محمد نجيم (الرباط)

يلعب المتحف الصغير للمغرب الصحراوي، الذي شيِّد في مدينة الداخلة، في أقصى الجنوب المغربي، الدور الأكبر في تعريف الثقافة الصحراوية والمجتمع الحسّاني، ويحتفي بالتراث المادي واللامادي وبالخصوصية الذي تطبع المجتمع الصحراوي في المغرب. 
ويعرض المتحف الأدوات المتنوعة التي كان يستعملها الإنسان في الصحراء المغربية منذ عقود كثيرة، منها ما يستعمل في النسيج وغزل الصوف، ومنها ما يتعلق بالجلد والدباغة كصناعة الحقائب والأحذية والدلاء الجلدية التي تستعمل في جلب الماء من الآبار، إضافة إلى الحلي التي تتزين بها المرأة الصحراوية كالأساور والخلاخل، كما يعرض المتحف الكثير من المشغولات الخشبية والنحاسية وبعض الأسلحة التي استعملت منذ عقود لدى سكان الصحراء للدفاع عن النفس والأعراض وحماية البيوت من اللصوص وقطاع الطرق. 
ويتعرف الزائر على عادات مجتمع الصحراء من خلال الزي الذي يلبسه الرجل مثل «الدراعية» و«اللثام» والأحزمة الجلدية والحقائب، كما يمكن للزائر أن يستمتع برؤية المواد التي تستعملها المرأة الصحراوية في التزيين مثل الحلي الفضية والحناء، كما يعرض المتحف أمام رواده بعض المخطوطات النادرة ومسكوكات قديمة وبعض النقوش الصخرية التي تحمل كتابات ورسوماً قديمة يعود تاريخها إلى قرون طويلة.
ويعمل المتحف الصغير للمغرب الصحراوي في أداء دور كبير لصون ذاكرة الإنسان الصحراوي بعاداته المتوارثة كالزواج والألعاب الشعبية والغناء والطبخ وعادات تقديم الشاي في المجتمع الصحراوي.
ويقول الباحث في ثقافة المجتمع الصحراوي إبراهيم الحيْسن: إن العادات والتقاليد  في الصحراء المغربية، تعبر عن عمقها الثقافي من خلال مجموعة من الخصوصيات التي يتفرد بها المجتمع الحساني، مثله في ذلك مثل باقي المجتمعات البشرية الأخرى، ومن هذه العادات والتقاليد أو الاحتفالات ما يرتبط بدورة الحياة من ولادة وعقيقة وخطبة وحناء وزواج وموت ودفن، ومنها ما يرتبط بالمواسم والشهور، بالإضافة إلى أخرى تتعلق بفنون الطبخ واللباس التقليدي «الملحفة والدراعية وغيرهما»، وهي جزء من تراث شعبي إنساني متأصل ضارب في جذور التاريخ، ومكون من مكونات الهوية والذات والفنون التقليدية.