لكبيرة التونسي (أبوظبي)
ترى أن التعاون هو أفضل الطرق لمعالجة القضايا البيئية الصعبة محلياً وإقليمياً وعالمياً، وتراهن على رفع مستوى الوعي في المجتمع البيئي بالتركيز على الأسرة والأطفال والشباب، كونهم المستقبل وصانعي التغيير، من أجل ذلك تنفذ مجموعة عمل الإمارات للبيئة العديد من المبادرات والبرامج المجتمعية، وتشرك الأهالي والأطفال وتفعل دور الأحياء لتترجم رسالتها المتمثلة في مناهضة التغيرات المناخية بسلوكيات بسيطة يومية تصبح أسلوب حياة.
لإدراك أهمية البيئة تنظم مجموعة عمل الإمارات للبيئة العديد من الأنشطة الخاصة بإدارة النفايات وإعادة التدوير، والعديد من البرامج والفعاليات لإشراك المجتمع بكافة فئاته للعمل من أجل الإدارة المسؤولة لعناصر البيئة واستدامة الموارد في المجتمع، حيث تلتزم المجموعة بتعزيز الممارسات المستدامة وتقليل تراكم النفايات في دولة الإمارات.
حبيبة حسن سلطان المرعشي، عضو مؤسس ورئيس مجموعة عمل الإمارات للبيئة، أكدت أهمية رفع مستوى الوعي البيئي في المجتمع وجعله سلوكاً حضارياً وأسلوب حياة، وذلك من خلال العديد من الورش والفعاليات التي يستفيد منها طلبة المدارس والجامعات وتستهدف جميع فئات المجتمع، كونهم عماد المستقبل وصناع التغيير، حيث سينعكس ذلك على حياتهم العملية، من ترشيد النفقات والاقتصاد في الأكل وترشيد جميع الموارد وذلك عبر ورش عدة، وتتعزز لديهم قوة الملاحظة ويكتسبون القدرة على التحليل، بحيث يصعب التأثير عليهم عبر الدعاية والإعلانات التي تدفع الناس لاستهلاك أكثر من حاجاتهم من الأكل والملابس، مما يزيد من حجم النفايات والتي بدورها تساهم في التغيرات المناخية.
التدوير في الحي
تؤمن المرعشي بأن التفاعل والعمل باليد والاشتراك في مختلف الفعاليات تجعل الطالب أو الطفل يشعر بمسؤولية أكبر، ومن هذه البرامج على سبيل المثال، مبادرة «التدوير في الحي»، وهي عبارة عن برنامج مخصص للمجتمع الطلابي خلال فترة الصيف، على مستوى الدولة، بحيث يتواصل كل طالب مع 20 جاراً، لجمع النفايات الورقية والبلاستيك والإلكترونيات والزجاج، ويختار الطالب مادة أو 4 مواد، إلى جانب إعداد منشور يقوم بتصميمه على أفضل وجه ويقدمه للجار يشرح فيه الهدف من جمع هذه النفايات، وهنا لا يتعرف الطالب فقط على عناصر البيئة، وإنما يكتسب مهارات التواصل، والقدرة على الإقناع، ومن متطلبات هذه العملية أن يجمع كل منخرط في هذه المبادرة 500 كيلوجرام من مادة أو أكثر. وعن الحوافز التي تقدم للمتطوع، قالت: إن هناك العديد منها، بحيث يكتب اسم الطالب في وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بالمجموعة، ويمنح فرصة زرع شجرة باسمه.
اقتصاد دائري
وأضافت: تتكون برامج إدارة النفايات من حملات جمع وإعادة التدوير «علب الألمنيوم، الورق، البلاستيك، الزجاج، أحبار الطابعات والهواتف المحمولة»، وتهدف هذه الحملة إلى إبعاد آلاف علب الألمنيوم عن مكبات النفايات وإعادة تدويرها للحفاظ على البيئة، والمساهمة في ترشيد استهلاك الطاقة والمياه والحد من التلوث، وتعزيز الوعي على مستوى القاعدة الشعبية بضرورة الحفاظ على البيئة، تثقيف المجتمع بشأن الحاجة إلى ممارسات إدارة النفايات المناسبة وإعادة التفكير والتقليل وإعادة الاستخدام وإعادة التدوير، وتسليط الضوء على صناعة إعادة التدوير المحلية من خلال تنظيم حملات إعادة التدوير على نطاق واسع، وبالتالي تعزيز الاقتصاد الدائري للدولة.
زرع الأشجار
أشارت المرعشي إلى أن المجموعة زرعت أكثر من مليونين و100 ألف و939 شجرة في جميع أنحاء الدولة خلال 13 عاماً، وتركز على أشجار الغاف والنيم والأكاسيا، والسمر، وذلك ضمن مبادرتها الرامية إلى جعل الإمارات بيئة خضراء، ومحاربة التلوث والتصحر.
كونية الأهداف
وأكدت المرعشي أهمية تنشئة جيل واعٍ بالتغيرات المناخية، قادر على الإسهام في التصدي لهذه التغيرات، وتصدر هذه المعارف إلى مختلف أنحاء العالم، مؤكدة أن العديد من الطلاب الذين تم تكوينهم والعمل معهم وتدريبهم في المجموعة، غادروا إلى بلدانهم، وأصبحوا فاعلين في مجتمعاتهم، مما يجعل المجموعة كونية الأهداف.
تدريب
وللتدريب وتعزيز الاستدامة لفتت إلى تدريب الطلبة من مختلف التخصصات، كالعلوم والعلوم الصحية، والهندسة، وذلك بهدف بناء قدراتهم وتعليمهم المهارات التنظيمية كالاستفادة من المصطلحات البيئية وتطوير قدراتهم وبناء خطة عمل وتنفيذ المشاريع، بحيث تكون الفترة التي يقضيها الطالب في المجموعة كافية بمنحه مجموعة من المهارات المهمة في حياته العملية والمهنية والشخصية.
المنصات العالمية
حمدان حامد الكندي عضو مجموعة عمل الإمارات للبيئة ومتدرب للتخرج، أحد المستفيدين من برامج وفعاليات المجموعة، أكد أنه نقل خبرته وما تعلمه إلى بلده سلطنة عُمان، مؤكداً أن ذلك أفاده في حياته الاجتماعية والعملية، حيث اكتسب خبرة واسعة في مجال مفاهيم البيئة والاستدامة، ناهيك عن قوة التواصل، وأشار إلى أنه بسبب برامج ومبادرات المجموعة اختار تخصص هندسة البيئة.
وأضاف: تعرفت على المنظمات العالمية التي تعنى بالبيئة في جميع أنحاء العالم، حضرت الندوات والمحاضرات، وأنا اليوم أتدرب في المجموعة لأكتسب خبرات في التواصل، حيث أحضر المحاضرات والندوات وأكتب التقارير وأتواصل مع أولياء الأمور.
مرجع بيئي
قالت فاطمة فرج الأميري عضوة في المجموعة: أنا وأسرتي نتعاون مع مجموعة الإمارات للبيئة منذ ما يقارب ثماني سنوات، وتعلمنا الالتزام وتعزز لدينا الوعي البيئي، شاركت في الحملات ومشاريع إعادة التدوير في الحي ويوم الأرض، واستفدت من العديد من الورش والمحاضرات، وبالنسبة لي المجموعة تعتبر منبراً بيئياً متجدداً يذكرنا دائماً بقضايا البيئة، شاركت في الكثير من المبادرات، كما أنني حريصة على إشراك صديقاتي ومجتمعي في حملات إعادة التدوير بالحي، بحيث تعتبر المجموعة مرجعاً بيئياً مهماً بالنسبة لنا.