نيويورك (الاتحاد)
قد يستخف البعض بمهنة الصحافة في العموم، وبالصحافة الاقتصادية على وجه الخصوص، لكن دراسات جديدة تثبت أن الجهد الذي يبذله الصحفيون لتقديم أحدث المعلومات والتقارير والأخبار للقراء، يسهم بصورة أو بأخرى في تحديد مصير ومستقبل كثيرين.
تثبت الدراسات أيضا أن الصحافة الحقيقية لا يمكن الاستغناء عنها أو الاستهانة بها أو النظر إليها مثل قطعة ديكور لاستكمال شروط الحداثة والمعاصرة. فالصحافة الحقيقية ضرورة حتمية للمجتمعات، لأنها - على الأقل ـ تساعد الأفراد على اتخاذ أفضل القرارات، كل بحسب اهتماماته.
والصحافة الاقتصادية بالتحديد، تلعب أدوارا مهمة للغاية بالنسبة للقارئ البسيط جدا، وأولئك الذين يضاربون بالملايين في البورصات.
يؤكد ذلك دراسة أميركية جديدة وجدت أن 763887 قصة خبرية نشرتها صحيفة وول ستريت جورنال خلال الفترة من عام 1984 إلى 2017، ساعدت في التنبؤ بدقة بـ 25 في المئة من التقلبات في عائدات سوق الأسهم.
وكتب الصحفي كلارك ميرفيلد في موقع «نيمان لاب» المتخصص في القضايا والشؤون الصحفية والإعلامية، أن القصص الإخبارية عن عالم المال، كانت للقراء مؤشراً جيداً على أداء سوق الأسهم الأميركية سواء كانت جيدة أم سيئة، على المدى القصير، بحسب الدراسة التي أعدتها الهيئة الوطنية الأميركية للبحوث الاقتصادية بعنوان «أخبار البزنس ودورة البزنس».
وجد الباحثون أن التغطية الخبرية لموضوعات مثل مؤشرات الركود، نجحت فعلا في التوقع بدقة بنحو 25 في المئة من التقلبات بعائدات الأسهم، بناء على تحليل أكثر من 760 ألف مقال تم نشرها خلال 33 عاماً،
وقال الباحثون إنهم انطلقوا في جهدهم البحثي هذا مدفوعين بقناعتهم بأن النصوص الخبرية هي مرآة لحالة الاقتصاد الوطني.وتعمل أسواق الأسهم مثل أي سوق أخرى، فالأسعار يتم تحديدها وفق قاعدة العرض والطلب. وبالنسبة للشركات الخاصة التي يملكها أفراد، تتوقف كثير من تقلبات أسعار أسهمها على أسباب واضحة تماماً. فمثلاً إذا ما تورط أحد المديرين في فضيحة ما، فسوف تتراجع قيمة أسهم تلك الشركة، وسيقوم المستثمرون بالتخلص منها بالبيع، وعندما يقل الطلب، تتراجع أيضاً الأسعار.
لكن خارج التغطيات الخبرية المهمة التي تؤثر على الشركات التي يملكها أفراد أو حتى الصناعة برمتها، فإن محاولة فهم ماذا يحدث في الاقتصاد في أي وقت يعد مسألة مركزية فعلياً للباحثين، كما أن وجود قياسات يمكن الاعتماد عليها في هذا الشأن، يعد أمراً ذا قيمة حقيقية، حسبما قال ليلاند بيبي طالب الدكتوراه الذي يعد أحد الباحثين المؤلفين للورقة البحثية، مع كل من بريان كيلي وأساف مانيلا بجامعة واشنطن وديتشينج تشيو من جامعة شيكاغو.
ويقرر رؤساء التحرير والصحفيون عموماً اختيار موضوعات معينة لتسليط الضوء عليها بناء على طبيعة القراء. ومعظم قراء صحيفة وول ستريت جورنال هم من المستثمرين في البورصة أو أولئك المهتمين بالقضايا والشؤون الاقتصادية. وتعتبر الصحيفة التي تأسست عام 1889 صحيفة بمثابة سجل تاريخي مهم للأخبار المالية والاقتصادية الأميركية على مر السنين.
ولمحرري الصحيفة مصادرهم الخاصة من الخبراء الاقتصاديين والمحليين وأصحاب الأعمال والموظفين الذي يقدمون لهم رؤى وتقديرات قريبة جداً من الواقع بشأن حقيقة ما يجري في الاقتصاد الأميركي. بما يعني أن التقارير الصحفية المنشورة تتضمن عادة معلومات يحتاجها القراء بشدة، ومع إخضاعها للتحليل من جانب المستثمرين المهتمين، أمكن بالفعل توقع طبيعة حركة الأسهم صعوداً وهبوطاً.