تامر عبد الحميد (أبوظبي)
«مسيرة الحضارات» في مهرجان الشيخ زايد في منطقة الوثبة بأبوظبي، تظاهرة فنية وتراثية تستقطب العديد من الزوار، وتتميز الفرق العالمية والعربية المشاركة فيها بأزيائها الفلكلورية وبعزفها المتفرد الذي تعبر فيه عن حضاراتها. وللفنون الشعبية من مختلف أنحاء الوطن العربي نصيب كبير من التألق بطابعها الشعبي الذي يعكس الموروثات الفنية، حيث تنتشر عروضها بين الأجنحة والميادين تعبيراً عن ثقافات بلدانها ومظهرها الحضاري.
عروض فلكلورية
وتقدم عشرات الفرق «مسيرة الحضارات» أمام زوار المهرجان، مع باقة من أبرز العروض الموسيقية والفلكلورية للاستمتاع بأجواء فنية ثقافية في قالب تشويقي تفاعلي، ما يرسخ مفهوم التناغم بين الدول المشاركة، والتي تؤكد أهمية المهرجان لكونه ملتقى الحضارات على أرض الإمارات، وسط تطبيق أفضل الإجراءات الاحترازية والوقائية.
زي تقليدي
تبدأ المسيرة بظهور الفرقة الأزوباكستانية التي تنطلق من جناحها الخاص، لتتجوّل في أروقة المهرجان وتتنقّل من جناح لآخر، ثم تنضم إليها فرق الدول بشكل انسجامي فني رائع من مختلف أنحاء العالم، ومنها الهند وتركيا والبوسنة مصر ولبنان واليمن والمغرب. وتشكِّل مجتمعة لوحة فنية تتمحور عناصرها بالأزياء التقليدية متعددة الألوان والأشكال، وبالعزف على آلات موسيقية مختلفة تشتهر بها كل دولة، بطرق فنية مستوحاة من ثقافات الشعوب.
كرنفال فني
وعن مشاركة فرقة الأهرام المصرية للفنون الشعبية، عبّر المحمدي فتحي، رئيس الفرقة، عن سعادته بالمشاركة للسنة الخامسة على التوالي في فعاليات «مسيرة الحضارات»، التي تعد بمثابة كرنفال يجمع فنون العالم في منطقة الوثبة، حيث الالتقاء مع الآخر وتبادل الثقافات واكتساب المعرفة. واعتبر أن المهرجان أصبح واحداً من أكبر الفعاليات التراثية في المنطقة والعالم، والذي يترقب الجمهور إقامته سنوياً للاستمتاع بهذا اللون الفريد من الزخم التراثي والثقافي.
تحقيق التواصل
من جهته أكد أحمد عبد الله، أحد أعضاء ومسؤول فرقة «حضرموت» للفنون اليمينة، أن فرقته تشارك بشكل سنوي في دورات المهرجان، الحدث التراثي الكبير الذي يهدف إلى تحقيق التواصل بين شعوب العالم على أرض الإمارات عبر التراث والفنون، معبراً عن إعجابه بـ «مسيرة الحضارات» التي تعد أكبر تجمع لفنون وملتقى الثقافات في مهرجان واحد يحتفي بفنون العالم.
وقال: إن المسيرة تقدم لزوار المهرجان وجبة تراثية عالمية في ضيافة إماراتية أصيلة، تنال اهتمام عشاق الفنون الشعبية والفلكلورية التي تجسد حياة الآباء والأجداد، إلى جانب استعراضات الفرق الأجنبية وصور من موروثها الشعبي.
منصة واحدة
وذكر عمر ضو مسؤول من فرقة «أوسكار جروب» اللبنانية، أن «مسيرة الحضارات» تجمع الفنون الشعبية العالمية المتنوعة بين الفلكلور والأهازيج والموروثات القديمة، والتي تتمثل في الأداء الرصين في لوحات متناغمة.
وقال: أجمل ما يميزها المزج النوعي بين المبدعين من مختلف الجنسيات تحت منصة واحدة ليقدموا معاً استعراضات موسيقية وتراثية، تعبر عن هوية المهرجان المعروف عالمياً باحتضانه لحضارات العالم وثقافاتها على أرض الإمارات.
30 دقيقة
30 دقيقة، هي مدة «مسيرة الحضارات» الغنية بالأهازيج الشعبية والعروض الموسيقية، وتشارك فيها يومياً نخبة من العارضين والعازفين، لتجمع الكبار والصغار حول المحبة والتسامح والسلام، وتزين ساحات المهرجان بحالة فنية فريدة من نوعها ضمن أجواء مفعمة بالترفيه.