أحمد شعبان (القاهرة)
كشف الدكتور زاهي حواس، عالم الآثار المصري، النقاب عن كشفٍ أثري جديد في منطقة جبانة سقارة بالجيزة بالقرب من هرم زوسر المدرج، يضم آثار في غاية الأهمية، سوف يتم الإعلان عنه مع بدايات العام الجديد 2022.
وقال الدكتور زاهي حواس في تصريحات صحفية: إن العمل بدأ بمنطقة سقارة للعثور على مقبرة "إيمحتب ساحب" أول بناء هرمي في التاريخ هرم الملك زوسر، مشيراً إلى أنه تم العثور على كشف فريد للمرة الأولى بمنطقة آثار سقارة، يحوي عشرات اللقى والتماثيل الفريدة، بخلاف أعداد كبيرة من المشغولات الآثرية، وتماثيل على هيئة المعبودات، مثل الإله أوزير، وبتاح، وسوكر، مشيراً إلى أن تفاصيل الكشف يعلن عنها قريباً.
وأضاف حواس: "نعمل في منطقة آثار سقارة، ضمن بعثتين آثريتين، وعثرنا العام الماضي على كشف هام، ضم المعبد الجنائزي الخاص بالملكة نعرت زوجة الملك تتي، وتخطيط المعبد، بالإضافة إلى ثلاث مخازن مبنية من الطوب اللبن في الناحية الجنوبية الشرقية منه، لتخزين القرابين والأدوات التي كانت تستخدم في إحياء عقيدة الملكة، كما تم العثور على 52 بئرا، تتراوح أعماقها بين 10 إلى 12 مترا، بداخلها أكثر من 50 تابوتا خشبيا من عصر الدولة الحديثة".
وكانت البعثة المصرية برئاسة الدكتور زاهي حواس، عثرت خلال 2021، على أهم كشف آثري خلال العام، التي كانت تسمى "صعود آتون"، ويعود تاريخها إلى عهد الملك أمنحتب الثالث، واستمر استخدام المدينة من قبل توت عنخ آمون، أي منذ 3000 عام، والتي تعتبر أكبر مدينة على الإطلاق في مصر، أسسها أحد أعظم حكام مصر، وهو الملك "أمنحتب الثالث" الملك التاسع من الأسرة الثامنة عشر، الذي حكم مصر من عام 1391 حتى 1353 ق.م، وقد شاركه ابنه ووريث العرش أمنحتب الرابع "أخناتون" آخر ثمان سنوات من عهده.
وتعد سقارة من أهم المناطق الأثرية في مصر، حيث يوجد بها مقابر تغطي جدرانها نقوش في غاية الجمال والروعة، كما يوجد فيها أهرام ومعابد ومدافن السيرابيوم. وقد اشتق اسمها من إله الجبانة "سوكر".
وتحتوي سقارة على مقابر ملكية مصرية قديمة للأسرات التي كانت تحكم مصر القديمة من العاصمة "منف"، كما تحتوي على عدد من الأهرامات من بينها هرم زوسر المدرج الذي يعود إلى عصر الأسرة المصرية الثالثة، والذي يُعد أقدم بناء حجري مكتمل معروف تاريخياً.
كما تعد جبانة سقارة الجبانة الوحيدة في مصر التي تتضمن مقابر منذ بداية التاريخ المصري وحتى نهايته، وتضم أيضاً العديد من الآثار من العصرين اليوناني والروماني، وتم تصنيف سقارة كموقع تراث عالمي من قبل منظمة اليونسكو عام 1979.