تتخذ الحوامل عادة عددا من الخيارات الغذائية للمساعدة في حماية صحة الأجنة النامية، بما في ذلك تقليل تناول القهوة أو التخلي عنها تماما.

والمعروف أن الكافيين يمكن أن يعبر المشيمة وأن الأجنة لا تمتلك الإنزيمات المحددة اللازمة لاستقلاب الكافيين.

وعلاوة على ذلك، لا يستطيع جسم الأم استقلاب الكافيين بسرعة أثناء الحمل، ما يعني أنه سيبقى في مجرى الدم لفترة أطول.

ولهذه الأسباب، يقترح الخبراء اتخاذ جانب الحذر عندما يتعلق الأمر بتناول القهوة والأطعمة والمشروبات الأخرى التي تحتوي على الكافيين أثناء الحمل.

وأوضح الخبراء  كيف يمكن أن يؤثر الكافيين على الحمل وقدموا توصيات بشأن ما هو آمن للاستهلاك.

هل يوجد كمية آمنة لاستهلاك الكافيين؟

تحدد الكلية الأميركية لأطباء التوليد وأمراض النساء (ACOG) حد الكافيين للحوامل عند 200 ملغ/ يوم، حيث أشاروا إلى أن أكثر من ذلك يرتبط بزيادة خطر الإجهاض.

ومع ذلك، وجدت دراسة أجريت عام 2021، أن المشاركات الحوامل اللائي تناولن ما يعادل نصف كوب من القهوة يوميا، 50 ملغ/ يوم، كان لديهن أطفال أصغر قليلا من أولئك الذين لم يتناولن أي كافيين.

وهذه النتائج مهمة لأن الأطفال الذين يعانون من انخفاض الوزن عند الولادة قد يواجهون صعوبة في مقاومة العدوى وزيادة خطر حدوث مضاعفات مثل الاضطرابات العصبية ومشاكل التنفس.

ومن المهم ملاحظة أن الدراسة لم تستنتج أن الجرعات المنخفضة من الكافيين تضر الطفل بشكل مباشر، ولكن تناول الكافيين قد ينتج عنه حجم أصغر قليلا عند الولادة.

وتقول جيسيكا شيبرد، طبيبة أمراض النساء والتوليد ومديرة طب النساء في جامعة إلينوي في شيكاغو: "إن شرب أقل من 200 ملغ آمن إذا كانت المرأة الحامل قادرة على تحمل القهوة، ما يعني أنها لا تسبب الغثيان أو المرض في البداية".

ماذا عن المشروبات والأطعمة الأخرى المحتوية على الكافيين؟

تحتوي بعض أنواع الشاي والمشروبات الغازية ومشروبات الطاقة أيضا على مادة الكافيين، ولكن ليس بقدر القهوة:

ويمكن أن تختلف كمية الكافيين في الشاي بشكل كبير اعتمادا على نوعه وأصله وحتى المدة التي تستغرقها في تناوله. على سبيل المثال، شاي الأعشاب مثل البابونج والنعناع والزنجبيل لا يحتوي على مادة الكافيين على الإطلاق.

ومع ذلك، لا يزال من الممكن أن تحتوي القهوة منزوعة الكافيين والشاي على كميات صغيرة من الكافيين.

ويمكن أيضا العثور على الكافيين بكميات صغيرة في بعض الأطعمة، حيث تحتوي حبوب الكاكاو، التي تستخدم في صنع الشوكولاتة، على مادة الكافيين بشكل طبيعي. وكلما كانت الشوكولاتة داكنة، زاد محتوى الكاكاو وبالتالي مستوى الكافيين.

على سبيل المثال، حصة 100غ من الشوكولاتة الداكنة بنحو 70% إلى 85%، تحتوي على 80 ملغ من الكافيين، بينما نفس الكمية من شوكولاتة الحليب تحتوي فقط علي 20 ملغ من الكافيين.

وحتى الأطعمة بنكهة القهوة والشوكولاتة، مثل الآيس كريم والكعك والحبوب، يمكن أن تحتوي على كميات ضئيلة من الكافيين.

وتحتوي بعض المكملات الغذائية ومسكنات الألم التي لا تستلزم وصفة طبية على مادة الكافيين أيضا.

وتقول شيبرد: "يجب بالتأكيد مناقشة أي أدوية تفكرين في تناولها، بما في ذلك الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية، مع طبيبك للتأكد من أنها آمنة أثناء الحمل".

بينما أشارت بعض الدراسات إلى أن الكافيين له تأثير سلبي على الوزن عند الولادة، لم يجد البعض الآخر ارتباطا مهما بين الاثنين.

وفي دراسة واسعة أجريت عام 2013، لاحظ الباحثون أن الأدلة على الارتباط بين تناول الكافيين وتطور الجنين محدودة لأن الدراسات لم تأخذ في الاعتبار العوامل الأخرى، مثل التدخين، الذي يرتبط ارتباطا وثيقا باستهلاك الكافيين والمعروف أنه يزيد من خطر الولادة المبكرة وانخفاض الوزن عند الولادة.

وعلى الجانب الآخر، في دراسة نُشرت العام الجاري، لاحظ الباحثون أن الكافيين قد يتسبب في انقباض الأوعية الدموية في الرحم والمشيمة، ما قد يقلل من إمداد الجنين بالدم، وبالتالي يؤثر على نموه.

وتشير الدراسات أيضا إلى أن الكافيين قد يغير استجابة الطفل للتوتر ويعوّق نمو الأعضاء.

وأوضحت شيبرد: "بما أن الطفل لا يزال ينمو، فإن جسمه وجهازه العصبي ليسا ناضجين بما يكفي للتعامل مع الكافيين بالطريقة نفسها التي يفعلها الكبار. وإذا تم تناول الكثير من الكافيين أثناء الحمل، فقد يرتفع معدل ضربات القلب، ما يؤدي إلى اضطرابات النوم المحتملة".

ومن المحتمل أن تكون بعض النساء أكثر حساسية لتأثيرات الكافيين أثناء الحمل لأن الجسم قد يستغرق وقتا أطول للتخلص منه.

وتبعا لذلك، يمكن ملاحظة الأعراض التالية: ارتفاع ضغط الدم ومعدل ضربات القلب، التوتر، عسر الهضم، الغثيان، الدوار ومشاكل في النوم.

ما الذي يجب تجربته بدلا من ذلك؟

إذا كنت تستخدمين الكافيين كمعزز للطاقة، فهناك بدائل للقهوة والأطعمة والمشروبات الأخرى المحتوية على الكافيين:

-الحبوب الكاملة: يحول جسمك الكربوهيدرات إلى جلوكوز يستخدمه للحصول على الطاقة. في حين أن الكربوهيدرات الموجودة في العديد من الأطعمة المصنعة يتم هضمها بسرعة، ما يؤدي إلى انفجار سريع للطاقة يتبعه انهيار حتمي، ويتم هضم الكربوهيدرات المعقدة بشكل أبطأ وتوفر مصدر طاقة أكثر ثباتا. ولهذا السبب يوصي الخبراء بتناول الكربوهيدرات المعقدة مثل دقيق الشوفان والأرز البني والبطاطا الحلوة والبقوليات.

- الأطعمة التي تحتوي على حمض الفوليك: يعرف هذه الحمض أيضا باسم فيتامين B9. ويساعد الفولات الجسم على تحويل الكربوهيدرات إلى جلوكوز للحصول على الطاقة. والفاصوليا والأفوكادو والخضروات ذات الأوراق الداكنة والعديد من الخضروات الأخرى غنية بهذه المغذيات الأساسية. وجدير بالذكر أن الحصول على ما يكفي من حمض الفوليك أثناء الحمل أمر أساسي للوقاية من بعض العيوب الخلقية، لذلك من المرجح أن يوصي الطبيب بمكملات غذائية ما قبل الولادة.

- المغنيسيوم: المغنيسيوم معدن آخر يساعد على تحويل الطعام إلى طاقة. تشمل الأطعمة الغنية بالمغنيسيوم التي يجب تجربتها بذور اليقطين واللوز والكاجو والفول السوداني والفاصوليا السوداء بحسب «rt».

- الكثير من الماء: يمكن أن يسبب الجفاف الشعور بالتعب والخمول والنعاس، ويوصي الخبراء بشرب ثمانية إلى 12 كوبا من الماء في اليوم أثناء الحمل.