على صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" يقول فيه السائل: "ما حكم الابتزاز في الشرع؟".
وأجاب الدكتور عمرو الورداني، قائلاً "هناك الكثير من المجامع العلمية والفتاوى المتعددة التي تقضي بتحريم الابتزاز بكل أنواعه، وإن الرسول صلى الله عليه وسلم نهى بشكل صريح ومباشر عن ترويع المؤمن وتهديده أو تخويفه بأي شكل من الأشكال، حيث جاء عنه أنه قال: "لا يحل لمسلم أن يروع مسلماً".
وأكد أن التخويف والتهديد يؤثر على حياة الفرد بشكل كبير سواء من الناحية النفسية أو من الناحية الاجتماعية، وأن المُبتز يستغل ذلك الأمر للتأثير على تصرفات الضحية وإرادته.
وأشار أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية إلى أن الابتزاز يعني أن يستخدم الشخص الحرج الأدبي أو الاجتماعي أو الأسري أو فكرة الفضيحة أو التهديد الذي يتعلق بالسلامة الجسدية، من أجل الضغط على إنسان آخر؛ حتى يعمل عملًا غير صحيح أو لا يريد فعله باختياره أو ينافي الأخلاق أو القانون.
وأوضح أن الله تعالى كما كرم الإنسان بالعقل؛ فقد كرمه بالعلم والاختيار، وأن أي تهديد بسلب الإنسان إرادته فهو حرام، مشيرًا إلى أن ذلك من الظلم وأن الظلم ظلمات يوم القيامة؛ لأنه من كبائر الذنوب، وحرمها رب العزة على نفسه وكذلك حرمها بين عباده حتى لا يتعدى أحد على حق أخيه.
وأكد الورداني أن الشخص المبتز؛ ظالم ومرتكب للكبيرة، لافتًا إلى أن الشخص الذي يقع عليه الابتزاز؛ عليه أن يقاوم هذا الابتزاز بكل ما أوتي من قوة وألا يسمح له بالتمادي؛ حتى لا يكون الشخص معينًا له على ظلمه، مفيدًا بأن الاستجابة للمبتز نوع من أنواع ظلم النفس.