هناء الحمادي (أبوظبي)

«أولها صباغ اللون، وأوسطها طباخ التمر، وآخرها جداد النخل».. من أقاويل عدة قيلت في حرة الدبس التي تعمل على إسالة الدبس من التمر، من نهاية أغسطس إلى منتصف سبتمبر وهذا ما نشهده هذه الأيام من حرارة مرتفعة، حيث يلجأ الكثير من المزارعين إلى عمل «حرة الدبس» أو«حرة المساطيح».
ويقول إبراهيم الجروان عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء «حرة الدبس» كما يطلق عليها المزارعون وأصحاب النخيل تساعد على سرعة «إسالة الدبس» من التمور المنضدة داخل «جراب التمر» وهو وعاء من خوص النخل يحفظ التمر لمدة طويلة وتخزن في مخازن خاصة بالتمور ليسيل منها الدبس بفعل الحرارة العالية.
ويضيف «تسمى كذلك «حرة المساطيح» وهي آخر أوقات الحرارة العالية التي يتحول الرطب فيها إلى تمر بفعل حرارة الشمس على المسطاح، وبعدها ترفع التمور من المساطيح كي لا تفسدها الرطوبة العالية وانخفاض درجات الحرارة النسبي.. 

طرق قديمة 
بدوره، يقول أحمد خميس مزارع من الفجيرة «على الرغم من التقدم والتطور الكبير، فإن الطرق القديمة في تجفيف التمور لا تزال مستخدمة حتى وقتنا الحاضر وأبرزها «المسطاح» وهو مكان تجفيف التمر أو «السح» باللهجة المحلية، والمسطاح مصنوع من النخيل يوضع عليه التمر لتجفيفه وبعد التجفيف يتم وضعه بالسلال المصنوعة من القش وجريد وسعف النخيل ليتم نقله بعدها إلى أماكن التسويق أو تخزينه في أماكن معينة لأكله في مواسم الشتاء».
ويوضح «المسطاح مصنوع من جريد وسعف النخيل بطرق هندسية قديمة هو من أفضل وسائل تجفيف التمور، وبعد أن يجف التمر إلى المسطاح ينقى التمر الجيد من السيئ إلى أن يتم فرز النوعية الرديئة وتسمى «الحشف» الذي يقدم للبهائم.

غرف خاصة 
ويسترجع عبدالرحمن الحفيتي الذي يمتلك مزرعة تضم الكثير من أنواع النخيل، الطريقة القديمة لاستخراج الدبس ويقول «يكثر استخدام «المدبس» في فصل الشتاء، وتُخصص له غرفة لحفظ التمر بعد انتهاء موسم الرطب نهاية فصل الصيف، وهذه الطقوس متعارف عليها منذ أمد بعيد، إذ اشتهرت بعض القبائل والمناطق في الإمارات قديماً ببنائها بعض «المدابس» وهي مخازن ضخمة لحفظ التمور قبل نحو 100 عام أو أكثر، حيث يتم كنز التمر حتى يتسنى تناوله في فصل الشتاء، ولا يزال بعض الأسر إلى الآن يحافظ على هذه الطقوس التراثية، وهي تعتبر أن هذا اليوم يعد مناسبة اجتماعية خاصة تحتفل بها الأسرة وسط لفيف من الأهل والأصدقاء.