إيهاب الرفاعي (الظفرة) 

لأن «العذب والمالح» من الماء فيهما سر الحياة، انشغل المواطن محمد عبدالله القبيسي من أبناء منطقة الظفرة بالوصول إلى طريقة مثالية لاستخراج المياه العذبة من المياه المالحة بشكل طبيعي، وبالفعل وبعد محاولات عدة حقق الهدف من خلال الاعتماد على حرارة الشمس التي تعمل على تكثيف بخار الماء، بفعل حرارة الجو، وتجميع البخار في خزان رئيس ليتحول إلى ماء عذب واستخدامه في مناحي الحياة المختلفة. ويوضح القبيسي أن الفكرة راودته قبل سنتين أثناء قيامه بفحص خزان المياه العذبة الخاص بمنزله للتأكد من نظافته، ففوجئ بكميات كبيرة من المياه المتجمعة في سقف الخزان بسبب ارتفاع حرارة الطقس الزائدة، وهي كميات لا بأس بها لو أحسن استغلالها بشكل جيد، وبناء على ذلك فكر في الاستفادة الكبيرة التي ستعود على المجتمع إذا كان هذا البخار، وهذه المياه من مياه البحر بدلاً من المياه العذبة، لذلك قام بعمل تجارب مختلفة في الاستراحة الخاصة به على شاطئ البحر، مستعيناً بأحواض بلاستيكية صغيرة واستخدام الماء العذب لتوفير مياه الشرب للأبل وتغطيتها ببلاستيك شفاف ومتابعة كمية المياه المتبخرة، فوجد أن هناك كميات كبيرة من البخار ومن دون أي تدخل إضافي أو خارجي.
وعقب مجموعة من التجارب قرر القبيسي تصنيع مجموعة من الأحواض على شكل دائري فوقها غطاء مخروطي الشكل لتسهيل تبخير المياه بداخله، حيث بدأ بـ 10 أحواض قبل أن تصل إلى 50 حوضاً، وهذا العدد يكفي لإنتاج 50 لتراً من المياه العذبة الصحية يومياً دون أي تدخل أو إضافات أو استخدام للوقود والطاقة الكهربائية أو المواد البترولية، كما أن هذه الأحواض لا تحتاج سوى إلى صيانة كل فترة لإزالة كميات الأملاح المتجمعة داخل الأحواض.
وقال: الفكرة تعتمد على تحلية مياه البحر، وتحويلها إلى مياه صالحة للاستخدام عن طريق سحب المياه مباشرة من البحر إلى خزان التبخير الذي يتكون من قطعتين منفصلتين تضم غطاء مخروطي الشكل في الأعلى، وتتم دورة التكثيف بتخزين المياه في خزان التكثيف الذي يتم تسخينه بواسطة حرارة الشمس، فيتجمع بخار الماء المكثف في أعلى الغطاء الذي تم تصميمه بشكل يضمن تجميع المياه المكثفة إلى خزان آخر لتجميع المياه العذبة داخله، ويتبقى الملح المكثف في أسفل خزان التكثيف.
ويشير القبيسي إلى أن الإمارات تعاني  ندرة في المياه العذبة وشحاً في الموارد الطبيعية، بجانب وجود ارتفاع درجات الحرارة معظم فترات السنة، وهذه الحرارة يمكن الاستفادة منها بشكل طبيعي في توفير كميات من المياه العذبة، التي يمكن استخدامها على المستوى الشخصي، لأن كمية المياه المستخرجة بطريق التكثيف تكفي لعائلة كاملة، وبالتالي تساهم بشكل فعال في الحفاظ على الموارد الطبيعية في الدولة.