محمد قناوي (القاهرة)

محمد هنيدي واحد من أهم نجوم الكوميديا في الوطن العربي، صنع نجوميته عبر عشرات الأدوار التي حقّقت نجاحاً كبيراً، وتصدّرت أفلامه شبّاك التذاكر لسنوات طويلة، ومع أنه تعرّض لعدة هزات خلال مشواره الفني، فهو سرعان ما يستعيد مكانته، ليتصدّر القمة من جديد. غاب «هنيدي» عن السينما لـ 4 سنوات منذ تقديمه فيلم «عنتر ابن ابن ابن شداد» عام 2017، ليعود هذا العام بفيلم «الأنس والنمس»، متربّعاً على عرش الإيرادات في الموسم السينمائي الصيفي. وحالياً مشغول بتصوير فيلم جديد، كما تعاقد على فيلمين آخرين، ويستعد لتقديم عرض مسرحي، بعد انتهائه من تصوير الموسم الأوّل من برنامجه «عالم هنيدي»، الذي يخوض من خلاله تجربة التقديم لأوّل مرة.
في حوار مع «الاتحاد» قال محمد هنيدي: غيابي عن السينما، لم يكن بسبب قلّة المعروض من السيناريوهات، لكن لرغبتي في تقديم عمل يُضاف إلى رصيدي الفني عبر نص جيد ومختلف، وهو ما تحقّق في فيلم «الأنس والنمس» مع المخرج  شريف عرفة صاحب البصمة السينمائية. فعندما عُرض عليَّ الفيلم وافقت فوراً لثقتي برؤيته، وما إن قرأت السيناريو وجدت الفكرة مختلفة والسيناريو رائعاً، فتحمّست جداً وصوّرنا الفيلم، وكان من المقرّر عرضه العام الماضي، لكن بسبب «كورونا» تم تأجيله لهذا العام، والحمد لله لاقى الفيلم استحسان الجمهور وتجاوزت إيراداته حتى الآن 60 مليون جنيه، بالرغم من أن دُور العرض وفي ظل الجائحة لا تعمل بكامل طاقتها، ونسبة الإشغال فيها 70% فقط من إجمالي عدد المقاعد.

عالم هنيدي
وذكر هنيدي أنه انتهى قبل أسابيع قليلة من تصوير أوّل تجربة له في عالم التلفزيون، من خلال برنامج «عالم هنيدي»، ويتناول فيه أعماله السينمائية والمسرحية، والفكرة بمثابة توثيق وتاريخ لأعماله وتعتمد على استضافة النجوم الذين شاركوا معه في هذه الأعمال. والبرنامج بالنسبة له يمثِّل حالة «نوستالجيا» مع الأصدقاء، وتم الانتهاء من تصوير حلقات الموسم الأوّل، وهي 10 أفلام ومسرحيتان.

الجواهرجي 
واعتبر أن عام 2021 مميّز بالنسبة له، حيث يصوِّر حالياً فيلم «الجواهرجي»، وهو اسم مؤقّت، إذ لم يتم بعد اختيار الاسم النهائي، تأليف عمر طاهر، إخراج إسلام خيري ويشارك في بطولته منى زكي، أحمد السعدني، تارا عماد، لبلبة وباسم سمرة، مشيراً إلى أن مهنته في الفيلم جواهرجي وتلعب منى زكي دور زوجته، ويلتقي بها مجدّداً على شاشة السينما، بعد 23 عاماً من آخر لقاء بينهما في فيلم «صعيدي في الجامعة الأميركية» عام 1998.

المرعي 
وقال: تعاقدت على فيلم جديد بعنوان «المرعي»، أجسِّد فيه شخصية صعيدي عمره 70 عاماً، و«المرعي» شخصية صعيدية حقيقية، وكان في منطقة «إمبابة» التي نشأت فيها واسمه «أحمد مرعي»، وقد تعلّمت منه اللهجة الصعيدية وتأثّرت بها، وكنت أنادي معه بالميكروفون على الفاكهة التي يبيعها. وأضاف: عم «أحمد مرعي» كان مرحاً للغاية، وفي بداياتي كان يسألني طول كلّما رآني، إيه يا محمد بُست ليلى علوي ولا لسه؟ وكان فخوراً بنجاحي وكأنني ابنه، مثل جميع أهالي «إمبابة».
وأشار هنيدي إلى أنه بدأ بروفات مسرحيته الجديدة التي يقدمها خلال موسم الرياض المسرحي بالمملكة العربية السعودية، من إخراج خالد جلال ويشارك في بطولتها محمد محمود ومحمد ثروت، حيث يقوم بدور مطرب أفراح شعبية اسمه «سيد الإنسان».

تراجيديا 
وعما إذا كان مستعداً لتقديم عمل درامي بعيداً عن الكوميديا، قال هنيدي: يمكنني ذلك، ولكن ما الداعي لأن أبتعد عن الكوميديا وهي منحة من الله عزّ وجلّ، لإضحاك الجمهور. وذكر أن الكوميديا صعبة وأهميتها في مناقشة قضايا مهمة بطريقة خفيفة، لافتاً إلى أنه من الممكن تقديم التراجيديا في توقيت مناسب، فالوقت الذي نعيشه حالياً، لا يمكن فيه سوى تقديم الكوميديا، ليس منه فحسب، بل من جميع الممثلين الذين ينعمون بموهبة الكوميديا. وذكر أن الصعوبة الوحيدة في تقديم عمل كوميدي هي السيناريو، لأنه يتحكم في كل شيء، واختيار الموضوع في حد ذاته مسؤولية كبيرة، ولا توجد أزمة في كتّاب الكوميديا، خصوصاً من الجيل الجديد، فهم مبدعون ولديهم أفكار رائعة، لكن من الطبيعي أن لا يتم تنفيذ النسخة الأولى من السيناريو مباشرة، بل بعد عدة جلسات عمل.
وعن سبب عدم تقديمه أعمال الأكشن، قال ضاحكاً: ليه أكشن ليه؟ أحمد عز وأحمد السقا بطلان في الأكشن، أروح أنضرب أنا ليه؟ أفلام الرعب تشعرني بالتوتر وأعتقد أنه لا يمكنني تقديمها، لكن من الممكن أن أقدم دور شرير بطريقة كوميدية.

بعد 20 عاماً
وحول فيلمه الجديد «صعيدي في الجامعة الأميركية 2»، الذي قدم الجزء الأوّل منه عام 1998، قال: الفكرة طُرحت من الجمهور على «تويتر»، وأطلق المتابعون حملة تطالبنا بتقديم جزء ثانٍ من الفيلم، وفعلاً تحمسنا جداً، ولكن شعرنا بقلق شديد وبدأنا نفكر كيف يمكن أن يكون الجزء الثاني وبالفعل جلسنا مع الدكتور مدحت العدل، مؤلف الجزء الأوّل، وبدأنا البحث عن تصوّر بأن تكون بداية الفيلم حفلة تقوم بها الجامعة الأميركية لخريجيها بعد 20 عاماً، يجتمع فيه أبطال الفيلم. وشعرنا بأن هذه اللقطة ستكون مؤثِّرة وإنسانية والمؤلف يحتاج لوقت حتى يخرج بفكرة قوية تناسب نجاح الجزء الأوّل ومتغيّرات العصر. وبالنسبة لنجوم الجزء الأوّل، فقد يظهرون في المشهد الأوّل، ثم تأخذ الدراما اتجاهاً آخر. وعن اختلاف جمهوره اليوم عن بداية نجوميته قال: هنالك شباب أصغر من أولادي يحبون «صعيدي في الجامعة الأميركية» و«همام في أمستردام».

كينج سايز
بعد الانتهاء من تصوير «الجواهرجي» سيبدأ هنيدي مع المخرج إسلام خيري والسيناريست عمر طاهر والمنتج وليد صبري، الاستعدادات لتصوير فيلم «كينج سايز»، المقتبس من قصة عقلة الإصبع، الذي تم تأجيل تصويره من قبل بسبب تكلفته الإنتاجية العالية واستخدام تقنيات الجرافيكس المتطوِّرة.

الكوميديا السوداء
يعتبر هنيدي أن الكوميديا السوداء هي المسيطرة اليوم على المشهد السينمائي العربي، وهو يفضِّلها لأنها تتحدث عن الهموم بأسلوب كوميدي تنتج عنه ابتسامة، ولا سيما أن الواقع الذي نعيشه يجعلنا نقول أهلاً وسهلاً بها، وسنبقى معها حتى تصبح بيضاء.