تامر عبد الحميد (أبوظبي)

اتجه بعض صناع الدراما عربياًً وخليجياًً في الفترة الأخيرة إلى استثمار نجاح المسلسلات التلفزيونية وتحويلها إلى أجزاء، عبر الشاشة الصغيرة والمنصات الرقمية، ففي السابق اعتاد المشاهد على نوعية معينة من الدراما، التي كانت تحتاج إلى تنفيذ أجزاء عدة منها لتوفر الخطوط الدرامية العريضة والفترة الزمنية الطويلة مثل «رأفت الهجان» و«ليالي الحلمية» و«باب الحارة»، خصوصاً أن الحبكة الدرامية والأحداث الثرية والشخصيات المتعددة، تصلح لعرضها على أكثر من جزء، إلى جانب نوعيات أخرى من الأعمال التي تصلح لاستثمارها إنتاجياً في مواسم متعددة ومنها «طماشة» و«حاير طاير» و«طاش ما طاش»، لأنها ذات حلقات منفصلة متصلة.
ومع توجه بعض صناع الدراما مؤخراً نحو تنفيذ أجزاء، من أبرزها «المنصة»، و«الحرامي»، كما أعلن مؤخراً بعض المنتجين والفنانين عن البدء في تنفيذ وتصوير أجزاء جديدة من أعمال لاقت صدى كبيراً من أبرزها: الجزء الثاني من مسلسل «هجمة مرتدة» والجزء الثالث من «الاختيار» والجزء السادس من «الكبير أوي» والجزء الثاني من مسلسل «رمضان كريم»، والجزء الثالث من «أبو العروسة» والجزء الثاني من «في بيتنا روبوت».. فهل هناك معايير على أساسها يفكر المنتج والمؤلف في تقديم الأجزاء، وهل يعتمد على المضمون وبناء قصة درامية تقدم جديداً للمشاهد، أم أنها عملية «استثمارية» لجذب المشاهد فقط؟.

  • منصور الظاهري

صنّاع العمل
سؤال أجاب عنه لـ «الاتحاد» مجموعة من صناع الدراما، حيث أكد المخرج والمنتج والكاتب منصور اليبهوني الظاهري، الذي نفذ حتى الآن 3 مواسم من مسلسل «المنصة» وعرض على شاشة تلفزيون أبوظبي و«نيتفليكس»، موضحاً أن تنفيذ المسلسلات ذات المواسم المتعددة يعتمد على الكتابة، لأنها أساس التنفيذ، ويتم الاتفاق مع صنّاع العمل في بادئ الأمر على أنه تقديم أكثر من جزء، لاحتوائه على العديد الأحداث، ويسلط الضوء على قضايا متعددة تناقش في حلقات كثيرة، ومن هنا يبدأ التفكير في الإنتاج والتصوير وكذلك مسألة التأليف والسيناريو، التي تحتاج إلى ورش، حرصاً على أن يقدم العمل جديداً من حيث الصورة والفكرة والمضمون للمشاهد.
وتابع: بعض الأعمال متعددة الأجزاء لا تحقق النجاح المطلوب، رغم أنه عندما عرض أول جزء منه نال صدى كبيراً، وحينما تقرر إنتاج وتنفيذ جزء آخر منه لم ينل النجاح نفسه، الذي حققه الجزء الأول، ويرجع ذلك إلى أسباب تعود إلى أنه لم يتم تنفيذه كعمل متعدد الأجزاء، وتم انتهاز ما حققه من نسبة مشاهدة كبيرة لتنفيذ أجزاء أخرى، لكنها عملية لا تعود بالنفع على الصناع أو المشاهد نفسه، إلا في حالة واحدة إذا تم تنفيذ جزء آخر من العمل لا يرتبط بمضمون وأحداث الجزء الأول.

  • حبيب غلوم

تخطيط مسبق
من جهته أكد الممثل والمنتج حبيب غلوم أن الأعمال متعددة الأجزاء، تحتاج إلى تحضيرات فنية وكتابية وإنتاجية مسبقة حتى لا تؤثر هذه المسألة على العمل في أحد أجزائه، ويتم هدم ما حققه من نجاح، وقال: إن التخطيط المسبق للعمل متعدد الأجزاء يحقق له النجاح والاستمرارية، خصوصاً أن هذا الاستثمار ظاهرة صحية وحق مكتسب، وإفادة لكلا الأطراف، للمشاهد الذي تعلق بأحداث العمل، وصنّاع المسلسل، والشاشة التي تعرضه، لذلك يجب أن تكون العناصر  مكتملة، وليس فقط من أجل شخصية حققت نجاحاً كبيراً في أحد الأعمال، فيتم استثمارها لتقديم أجزاء أخرى للشخصية نفسها من دون محتوى مفيد أو مضمون ثري.

  • منصور الفيلي

بناء درامي
فيما أشار المنتج والممثل منصور الفيلي، إلى أن تواصل الأعمال الدرامية في أجزاء يتوقف على نوعية العمل وارتباط المشاهد به، وقال: حينما يتم تقديم جزء آخر من مسلسل، أو تحويل عمل إلى أجزاء، يجب أن يكون صانع العمل لديه خطة مسبقة لإنتاج أكثر من جزء، وأن تتوافر لديه العناصر والشخصيات والمضمون والفترة الزمنية والمحتوى، الذي يمكنه من تنفيذ ذلك، بحيث تنمو الشخصيات وتتطور في إطار بناء درامي يخدم النص والعمل من ناحية، ومن جهة أخرى توظيف النجاح الذي حققه بما يخدم المشاهد، من دون مط وتطويل الأحداث، لأنها عملية تعمل على إنهاء الدراما، ويصبح الحدث مكشوفاً للمشاهد من دون جديد أو تصاعد في الأحداث، لافتاً إلى أن الأخذ بهذه الاعتبارات، يجعل المشاهد متحفزاً لمشاهدة أجزاء أخرى.

  • جمعة علي

إثراء المحتوى
الممثل جمعة علي الذي شارك في السابق في مسلسلات تم تحويلها إلى أجزاء مثل «القياضة» و«خاشع ناشع» و«ريح الشمال».. أوضح أن مسألة تحويل الأعمال الدرامية إلى أجزاء أمر مطلوب، طالما أن العمل الأول قد حقق نجاحاً ولاقى قبولاً لدى المشاهد من ناحية القصة والمضمون وكذلك شخصيات العمل، ولكن بشروط يجب أن تتوافر في العمل الذي قرر صناعه تحويله إلى أجزاء، ومنها أن تكون قصة العمل قابلة لكتابة أجزاء منه مع أحداث متغيرة تكون مكملة للأحداث السابقة أو مختلفة عنها، إلى جانب بناء قصة درامية تحتوي على شخصيات جديدة تضاف إلى العمل من أجل إثراء المحتوى.