محمد نجيم (الرباط)

يحتفظ الخنجر بمكانته ورمزيته في المجتمع المغربي، فهو من رموز الهوية، ودائم الحضور في طقوس الأعراس والأفراح والمناسبات الشعبية، وهو من مكونات التراث المغربي، خاصة في القرى والبوادي التي تحكمها الأعراف والتقاليد الاجتماعية، ويرتديه المغاربة مع (الجلباب الصوفي، «الدراعية» أو البرنوس).
طاهر أنفلوس، صاحب محل لبيع الخناجر والمجوهرات في مدينة «تيزنيت» المعروفة بكثرة الورش التي تصنع فيها الخناجر قال: الخنجر كان من وسائل الدفاع عن النفس، والزينة في الأعراس، إذ يرمز للقوة والشهامة ويحمل دلالات كثيرة من خلال نقوشه النابعة من التراث وفنون الخط، وهو إلى جانب ذلك له مكانته في تزيين العرسان يوم الزفاف، وزي الفرسان الذين يمارسون طقوس «التبوريدة»، أو الفروسية الشعبية، من خلال زخارفه الجميلة وألوانه الذهبية .
وأوضح أحمد الحسني الباحث التراث الشعبي، أن صناعة الخناجر من مكونات الصناعة التقليدية المغربية المتوارثة أباً عن جد في مدينة «تيزنيت» و«تافراوت» ومناطق أخرى من المغرب، وقد تعلمها جيل الآباء من اليهود المغاربة، الذين عاشوا في المدن والقرى المغربية، وقد برعوا في مهنة صناعة الحلي الفضية والخناجر، وحافظوا على ما يميِّز الخنجر المغربي الأمازيغي من نقوش وعلامات ورسومات تبرز مكامن الجمال وتعكس المجال البيئي وعادات المنطقة.
أما عثمان أفقير، الحرفي  في صناعة الخناجر في مدينة «تافراوت» فأشار إلى أن جيل الشباب، لا يقبل على اقتناء الخنجر المغربي لأسباب شتى، منها غلاء ثمنه؛ إذ يبلغ سعر الخنجر المغربي المصنوع من معادن نقية حوالي 250 دولاراً، موضحاً أن رواج بيعه خلال موسم الصيف، حيث تشهد المدينة توافد السياح المغاربة والأجانب، الذين يقبلون على شرائه لتقديمه هدية أو لتزيين البيوت، خاصة بيوت المغاربة المقيمين في البلدان الأوروبية.