لكبيرة التونسي (أبوظبي)
عشق مبارك المنصوري «متقاعد»، البحر وجمع الأصداف والقواقع، وباتت تلك الهواية عالمه الخاص، حيث يصنع شخصيات وأبطالاً، ويقوم بالتوعية عبرها، ويتطلع إلى تنظيم معرض يجمع من يتقاسمون معه هذا الشغف، كما ألهمته هذه الهواية كتابة قصص الأطفال لتسرد لهم حكايات الأجداد، وتعزز لديهم قيم الصدق والأمانة والأخلاق الكريمة، وتربطهم بتراثهم والتفكير في بيئتهم. بدأت قصة هوايته قبل سنوات، عندما كان يلجأ للبحر للتخلص من بعض الضغوط اليومية، ليجد نفسه يجمع أنواعاً مختلفة من الأصداف والقواقع، وبعد أن يأتي بها إلى بيته ينظفها ويفرزها ويعقمها ويحتفظ بها وفق تصنيفات خاصة به، إلى أن جاءه ابنه الصغير لتصليح لعبة صغيرة فقدت أحد أطرافها، ليخرج المنصوري مقتنياته واختار قطعة صغيرة وركبها بدلاً من التالفة من اللعبة، لتنطلق شرارة الهواية، وتتوالى الأفكار.
أبطال
لم يكن في فكر المنصوري تحويل هذه الأصداف التي جمع منها أكثر من 7000 قطعة إلى أبطال وشخوص وتسخير جانب منها للتوعية، لكن المصادفة قادته إلى اكتشاف شغفه الكبير بالأعمال اليدوية، حيث أصبح يقضي جلّ وقته في جمع الأصداف والبحث عن الجميل والغريب منها وتحويلها إلى أبطال بإتقان كبير، حيث جعلها تحاكي أبطال كرة القدم أو كرة الطائرة ولعبة الشطرنج وأبطال الملاكمة وسباق الدراجات الهوائية وسباق السيارات والهجن. المنصوري سخر طاقته للتوعية عبر هذه الأدوات البسيطة ليجعلها جاذبة عبر رسالة، يتوقف عندها الكبير والصغير، حيث شارك مؤخراً في معرض أبوظبي الصيد والفروسية ولفت أنظار الزوار، أهداهم أكثر من 40 قطعة مما كان يعرض.
ألوان وأشكال
بالحديث عن مكان وجود هذه الأصداف والقواقع التي صنع منها 110 قطع، وكيف يتعامل معها؟، قال المنصوري: إنه منذ بدأ جمع أصداف البحر التي جذبته أشكالها وألوانها، كل بحر يحتوي على أصداف مختلفة الأشكال والألوان عن البحر الثاني، لافتاً إلى أن أغلب الأصداف كان يجمعها من بحر السعديات وبحر الفجيرة الزاخرين بأنواع كثيرة وجميلة منها، حيث يتوفر كل بحر على تشكيلة لا تتوفر في الآخر.
ملاعب وأبطال
شخصيات وأبطال ومجسمات تجسد شغفه وتعكس أفكاره، وتترجم اهتماه ببعض القضايا، كالتوعية ببعض المواضيع، ومنها التوعية بمخاطر القيادة المتهورة بالدراجات النارية، وغيرها من المجالات الكثير التي يجسدها بكثير من الإتقان مراعياً جميع التفاصيل الدقيقة، من عيون وتعبيرات جسدية، تجعلها قادرة على إيصال الرسالة والمغزى منها، حيث يقضي يومياً أكثر من 6 ساعات في العمل، ومرات يوماً كاملاً، عندما يتطلب الأمر بناء قطعة كاملة.