قامة كبيرة من قامات الفن المصري رحلت عن عالمنا تاركة وراءها إرثاً من الأعمال التي سيذكرها التاريخ.

سهير البابلي التي عشقت الفن منذ طفولتها، آمن بها والدها وشجعها على تنمية موهبتها رغم رفض أمها الأمر تماماً.

فقد بدأت نجمة "بكيزة وزغلول"، وهي مراهقة بتقليد الممثلين ثم انتقلت إلى خشبة المسرح ليصفق لها الملايين.

واستطاعت أن تحتل مكانة كبيرة لها في قلوب الناس حتى أضحت واحدة من أشهر نجمات الفن المصري.

وفي إحدى المرات، راقبتها والدتها وتتبعتها حتى وصلت إلى المسرح، ثم صرخت بوجهها فهربت سهير من أمها إلى دار الأوبرا، واختبأت في غرفة الحارس.

وفي تصريح لها ذات مرة، كشفت الراحلة أن الأستاذ فتوح نشاطي هو من دفعها لاحتراف الفن، وساهم في انضمامها للمسرح القومي.

كذلك أوضحت البابلي أنها أثناء تقديمها مسرحية "ع الرصيف" كانت تعاني من أزمة صحية حادة تجلّت بارتفاع درجة حرارة جسدها إلى ما يقرب من 40 درجة، حيث كانت لا تقوى على الحركة، إلا أنها رفضت أمره بإلغاء حجز التذاكر للعرض، وطالبت من حولها بإسنادها للوصول إلى خشبة المسرح، وما إن دخلت حتى تبدلت حالتها وحققت نجاحاً كبيراً.

كما تعرّضت لموقف آخر أثناء عرض "مدرسة المشاغبين" حينها كانت الراحلة على خلاف دائم مع الفنانين عادل إمام وسعيد صالح، بسبب كثرة ارتجالهما، وهو ما دفع "الزعيم" إلى الانسحاب أمام الجمهور، ثم انسحبت هي مرتين.

أما عن لقبها المفضل فكان "سوسكا".

وتوفيت الفنانة سهير البابلي، الأحد، عن 84 عاماً بعدما تدهورت حالتها الصحية خلال الأيام الماضية إثر نوبة سكر ومضاعفات عدة.

وتميزت الراحلة في إتقان اللون الكوميدي وكذلك الدرامي ولها رصيد هائل من الأعمال الفنية السينمائية والمسرحية، ومن أهم أعمالها المسلسل الكوميدي المعروف "بكيزة وزغلول"، والذي لاقى نجاحاً باهراً في ثمانينات القرن الماضي.

أيضاً لها رصيد مسرحي وسينمائي وتلفزيوني، ومن أهم أعمالها مسرحية ريا وسكينة مع شادية، ومدرسة المشاغبين.

أما عن الأفلام فتألقت بفيلم جناب السفير، ولحظة ضعف مع صلاح ذو الفقار، وفي التلفزيون مسلسل الحقيقة وأعمال أخرى كثيرة.