هناء الحمادي (أبوظبي)
مستعيناً بأبيات الإمام الشافعي: «تَغَرَّبْ عَن الأَوْطَانِ في طَلَبِ الْعُلى.. وَسَافِرْ فَفِي الأَسْفَارِ خَمْسُ فَوَائِدِ: تَفَرُّجُ هَمٍّ، وَاكْتِسابُ مَعِيشَةٍ، وَعِلْمٌ، وَآدَابٌ، وَصُحْبَةُ مَاجِد»، وجد مهند بن جمعوه في السفر مدرسة، وثقافات ومغامرات، وتنمية المدارك للعيش في حياة متوازنة، وجعله حبه للتعلّم واستكشاف الثقافات، أكثر فهماً للحياة، ووجد التعايش مع حياة ناس بثقافة مختلفة بغض النظر عن طبيعة العيش، متعة عجيبة، وكأنّه يعيش في كوكبٍ آخر. مهند الذي يستحق لقب «ابن بطوطة» الإماراتي، صال وجال في الكثير من الدول العربية والأوربية، وزار 135 دولة حول العالم، ولم يمنعه فيروس كورونا من مواصلة رحلاته، وسافر في ظل الالتزام بالإجراءات الاحترازية إلى 21 دولة، خلال 2021.
يقول مهند: «السفر يساعد الإنسان ليس فقط على استكشاف الثقافات المختلفة لمختلف دول العالم، بل لاستكشاف نفسه أيضاً؛ حيث يسافر الشخص وحده، ويرى عادات وتقاليد تختلف عن تلك التي تربى عليها، فيكون الانجراف وراءها أو الحفاظ على مبادئه هو أكبر تحدٍّ أمامه، ناهيك عن التعارف في السفر واكتساب الصحبة الطيبة، التي تجعل الإنسان يعيش أياماً مختلفة عن روتين حياته، لتلهمه السعادة وتزيل ضغوطات الحياة».
كاميرا
خلال تنقلات المغامر مهند بن جمعوه دائماً ما تكون الكاميرا رفيقة دربه، وأحياناً يستخدم «الدرون» للتصوير الجوي. ويقول: «الصور الجميلة تعطي ذكريات تُخلّد في الذاكرة، فكلّ من يصاحبني في السفر من أصدقاء، يحترم شغفي بالتصوير ويعطيني الحرية التامة، لأنه في النهاية، حتماً سيحصل على صور جميلة بالمجان لمناظر تسر النظر والطبيعة الخلابة التي يعجز اللسان عن ذكر جمال تلك الأماكن التي أزورها والتي استمتع بمشاهدة الجمال الطبيعي للدولة التي زرتها من الشلالات والجبال الذي يأسر العين. ويضيف: «اعط التوثيق حقه، ليعطيك لحظات وذكريات جميلة لك ولعائلتك على مدى السنوات والأجيال المقبلة»، مؤكداً أن كل من يعشق توثيق تلك اللحظات الجميلة لا بد أن يكون أكثر صبراً وطويل البال، ويعطي كل شي حقه من المتعة، الطعام والمشي، والنوم والتصوير في السفر، والحرص أن يخلق السعادة، ويجعل كل شي يقابله ويكتشفه جميلاً، فلكلّ تجربة جديدة جمالية.
قادم من كوكب آخر
من المواقف التي تعرّض لها مهند بن جمعوه يذكر: «خلال أزمة كورونا عندما سافرت إلى إحدى الدول لبست الكمامة تقيداً بالإجراءات الاحترازية، لكن كانت نظرات الاستغراب تلاحقني من سكان تلك الدولة لعدم انتشار «كورونا» لديهم بشكل مروع، وكأني قادم من كوكب آخر».
مغناطيس
كثيراً ما يبحث المغامر وعاشق السفر مهند بن جمعوه عن «المغناطيس» الذي يحمل اسم الدولة أو أحد معالمها، وذلك من باب الذكرى وفي كل زيارة يحتفظ بها، وحالياً لديه المئات منها.