خولة علي (دبي)

ارتبط اسم خليفة المزروعي بعالم الاستكشاف، وجاءت رحلة البحث عن الغواصة الألمانية الغارقة على سواحل بحر الفجيرة، منذ الحرب العالمية الثانية، رغبة في توثيق حدث لم يتم الكشف عنه على الرغم من بعض المحاولات من قبل غواصين آخرين إلا أنها باءت بالفشل. وبعد استعداد 6 سنوات، استطاع المزروعي أن يثبت حقيقة وجود الغواصة على عمق 109 أمتار.

  • خليفة المزروعي في الأعماق

تحديات
تجربة خاضها المزروعي فيها الكثير من التحديات والأخطار جعلته أكثر ثباتاً في المضي نحو هدفه للوصول إلى الغواصة بكل ثقة وسعادة بالإنجاز، فكيف كانت رحلته التي وصفها بالتاريخية؟ 
ذكر المزروعي أن النزول إلى عمق 109 أمتار، حيث تقبع الغواصة بالقرب من سواحل الفجيرة، لم يكن سهلاً، مع صعوبة التواجد في أعماق شديدة الظلمة وبين تيارات بحرية قوية، وحمل أجهزة الغوص الشبيهة بمعدات رواد الفضاء. وقال: الأمر مجازفة حقيقية، فالأخطار كثيرة وتوخي الحذر مطلوب، لأن حركة بسيطة ممكن أن تودي بحياة الغواص، وكان لا بد من التدرب على التعامل بهدوء مع أي حدث مفاجئ في الأعماق.
أضاف المزروعي: راودتني فكرة العدول عن الرحلة، ورفض أهلي أن أخوض مجدداً استكشاف البحار بعد تعرضي منذ سنوات لمرض الأعماق، ما أصابني بشلل جزئي، وبعد العلاج الطبيعي استعدت عافيتي، وأيقنت أنني سأكتشف الغواصة يوماً ما. واستعنت بسنوات التدريب الطويلة، في مدارس متخصصة بتعليم الغوص على مستوى العالم، وقد تعلمت من الخطأ الذي وقع فيه أحد الغواصين ما أفقده حياته وكان ضحية شباك الصيادين. ومع اقتراب موعد الرحلة، كنت أتدرب من 3 إلى 4 ساعات يومياً تحت الماء، برفقة مدربي الغواص اللبناني العالمي سيمون نديم الذي حقق الكثير من الإنجازات على مستوى العالم. 

المصير المجهول
وأورد المزروعي أنه تم تأجيل الغوص عدة مرات، نظراً لتعطل بعض الأجهزة، ولسوء الأحوال الجوية وتعرض الساحل الشرقي لإعصار شاهين، إلا أن هذا التأخير زاد من رغبته في استكشاف الغواصة. وأوضح قائلاً، في يوم الاستعداد للانطلاق، تملكني القلق وأنا على ظهر القارب المتجه إلى نقطة النزول، ولم تكن لدينا أي معلومات عن حجم الأخطار التي يمكن أن تواجهنا، فكان الأمر أشبه في الغوص إلى المجهول. 
ووصف المزروعي لحظة الوصول بالقول: كان مشهد الغواصة مهيباً وهي قابعة على الرمال، مظهرها يعيد إلى الأذهان مشاهد من الأفلام الوثائقية، فهي ضخمة الحجم، أجزاء منها تحولت إلى حطام، ولكنها ما زالت قوية ومتينة. تابع: تفقدت الهيكل الخارجي ومواضع الأسلحة ومدافعها، وبدت منيعة من اقتحام أسوارها وبوابتها، فتبادر إلى ذهني عدد الغرقى من الجنود الذين طمرت رفاتهم في باطنها. وما إن لمست الغواصة الملتفة بشباك الصيد والطحالب البحرية، حتى شعرت بحجم ما حققته لأثبت وجودها، بعدما أثيرت حولها الشكوك. وأسطر هذه الرحلة في سجل تاريخ المنطقة كإنجاز للوطن.