مرتضى البريري (أبوظبي)، بوينوس آيرس (أ ف ب) بإعادة فتح صالونات التانجو أو «ميلونغاس» بعد إقفالها 18 شهراً في إطار تدابير مواجهة تفشي فيروس «كورونا»، دبت الحياة من جديد في قلوب محبي هذه الرقصة الشهيرة، التي نشأت في بوينوس آيرس عاصمة الأرجنتين و«مونتيفيديو» عاصمة أوروغواي، ومنها انطلقت إلى العالم، من خلال رقصة تشير إلى المحبة والرومانسية، حيث تؤدى بين رجل وامرأة عبر حركات متزامنة، بعد أن كانت تؤدى بين النساء فقط. وظهرت قديماً في الأفلام وكانت تشغل مساحات كبيرة من العمل، نظراً لكثرة جمهورها، حيت كانت تعد أحد عوامل النجاح، وحسب بعض المواقع الإلكترونية المتخصصة في الشأن الموسيقي، فإن ظهور إطلاق كلمة «تانجو» على هذه الرقصة، يعود إلى عام 1890، أو عام 1880 حسب موقع «sotor.com». وفي تقرير نشره موقع «sotor.com»، دمجت رقصة «التانجو» استعراضاً إسبانياً «فلامنجو مع ميلونجا» ورقصة أرجنتينية كانت تنتشر بين الطبقات الفقيرة وتصنف على أنها من أكثر الرقصات شعبية، ومن بعدها عرفت رقصة «التانغو» طريقها إلى كافة أميركا الجنوبية وذاع صيتها فوصلت إلى أميركا الشمالية ومنذ عام 1910 اكتسبت شعبية كبيرة في نيويورك، ثم انتقلت إلى أوروبا، ولم يغفل التقرير الإشارة إلى إمكانية عودة الكلمة إلى النيجر والكونغو في أفريقيا أو جبال الأندلس نظراً لشيوع استخدام الكلمة هناك، كما استند إلى كتب قديمة في كوبا تؤكد وجود الكلمة في كوبا وإسبانيا. وشهدت استعراضات «التانجو» تطورات كثيرة، واختلفت مهاراتها، لكنها بجميع أنواعها كانت معروفة ويجيدها أهل أميركا الجنوبية، وخاصة الأرجنتين، ومنهم نجم كرة القدم الأرجنتيني «دييغو مارادونا»، الذي سجل قبل وفاته في نوفمبر 2020 أغنيات «التانجو» كهاوٍ وكان يحب ممارسة هذه الرقصة في الحفلات.. وقد وجهت له التحية من خلال بطولة العالم للتانجو، التي شارك فيها 800 راقص من 25 دولة، وفاز فيها مؤخراً فريقان ثنائيان أرجنتينيان في بوينوس آيرس في فئتي رقص الصالونات والرقص المسرحي، وذلك وسط حضور فعلي أسعد الشعب الأرجنتيني، وعلى الرغم من إقامة بعض الفعاليات «عن بعد» بسبب قيود كورونا، إلا أن النهائيات أقيمت أمام مسلة بوينوس آيرس في وسط العاصمة.