هناء الحمادي (أبوظبي)

اكتشفت موهبة الرسم منذ نعومة أظفارها، وربطت عشقها للفن التشكيلي بدراسة الكيمياء، وفي بدايتها عملت في قسم المختبرات الطبية بمستشفى الشيخ خليفة، وشعرت وقتها بأن الكيمياء ترتبط بتركيب الألوان، قبل أن تحصل على بكالوريوس في الهندسة الكيميائية.
الدكتورة ندى العامري فنانة تشكيلية، ماجستير في فن المتاحف، جامعة اللوفر في فرنسا، وماجستير في العلاج بالفن من السوربون - فرنسا، دكتوراه في العلاج بالفن - أميركا، مهندسة بترول في أدنوك «كيميائية»، وخبير معالج بالفن من الجمعية الأميركية ومعالجة نفسية عن طريق الفن، يسكنها شغف الرسم.

  • ندى العامري خلال التواصل مع أصحاب الهمم بالفن (الصور من المصدر)

معارض
وتقول العامري: «دعم والدي السبب الأول لما وصلت له الآن، حيث التحقت بعدة دورات في المجمع الثقافي وصقلت موهبتي، بالإضافة إلى التحاقي بعدة جامعات في مجال الفن، مما ساهم في المشاركة بعدة معارض فنية ومتاحف عالمية والحصول على جوائز، لذلك تكونت لدى ثقافات فنية مع فنانين عالميين، وكان هذا حافزاً لي بتوسع رؤيتي لجميع الفنون وتذوقها، حيث كان أول معرض فني شاركت فيه على مستوى المحترفين في عام 1992 في المجمع الثقافي، ومن ثم مشاركات متعددة محلية وعالمية، موضحة أن الفن قادها إلى تأسيس «جاليري» خاص بها، ومركز للاستشارات والتدريب في تطوير الذات، والاستشارات النفسية والتربوية مع العلاج بالفن والتدريب.

ثقة 
 وتضيف: «العلاج بالفن ليس تحليلاً فقط، هو أسلوب مبني على الحب والثقة والأمان بيني وبين الأشخاص للوصول إلى ما بداخلهم لعمل برنامج للعلاج، إن كان يحتاج للوصول لنتائج إيجابية ومستمرة.. ومن خلال تعاملي مع أصحاب الهمم اكتشفت العديد من المواهب، مما ساهمت في صقلها وتنميتها سواء كانت بالرسم، أو التصوير، والقراءة، والتمثيل، والنحت، والرياضة وغيرها من المواهب التي أقوم باكتشافها عن طريق التقييم مع العلاج بالفن ورسم خطة ليصل إلى التميز بأن يستفيد ويفيد كل من حوله في المجتمع.

  • فرحة الأمل في التفاعل مع الحياة

عطاء
وعن تأهيل أصحاب الهمم أوضحت أن الأسلوب الذي تعمل عليه يقوم على أساس الإبداع والعطاء بشفافية، فكل إنسان عنده إبداع ويولد وبداخله فنان صغير يختلف من شخص إلى آخر، فالفن بالنسبة لها رسالة نتذوقها، ثم تعكس ذلك بألوانها التي تتفاعل كيميائياً مع عطائها.
وبالنسبة للدور التي تقوم به مع المكفوفين من أصحاب الهمم، لفتت إلى أنها تعمل على تدريبهم وإخراج مواهبهم ليس بالرسم فقط، ولكن بمواهب مختلفة تلهمهم الإحساس بالفن، حيث ابتكرت طريقة مختلفة لتعليمهم، وكيفية الشعور بالألوان من خلال اللمس والشم، وقدمت العديد من الورش الفنية داخل الدولة وخارجها، وطورت طريقة أعمالها حيث يستطيع الكفيف أن يعرف ما بداخل اللوحة».
وتضيف: «أغلب الرسومات مبنية على الخيال مع الواقع الذي يعيش فيه أصحاب الهمم، وهذا يظهر لدى أصحاب الهمم من التوحد ونشاط فرط الحركة ومتلازمة داون، وتصاحب الرسومات حركة الجسد التي تعطي إشارات لي لمعرفة ما بداخل كل شخص وترجمة ما بداخله في ألوانه وفي اختيار اللون مع حركة الجسد أثناء الرسم».