لكبيرة التونسي (أبوظبي)

بهدف فهم شخصية المراهق ومساعدته على بناء علاقة إيجابية مع نفسه ومجتمعه، نظّمت مؤسسة التنمية الأسرية ورشة عن بُعد بعنوان «افهم المراهق وتعاون معه»، تناولت محورين أساسيين عن التغيرات المصاحبة لمرحلة المراهقة. واستهدفت الورشة التي قدمتها الدكتورة ريم الدويلة استشاري نفسي تربوي، الآباء والقائمين على رعاية الأطفال من عمر 13 - 18 عاماً. 

تغيّرات 
أوضحت ريم الدويلة أن فترة المراهقة مرحلة عمرية دقيقة ما بين الطفولة والنضج، تصاحبها تغيّرات هرمونية ونفسية وتبرز خلالها بعض الانفعالات بحيث تتسم حياة المراهق الاجتماعية بالحدة، كسرعة الغضب أو الفرح لأسباب بسيطة، مع مزاج متقلّب. وتكتنف مشاعره حالة من الغموض في إطار بحثه عن الذات وعن شخصيته وكينونته. 

بناء الشخصية
وعن علاقة المراهق بوالديه أشارت إلى أنه يصبح صدامياً في هذه المرحلة، ما يتطلّب من الأهل التفهم وإدراك التغيرات التي يمر بها، موضحة أن غياب الوعي لدى الأهل يؤثّر سلبا على المراهق، والعكس صحيح. وأكدت أن هذه المرحلة يجب استثمارها إيجابياً، لاسيما أنها مهمة لبناء الشخصية، والتي تتشكّل منذ الولادة وحتى عمر6 سنوات، ويعاد تشكيلها في فترة المراهقة.

  • ريم الدويلة

تقدير
وذكرت الدويلة أن مرحلة المراهقة تحوطها سلوكيات كثيرة كالعناد والغضب ومحاولة إثبات الذات والتهور، ويمكن تحويلها إلى مرحلة ممتعة لتوطيد العلاقة مع المراهق وبناء صداقات معه بعدة أساليب. فإذا تحدث ننصت له، ولا نستهزئ به، نركز على نقاط قوته، ندعمه، نقدر ما يقوله، ما يزيد ثقته بنفسه، وتصبح لديه القدرة على تكوين علاقات مع الآخرين، ويكون اجتماعياً يكتسب لغة حوارية قوية. ومن المهم احترامه وإعطاؤه حيزاً من الحرية والخصوصية، بحيث تتم متابعته عن بعد ويكون الآباء بمثابة أصدقاء وليس مراقبين.  
ولفتت إلى أنه على الوالدين وضع ضوابط للمراهق يواكبها شرح، ولاسيما أن سلوكه في هذه المرحلة يتسم بالتهور والسعي إلى الحرية، بحيث يحتاج إلى توعية ومساعدته على اتخاذ القرار السليم، ليكون مسؤولاً عن نتائج ما يقوم به.

وقت نوعي
وأوردت الدويلة أن المراهق يحتاج إلى قضاء وقت نوعي مع أهله، ما يشكل له صمام أمان ويساعده على بناء علاقة قوية قوامها المحبة والثقة، ويكسبه مهارات حل المشكلات واتخاذ القرارات السليمة وبناء الذكريات والاهتمام بالأحداث والمناسبات الخاصة. ومن أساليب التنشئة الاجتماعية التي تسهم في توفير البنية المعرفية: تقبّل المراهق، احترامه وإتاحة المجال له ليصبح أكثر استقلالية، مناقشته، التعامل معه بمحبة واهتمام، التجاوز عن الأخطاء البسيطة ومساعدته لتجاوز تحدي الهوية. 

سلوكيات
يغلب على المراهق دافع قوي للتعبير عن ذاته، بما لا يتوقعه الآخرون، فقد يقوم بتغيير مظهر شعره وصبغه، أو اعتماد قَصة غريبة، وقد يكثر من ارتداء اللون الأسود، وكلها سلوكيات طبيعية ولا تدعو إلى القلق، لأنها أزمة هوية ورحلة البحث عن الذات.