تامر عبد الحميد (أبوظبي)

عرض موسيقي آسر وفريد من نوعه، سطع من خلاله الموسيقي والملحن والمنشد والمغني البريطاني سامي يوسف في سماء دبي على منصة الوصل في «إكسبو 2020 دبي»، حيث استطاع في حفل «ما وراء النجوم»، الذي أحياه أمس الأول، أن يتخطى الحواجز الموسيقية بحسه الابتكاري، ويجسد مجموعة من المقطوعات الفنية التي مزجت بين الكلاسيكية الغربية والموسيقى العربية التقليدية.

وسط حضور جماهيري كبير، استعرض يوسف إنتاجاً رائعاً من الموسيقى، والشِعر، والمرئيات الآسرة ضمن عرض يحاكي الإرث الفني لدولة الإمارات وأراضي طريق الحرير، بمشاركة فرقة موسيقية متعددة الجنسيات واللغات، من أبرزهم قو غان، العازف البارع لآلة «الأرهو» الصينية التقليدية ذات الوترين، وعازف آلة «السيتار» الهندي الشهير أسد خان، ومغني المقام الأذري تيار بيراموف، والمغنية المغربية الشهيرة نبيلة معن التي أدت خلال الحفل بعض الأغنيات بشكل منفرد، كما شاركت الغناء مع يوسف والفرقة، في جو فني فريد، أظهر مدى الانسجام والتجانس بين الآلات الموسيقية والأصوات الغنائية رغم اختلاف الجنسيات والثقافات.

عرض تاريخي
أدى يوسف خلال الحفل الذي استمر ساعة ونصف الساعة تقريباً، 8 مؤلفات جديدة خصيصاً لـ «إكسبو 2020 دبي»، والتي مزجت بين الموسيقى والشِعر من الأندلس وشمال أفريقيا، وصولاً إلى شبه الجزيرة العربية، والهند، وآسيا الوسطى، في رحلة موسيقية فريدة تتناغم موسيقاها مع نوعية الحضور القادم من مختلف دول العالم في «إكسبو 2020 دبي»، وحول تقديمه هذا العرض في الحدث العالمي الأضخم، قال يوسف: «ما وراء النجوم» عرض تاريخي وعمل كبير يليق بإمارة دبي، ويليق بـ «إكسبو 2020 دبي»، هذا الحدث الدولي الذي يتطلب أعمالاً فنية عالمية تليق بمستواه، لذلك عملنا على تقديم جولة موسيقية تتضمن مقدمة وأجزاء يتشارك فيها كل العالم عبر منصة «الوصل».
وتابع: الموسيقى التي حضرتها مع الفرقة الموسيقية والغنائية المتنوعة تتماشى مع شعار «إكسبو»، خصوصاً أن الموسيقى هي تعزيز لـ «تواصل العقول وصنع المستقبل»، كما أنها تمنح القلوب سكينة، وتجمع الناس معاً، فحقاً سعدت بوجودي في «إكسبو 2020 دبي» الذي يُقام في دبي، التي تعتبر واحدة من أجمل مدن العالم، كما تشرفت بأن أقدم هذا العرض لجمهوره وزواره من مختلف أنحاء العالم، وقد عملت مع فريق عملي الرائع والموهوب من أجل تنفيذ هذا الحفل لمدة طويلة، لكي يتماشى العرض مع رؤية دبي ودولة الإمارات ككل.

لغات عدة
ما يتميز به يوسف أنه يؤدي أغنياته بلغات عدة، منها «الإنجليزية» و«التركية» و«الأوردو»، وحول هذا الأمر، أكد أنه غنى باللغة الإنجليزية في بريطانيا وغنى في أذربيجان بالأذرية، حيث اعتاد التنوع اللغوي، خصوصاً أنه نشأ في لندن، وهي مدينة متنوعة اللغات مثل دبي تماماً.

سهرات «إكسبو».. «طريق سالك» للترفيه
أحيت ثلاث فرق اليوم الثاني من «سهرات إكسبو الغنائية» في أسبوعها الثاني على مسرح «دبي ملينيوم»، وهي «مسار إجباري» و«البيت الأردني» و«أوركستا مندوزا»، الذين قدموا عرضاً مبهراً لفنون موسيقى الروك والجاز والريجي التي تتجاوز الأنماط والأجيال والثقافات.

مسار إجباري
فرقة الروك المصرية «مسار إجباري» قدمت أغنياتها التي تتسم كلماتها بالعفوية وألحانها بالتقدمية، من أبرزها «حد تايه» و«أوقات» و«تقع وتقوم»، وتأسست الفرقة على يد كل من، هاني الدقاق، عازف جيتار، وأيمن مسعود عازف كيبورد، وأحمد حافظ عازف باص، وتامر عطا الله عازف درامز، وتتميز «مسار إجباري» بتقديمها أغاني التراث الغنائي، وأغنيات تعبر كلماتها عن المجتمع المصري، عبر طرق نوع جديد من الموسيقى التي تمزج بين الروك والجاز والبلوز مع التراث المصري.

موسيقى لاتينية
أدت فرقة «أوركستا مندوزا» اللاتينية التي تتخذ من الولايات المتحدة مقراً لها، والتي يُطلق على أسلوبها اسم «أندي مامبو»، موسيقى تطرب لها المسامع، تعزفها على آلات الدق الموسيقية اللاتينية، والأكورديون، والنحاس، والغيتار الفولاذي.

البيت العشوائي
تميزت «البيت العشوائي»، وهي فرقة روك من الأردن، حيث جمعت في فقرتها الموسيقية بين اللغة العربية الكلاسيكية والموسيقى الشعبية المستوحاة من جميع أنحاء العالم، والتي تتخللها أنغام حديثة مستمدة من أغاني موسيقى الروك والريجي، مع مزيج من الأغاني الموسيقية الإلكترونية، حيث تعتبر «البيت العشوائي» من أجدد التجارب الغنائية في ساحة الموسيقى الأردنية، وحققت روجاً كبيراً من خلال ألبومها الأخير «نون»، والذي ضم 10 أغنيات مختلفة، ترتكز أساسها على الموسيقى أكثر من إبرازها للكلمات، مع الاتكال على طريقة الأداء الغنائي نفسه، ومن أبرزها «النيل» و«لمن ارتقى» و«مسرح وطن».