هناء الحمادي (أبوظبي) 

تخطّت المرأة الإماراتية مستويات النجاح، وحقّقت إنجازات مذهلة في مختلف ميادين العمل، بفضل جهود الدولة في تمكينها طوال العقود الماضية. وهكذا كان لمريم مردود مصمِّمة نماذج جيولوجية في شركة أدنوك البرية، التي تُعد نموذجاً مشرِّفاً، إذ تخصّصت في مجال علوم الأرض البترولية بجامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا فرع المعهد البترولي. وساعدها هذا المجال على تطوير مهاراتها في الاطلاع على مرحلة ما قبل اكتشاف النفط والغاز وفهم البنية التحتية للأرض والأحجار والجيولوجيا.
ذكرت مريم مردود أن علوم الأرض البترولية كنز يتميّز بمغامرات كثيرة، قائلة: من خلاله تمكّنت من تسلّق عدد من الجبال في إسبانيا واليابان للتعرف على أحجارها ومقارنتها بالجبال المتواجدة في الإمارات، وتعاملت مع أجهزة كثيرة ساهمت في تطوير مهاراتي. ويُعنى تخصّص علوم الأرض، بدراسة كل ما يتعلَّق بطبقات وتاريخ الأرض والجبال والبحار والمحيطات، ويهتم بالكشف والتحري عن أهم الموارد الطبيعية مثل النفط، المعادن، المياه، الصخور والحفريات.

تشجيع 
أضافت: كان أهلي الداعم الأول لمسيرتي العلمية والعملية، حيث استطعت التعمّق في هذا المجال بلا خوف، بهدف رفع اسم الإمارات في كافة المجالات، واستطعت تحقيق حلمي الأكاديمي بالإصرار والتحدي، بأن أكون من الإماراتيات اللاتي يعملن في مجال كان حكراً على الرجال. 
وذكرت أن شركة أدنوك تحرص بشكل كبير على تطوير وتأهيل الكوادر الشابة وتشجيعها، ويأتي هذا في قمة أولوياتها لإعداد جيل من أصحاب الكفاءات، وتمكينه من مواصلة مسيرة نجاحاتها والارتقاء بأدائها. وقالت: هذا التشجيع دفعني إلى العمل الجاد، حيث تم ترشيحي لـ «جوائز أدنوك للتميز 2020»، والاشتراك في مبادرة «قصة نجاح» لمشاركة قصة نجاحي وتطوري المهني مع الموظفات. كما شاركت عام 2019 في برنامج «سفينة شباب العالم»، حيث مثَّلت الدولة من ضمن 240 شاباً وشابة من 11 دولة، وهذا بحد ذاته إنجاز يؤكِّد قدرات الإماراتيات على المنافسة والنجاح مهما كانت الصعوبات. 

مواكبة التطورات
وأوضحت مريم أنه في سعيها المستمر لتحقيق استراتيجيتها المتكاملة 2030 للنمو الذكي، تلتزم «أدنوك» الاستثمار في تطوير كوادرها البشرية واستقطاب أصحاب الكفاءات الشابة باعتبارهم مفتاح نجاحها والعمود الفقري الذي تعتمد عليه لتحقيق أداء مؤسسي متميز على المدى البعيد.

وطبقت الشركة عام 2019 استراتيجية لتحقيق التوازن بين الجنسين في بيئة العمل تهدف إلى جذب المواهب النسائية وتأهيلها لتولي قيادات ناجحة، كما تتيح المزيد من فرص التعليم والتطور المهني وتُطبِّق سياسات فاعلة تركِّز على تعزيز التنوع وتحقيق الدمج. وبهدف تسريع وتيرة تطوير المواهب والكفاءات، توفِّر «أدنوك» عدداً من الدورات وبرامج التدريب أثناء العمل معدة خصيصاً لتأهيل المرأة ودعم تطورها المهني في قطاع النفط والغاز. وتهدف هذه البرامج لرفع كفاءة أداء المرأة العاملة للمساهمة الإيجابية في زيادة الإنتاج ومواكبة التطورات المتلاحقة التي تشهدها صناعة البترول عالمياً وإقليمياً ومحلياً. 

برامج ومبادرات
ذكرت مريم مردود أن «أدنوك» تُطبِّق عدداً من برامج تطوير المواهب في قطاع النفط والغاز، بينها: برنامج تطوير القيادات الشابة، برنامج القادة الناشئين، القيادات المتقدمة، تطوير القيادات النسائية، تدريب وتوجيه المرأة، المرأة القيادية والقيادات التنفيذية. وتقدِّم الشركة مبادرات تعليمية للطلاب المتميزين، تشمل المنح الدراسية وورشاً للشباب وبرامج صيفية وأخرى للتدريب العملي، بهدف توفير قيادات مستقبلية قادرة على المساهمة الفاعلة في تعزيز جهود الدولة لبناء اقتصاد تنافسي مستدام قائم على المعرفة.