الاتحاد (مصطفى أوفى)
بسبب وضعهن الصحي الخاص، تمنع النساء الحوامل من تناول أنواع من الأدوية تؤثر على صحة الجنين أو نموه. في هذه السياق، قال علماء، الخميس، إن النساء الحوامل يجب ألا يتناولن دواء "الباراسيتامول" إلا عندما يُطلب منهن ذلك من قبل الطبيب.
نُشر التحذير، اليوم الخميس، في مجلة Nature Reviews Endocrinology.
ويخشى الخبراء أن تعرقل هذه المسكنات، الرخيصة والمتوفرة والتي تباع دون وصفة طبية، نمو الجنين.
ربطت العشرات من الدراسات تناول هذا الدواء باضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة والتوحد وتأخر اللغة وانخفاض معدل الذكاء.
وقال باحثون دنماركيون، راجعوا الأدلة، إن هناك "قدرًا متزايدًا من الأبحاث" حول المخاوف من أن "الباراسيتامول" قد يعيق نمو الجنين.
وأصروا على الدعوة إلى حصول الأمهات على "أقل جرعة فعالة لأقصر وقت ممكن" من هذا الدواء.
لكن علماء آخرين رفضوا هذه المزاعم، قائلين، إن مجموعة الدراسات، التي تمت مراجعتها "ليست قوية بما يكفي لاستخلاص أي استنتاجات".
وتقول هيئة الخدمات الصحية في بريطانيا، إن تناول "الباراسيتامول" آمن أثناء الحمل، واصفة إياه بأنه "الخيار الأول" لتسكين آلام الحوامل.
وأفادت حوالي نصف الأمهات الحوامل بتناول "الباراسيتامول" أثناء الحمل، وتصل النسبة إلى 65 في المائة في الولايات المتحدة.
وقد حظي التحذير بدعم مجموعة من 91 خبيرا دوليا.
وذهبت الورقة البحثية إلى أن "قدرًا متزايدًا من الأبحاث" كان يربط "الباراسيتامول" ببعض الاضطرابات العصبية واضطرابات الجهاز البولي.
فقد راجع الدكتور ديفيد كريستنسن وخبراء في جامعة كوبنهاغن الدراسات البشرية والحيوانية التي فحصت استخدام "الباراسيتامول" أثناء الحمل. ونشر جميع تلك البحوث بين عامي 1995 و2020.
وزعم الباحثون أن الدراسات ربطت الاستخدام واسع النطاق للباراسيتامول بـ "الارتفاع المزعج" في عدد الأطفال الذين يعانون من إعاقات في الإدراك أو التعلم أو السلوك.
وجدت الأبحاث أيضًا أن مسكن الألم مرتبط بالاضطرابات التناسلية والجهاز البولي التناسلي.
وقالوا إنه يجب إخبار النساء الحوامل "بالتخلي عن الباراسيتامول ما لم يُنصح باستخدامه طبياً".
كما دعا المسعفون وكالة الأدوية الأوروبية وإدارة الغذاء والدواء الأميركية إلى "مراجعة جميع البيانات المتاحة" حتى تكون نصائحهما محدثة.