علي عبد الرحمن (القاهرة)

«رسالة يوجهها كوكبنا لنا»، عنوان الفيلم التسجيلي، الذي تم عرضه في الجلسة الافتتاحية للدورة الـ 26 لقمة الأمم المتحدة لتغير المناخ، التي عقدت بمدينة غلاسكو بالمملكة المتحدة، بمشاركة رؤساء ودول وحكومات 120 دولة، وبعث الفيلم رسائل حول ما تواجهه الأرض من مخاطر، من الانهيارات الجليدية، وارتفاع  درجات الحرارة وزيادة نسبة الانبعاثات، والأعاصير والحرائق.
ولأن الفن مرآة المجتمع، فإن السينما كانت قريبة من الواقع، وجسدت الكثير من قضايا المناخ والكوارث الطبيعية، وتدهور النظام البيئي، وخاصة الغابات، والاحتباس الحراري، وظهر مصطلح جديد يطلق على تلك الأعمال هو «أفلام المناخ»، أو «Climate movies»، ناقشت وحذرت من تجاهل تلك الظواهر التي تؤثر سلباً على حياة الإنسان، وقدمت السينما العالمية حولها ما يقرب 7200 عمل فني، نستعرض بعضها.
استحدث مهرجان «كان»، السينمائي في نسخته الـ 74 والتي عقدت خلال الفترة من 6 إلى 17  يوليو الماضي، قسماً خاصاً لأفلام المناخ والبيئة وضم خلال مسابقاته 7 أفلام متنوعة ما بين الروائية والوثائقية. ورفع القائمون على المهرجان شعاراً «السينما في عام 2021 تساهم في الوعي المناخي والدفاع عن الكوكب، كما طبق المهرجان مجموعة من الإجراءات الهادفة من أجل الحفاظ على البيئة منها اعتماد السيارات الكهربائية، وحظر استخدام المواد البلاستيكية تماماً، كما تم اقتطاع جزء من الرسوم المالية الخاصة ببطاقات الحضور للمساهمة في مبادرات المناخ حول العالم.
كما استحدث مهرجان الجونة السينمائي بنسخته الخامسة، والتي عقدت خلال الفترة من 14 إلى 22 أكتوبر الماضي، جائزة خاصة قدرها 10 آلاف دولار أميركي، من خلال مسابقة «نجمة الجونة الخضراء»، وضمت 5 أفلام.

وحصد فيلم «كوستا برافا»، للمخرجة اللبنانية منية عقل جائزة المسابقة، وتناول الفيلم الفساد وتلوث البيئة، من خلال زوجين يقرران ترك التلوث السام لمدينتهما بيروت، على أمل بناء حياة مثالية لهما في منزل بالجبل، لكن أحلامهما تتحطم عندما يبنى مكب نفايات بجوارهما، ما يؤدي إلى مواجهة القمامة والفساد اللذين كانا يأملان في تركهما وراءهما.
ويعد «روزفلت في إفريقيا»، أول فيلم صمت تناولته السينما العالمية حول البيئة والطبيعة، وتم إنتاجه عام 1910، بطولة الرئيس الأميركي تيودور روزفلت، ودارت أحداثه حول رحله صيده في إحدى الغابات الأفريقية.
وعرض فيلم «The Crusade» خلال النسخة الـ 74 بمهرجان كان، وتناول تولي الأطفال السلطة المطلقة لحماية كوكب الأرض من التعديات السلبية المتعلقة بقضايا المناخ والبيئة، وشارك في بطولته Louis Garrel، وLaetitia Casta، ومن المقرر طرحه تجارياً بدور العرض في 22 ديسمبر المقبل.
كما تناول فيلم «The Day After Tomorrow»، الذي صدر عام 2004، قصة عالِم يتعين عليه القيام برحلة من واشنطن إلى نيويورك كي يصل إلى ابنه الذي طلب منه المساعدة بسبب وقوعه في منطقة إعصار هائل، يمكن أن يعيد الأرض إلى العصور الجليدية، ويجد صعوبة كبيرة في إقناع السلطات بالخطر المدمر التي تواجهه المنطقة، ورغم مهمته المستحيلة إلا أنه يواصل رحلته لمواجهة ظواهر الطبيعة وترويضها وإنقاذ الأرض.
واستعرض فيلم «Flood» وقوع عاصفة هائلة مع موجات مد بحرية كبيرة تنتقل لساحل إنجلترا وصولاً لنهر التايمز، مدمرة كل شيء في طريقها، وتغرق مدناً كاملة، في حين يصارع المسؤولون من أجل إنقاذ من بقوا أحياء من تلك الكارثة، ولفيلم صدر 2007، وشارك في بطولته David Suchet.
ودارت أحداث فيلم «Cowspiracy» حول الصناعات المرتبطة بالحيوانات، والآثار الكارثية لإزالة الغابات وتلوث المياه وتآكل التربة، وعرض عام 2014، وشارك في بطولته Kip Andersen.
أما فيلم «The Human Element»، فيتناول التغير المناخي، ويسلط الضوء على خطورة انتشار ظاهرة حرائق الغابات، والأعاصير التي تعطل التوازن، وإيصال رسالة أنه يجب على الإنسان إعادة النظر في علاقته بالطبيعة، وصدر الفيلم عام 2018، وشارك في بطولته James Balog.

  • ليوناردو دي كابريو

التوازن البيئي
يعد الفنان الأميركي Leonardo DiCaprio، واحداً من أهم الفنانين المعروف بنشاطه البيئي، وأنشأ مؤسسة خاصة هدفها المساعدة على استعادة التوازن البيئي حول العالم، والحد من العواقب البيولوجية بسبب تغير المناخ وارتفاع درجات الحرارة، وساهمت مؤسسته على مدار عقدين في تمويل أكثر 200 مشروع بيئة حول العالم، وأنفقت ما يقرب من 120 مليون دولار أميركي، بجانب مشاركته في العديد من الأفلام الوثائقية، وتبرعه العام الماضي بـ 5 ملايين دولار للمساعدة في إخماد حرائق غابات الأمازون.

أفلام وثائقية
كان للأفلام الوثائقية حضور ملموس في قضايا المناخ، ومنها Bigger Than Us وتدور أحداثه عن 7 شخصيات حول العالم يكافحون من أجل مستقبل أفضل للأجيال القادمة والتوعية بشأن مخاطر تغيّر المناخ، وشارك في بطولته Melati Wijsen، و Memory Banda.
وحذر فيلم «Invisible Demons» الفنلندي للمخرج الهندي Rahul Jain، من العواقب الدراماتيكية الناتجة عن تغير المناخ بسبب ارتفاع نسبة التلوث بشكل غير مسبوق بالعاصمة الهندية نيودلهي، ويطرح الفيلم في 26 نوفمبر الجاري.
وفي نفس السياق يناقش فيلم «I Am So Sorry» الوثائقي للمخرج الصيني Zhao Liang، المخاطر الناتجة عن تغير المناح والمخاطر المحتملة التي يتعرض لها كوكب الأرض بسبب النشطة  النووية، وعرض ضمن مسابقة أفلام المناخ بمهرجان كان الأخير.
وفي فيلم «Animal»، يسافر المراهقان بيلا وفيبولان لمقابلة علماء وناشطين في أنحاء مختلفة من العالم بحثاً عن طريقة أخرى نعيش فيها جنباً إلى جنب مع بقية الأحياء والكائنات، والنظر إليها كشركاء في الوجود بدلًا من افتراسها، وعرض في مهرجان كان 2021، وهو من إخراج Cyril Dion.

  • أروى جودة

توعية صحيحة
قالت الفنانة أروى جودة لـ «الاتحاد الأسبوعي»، يجب علينا أن نعرف الكثير بشأن البيئة وتغير المناخ، وتأثير ذلك على حياتنا، وكيفية الحفاظ على مواردنا الطبيعية، ويجب على صناع السينما الاهتمام أكثر بإنتاج أفلام من شأنها التوعية الصحيحة عن البيئة وزيادة الوعي لدى الجمهور، وهذا هو دور السينما الحقيقي بجانب الترفية، ومن حق الأجيال القادمة أن نهيئ لها مستقبلاً أفضل وعالماً خالياً من التلوث.