شعبان بلال (القاهرة)
قاد لصوص التنقيب عن الآثار السلطات المصرية إلى اكتشاف مقبرة أثرية مهمة ترجع إلى عهد الأسرة الـ26 أسفل أحد منازل مدينة عين شمس بالقاهرة المعروفة قديما باسم مدينة (أون) أي رب الشمس، حيث تحتوي المقبرة على آثار أهمها تابوت فرعوني.
وأثارت الواقعة جدلا كبيرا في مصر خلال اليومين الماضيين، خاصة بعد قيام تشكيل عصابي مكون من 8 أفراد بمحاولة سرقة هذه المقبرة وشروعهم في البحث عن وسيلة لبيع المقتنيات خاصة التابوت الفرعوني وتهريبه خارج البلاد.
وتمكنت شرطة السياحة والآثار بالتعاون مع باقي الأجهزة المعنية من ضبط المتهمين بالتنقيب عن الآثار، الذين اعترفوا بارتكابهم الواقعة وتعمدهم إخفاء الحفرة بقصد التهريب خارج البلاد، وبإرشادهم تم التوصل إلى مكان التنقيب والحفر.
وبينت التحقيقات أن الموقع بمساحة 240 مترا تقريبا عبارة عن مسطح وعدة حجرات، كما تبين وجود باب خشبي لإخفاء معالم فتحة الحفر، وبرفعه تبين وجود غطاء أسمنتي معد خصيصا لغلق الفتحة، وبتحريكه تبين وجود حفرة بعمق نحو 3 أمتار ومجهزة بسلم حديدي للنزول إلى الأسفل، كما تبين وجود مقبرة أثرية بداخلها تابوت جرانيتي ضخم يصل طوله إلى ثلاثة أمتار وعليه نقوش فرعونية، وعثر على كمية كبيرة من الأدوات المستخدمة في التنقيب والحفر.
ونجحت السلطات المصرية في استخراج الجزء العلوي من التابوت الفرعوني في الساعات الأولى من صباح الجمعة، وفي انتظار استخراج الجزء العلوي منه تمهيدا لنقله لمتحف المسلة لسرعة وسهولة نقله.
ويعود التابوت الذي يبلغ طوله 2.10 متر وعرضه 75سم، لحاكم إقليم (أون)، الإقليم رقم 13 من أقاليم مصر السفلى (عين شمس حاليًا)، اسمه بالهيروغليفية "عا مر ان دبت ابر اف"، وترجمته: محبوب القارب الذي يصنعه.
وأقيمت مدينة عين شمس الحالية على أطلال مدينة إيونو الفرعونية القديمة؛ أقدم عواصم العالم، وسميت كذلك "أون"؛ ذات العماد حيث كان يوجد بها عدد لافت من الأعمدة والمسلات الكبيرة، وفق الموقع الرسمي لوزارة السياحة والآثار المصرية.
وأطلق عليها اليونانيون كذلك اسم "هليوبوليس"؛ "هيليوس" (الشمس) و"بوليس" (المدينة)،أى مدينة الشمس أو مدينة النور، وذلك لأن مدينة أون كانت تشتهر بعبادة الشمس نسبة إلى الإله رع إله الشمس، ويقابله الرب هيليوس لدى اليونان.