لماذا استقال حقاً جاك دورسي من رئاسة شركة تويتر؟! .. سؤال حائر شغل بال كثيرين منذ إعلان القرار.الكاتب جون نوتون بصحيفة الجارديان ، قال إنها ربما نتيجة ركود الأرباح أو أن هناك تغييرات جوهرية في التوجهات؟.عموما، باستقالة دورسي ، تكون منصة التواصل الاجتماعي الشهيرة، استهلكت أربعة رؤساء مجالس إدارة في غضون 15 عاماً، بالنظر إلى أن دورسي تولى منصبه مرتين.. لكن طوال هذه الفترة ظلت الشركة تمضي قدماً وفق نموذج عمل واحد لم تغيره على مدار تلك السنين، وهو ما قد يفسر، لماذا رحل دورسي، بحسب جون نوتون.
وثمة تشابه بين علاقة دورسي بمؤسسة تويتر وبين علاقة ستيف جوبز بشركة آبل، حيث تم الإطاحة بالاثنين ،في مرحلة ما، بأيدي زملائهما في مجلس الإدارة ، ثم أعيد كل منهما لإنقاذ السفينة التي كادت تغرق بسبب سوء إدارة الزملاء.
ولا يقف التشابه عند هذا الحد. فخلال الفترة التي قضاياها في البرية (بعيداً عن الشركة التي أسسها كل منهما) تمكنا مجدداً من تدشين مشروعات ناجحة جديدة.
في حالة دورسي، استطاع مؤسس تويتر أن يطلق شركة سكوير للمدفوعات وفي حالة ستيف جوبز، نجح العبقري الراحل في تدشين شركة «نيكست إنك» بعدما تمكن من تحويل شركة لوكاسفيلم للجرافيكس إلى العلامة الشهيرة بيكسار.
انطلقت تويتر عام 2006 بفكرة بسيطة للغاية، وخلال سنوات صارت منصة صاحبة تأثير ونفوذ كبير بالعالم، يحسدها أقوى السياسيين. 
فلماذا إذن يقرر (الإمبراطور) دورسي أن يتقاعد من قيادة «المملكة» الرائعة التي أسسها بعرق جبينه وزبدة أفكاره اللامعة، كما يتساءل الكاتب.
يقول كاتب الجارديان : «تقريباً ربما يكون السبب الضغوط التي تعرض لها دورسي من جانب اثنين من المستثمرين الأثرياء الناشطين اللذين لا يستطيعان أن يستوعبوا كيف يمكن أن يكون دورسي رئيساً تنفيذياً لـ«تويتر» و  «سكوير».
وهما أيضاً يطرحان تساؤلات بشأن عدم نجاح تويتر في استقطاب مزيد من المستخدمين أو تحقيق مزيد من الأرباح. وبالفعل، لم تطرأ أي زيادة شهرية على عدد مستخدمي تويتر لفترة طويلة، ومع أن عائداتها السنوية التي بلغت نحو أربعة مليارات دولار في 2020، قد تبدو شيئاً رائعاً لأولئك الذين يعيشون في العالم الواقعي، إلا أنه في الحقيقة عند النظر إليها من زواية أولئك الذين يعملون ويعيشون في وادي السيلكون تبدو تلك الأرقام عادية بعض الشيء.
وقد منح دورسي هذين المستثمرين مقعداً لكل منهما في مجلس إدارة الشركة مقابل ضخ رؤوس أموال ضخمة في أوصالها.
لكن كان من الواضح أن المستهدف هو تغيير نموذج تويتر في العمل. ومثل شركات السوشيال ميديا الأخرى، تحقق تويتر أرباحها من الإعلانات، لكن لأنه لا يوجد على تويتر أي رابط مباشر يوجه المستخدم إلى المعلن، فإن معظم الإعلانات عن علامات تجارية وليس عن منتجات بعينها. وليس من الواضح بعد ما إذا كان من الممكن إحداث تغيير بهذا الشأن من دون تغييرات جذرية في طبيعة عمل تويتر، وهو ما يعني المغامرة بفقدانها عناصر تميزها.
المشكلة أن البنية التحتية لـ تويتر، بطبيعتها ليست مؤهلة لضخ الإعلانات مثل إنستغرام.. إنه مناسب أكثر لتداول الأخبار.
وهنا يكمن التحدي الحقيقي. فهل ينجح الرئيس الجديد باراغ أغروال في تقديم حلول مبتكرة؟!