أحمد مراد (القاهرة)
من بين آلاف المدن التقليدية المنتشرة حول العالم، هناك مدن أكثر غرابةً، وقد تفوق في غرابتها عالم الخيال، ولا يصدق البعض وجودها في العالم الواقعي، فهناك مدينة يسكنها 30 فرداً، وأخرى تستوطنها القطط، وثالثة يعيش أهلها تحت الأرض، ورابعة بُنيت بيوتها تحت الصخور.
هوم.. تعدادها 30 فرداً
تقع مدينة هوم الكرواتية في قلب شبه جزيرة إستريا الواقعة في شمال شرق البحر الأدرياتيكي، وتوصف بأنها أصغر مدينة في العالم، حيث تتكون من شارعين فقط، وثلاثة صفوف من المنازل الحجرية، ويسكنها 30 فرداً فقط. وتشتهر مدينة هوم بمزارع الكروم والزيتون، والمناظر الطبيعية، والدراجات الملوّنة التي يستخدمها السكان في التنقل، وهي تعد من أبرز الوجهات السياحية في كرواتيا، ويعتبرها البعض متحفاً مفتوحاً في الهواء الطلق.
وتتمثل أبرز مزاراتها في كنيسة أبرشية مريم العذراء ذات الوجهات الكلاسيكية، وقد بُنيت في العام 1802، بالإضافة إلى كنيسة رومانية صغيرة تسمى «سانت جيروم» التي بُنيت في القرن الثاني عشر، وتحتوي المدينة على متجر صغير، ومكتب بريد، ومقبرة، ومطعم تقليدي يقع في مبنى حجري تاريخي.
يانجين.. عرضها 30 متراً
توصف مدينة يانجين الواقعة على طول نهر نانشي في مقاطعة يونان الصينية بأنها أضيق مدينة في العالم، حيث يبلغ عرضها في أضيق نقطة 30 متراً فقط، ويسكنها 450 ألف نسمة، وهي محصورة بين مياه نهر نانشي وجبال شديدة الانحدار على كلا الجانبين.
وتمتد المدينة لعدة كيلو مترات على طول النهر، ويقطعها طريق رئيس واحد على كل جانب، وبُنيت العديد من مبانيها على أعمدة رفيعة تشبه الركائز تحميها من الفيضانات، حيث تقع المباني السكنية مباشرة على ضفاف النهر.
كوبر بيدي.. تحت الأرض
تُعرف مدينة كوبر بيدي الأسترالية بأنها مدينة المخابئ والكهوف، حيث يعيش سكانها البالغ عددهم نحو 3500 نسمة في منازل تحت الأرض، ولا يظهر منها سوى المداخن المنتشرة في مناطق متفرقة، وبالتالي توجد المدينة بأكملها أسفل سطح الأرض.
ويعود تاريخ إنشاء هذه المدينة إلى العام 1915 عندما بنى عمال المناجم منازل تحت الأرض للهروب من درجة الحرارة المرتفعة، التي تصل في بعض الأحيان إلى 51 درجة مئوية، وتساعدهم في إتمام مهمتهم في استخراج معدن الأوبال الذي تشتهر به المدينة، وتُعد أكبر مركز له. ومع مرور الوقت زاد عدد سكان المدينة وتمكنوا من بناء 1500 بيت، وكنيستين، وفنادق، ومتاجر، ومتاحف، ومعارض لجذب السياح.
عشق أباد.. العاصمة البيضاء
تشتهر مدينة عشق أباد، عاصمة دولة تركمانستان، بلقب «العاصمة البيضاء»، حيث تكتسي جميع المباني باللون الأبيض، ويحظر القانون أي لون آخر يضفيه أهل المدينة على المباني، سواء السكنية أو التجارية أو الحكومية، وقد استخدم في بناء المدينة بأكملها الرخام الأبيض اللامع، فضلاً عن أن شوارعها لا تسير فيها إلا السيارات البيضاء، ويبلغ عدد سكانها مليون نسمة.
ويعد مبنى النجوم الثمانية المدببة الذي يرمز إلى أوغوز خاجان، الحاكم الأسطوري، أحد أبرز معالمها المعمارية والهندسية، فضلاً عن برج التلفزيون والاتصالات وهو أطول مباني البلاد، حيث يزيد طوله على 200 متر، ونافورة العاصمة التي تحتوي على أكبر عدد من حمامات النوافير في العالم.
وتجرّم قوانين البلاد امتلاك السيارات السوداء، وراديو السيارات، وتربية الكلاب، ورقص الباليه، والسيرك، وألعاب الفيديو، وتطويل اللحية، ووضع المكياج، والتدخين في الأماكن العامة، فكل هذه الأمور غير قانونية، ويُعاقب من يفعلها.
كانديدو.. مدينة التوائم
يطلق على مدينة «كانديدو جودوي» البرازيلية اسم «مدينة التوائم» نظراً للارتفاع الكبير في نسبة المواليد التوائم في المدينة، فبحسب الإحصاءات الرسمية، فإنّ حالة واحدة من كل عشر حالات حمل تقع في المدينة تكون لتوأم، وتزيد نسبة التوائم فيها بنسبة 1000% عن متوسط نسبة المواليد في العالم.
ويرجع العلماء هذه الظاهرة إلى «جين» معين مرتبط بولادة التوائم يزيد انتشاره في أوساط سكان المدينة. فيما ترجع بعض الروايات الشعبية هذه الظاهرة إلى هروب أحد الأطباء الألمان خلال حروب هتلر إلى البرازيل، وهناك أجرى أبحاث طبية أدت إلى هذه الظاهرة الغريبة.
أوشيما.. جزيرة القطط
تُعرف جزيرة أوشيما اليابانية بـ «جزيرة القطط»، حيث تنتشر أعداد كبيرة من القطط في جميع أنحاء الجزيرة التي تشتهر بشوارعها الضيقة، وطبيعتها الخضراء الخلابة، ويسكنها مواطنون ينتمون إلى سلالة الساموراي، وهم من المحاربين القدماء في اليابان، وحالياً يمتهن غالبية سكان الجزيرة مهنة الصيد في بحيرة بيوا العذبة.
ويقال عن سبب كثرة أعداد القطط بالجزيرة: إنها كانت قديماً تعاني من مشكلة كثرة الفئران، وذلك بسبب استخدام السكان لدودة القز كطعم لصيد الأسماك، وقد جلبوا القطط للقضاء على هذه الفئران، ولكنّ القطط تضاعف عددها بشكل غير مسبوق، حتى بات عدد القطط يفوق عدد البشر.
سيتينيل.. منازل تحت الصخور
تتبع مدينة سيتينيل دي لاس بودوغاس مقاطعة قادس الإسبانية، وتمتد على طول مجرى نهر ريو تريجو، ويسكنها ما يقارب 3000 نسمة، ويعيشون في منازل مبنية تحت صخور عملاقة، حيث بُنيت بتوسيع الكهوف الطبيعية أو المتدلية، مع إضافة جدار خارجي، الأمر الذي يجعلها من أغرب مدن العالم.
وتوفر طريقة إنشاء مباني المدينة تبريداً طبيعياً في فصل الصيف، ودفئاً في فصل الشتاء، وقد بنى سكان المدينة واجهات صخرية لإحاطة مساحات المنازل، وإنشاء المدينة في النهاية.
وتحتوي المدينة على شارعين رئيسيين، الأول يسمى شارع الشمس، والثاني يسمى شارع الظل، وهما يوازيان بعضهما بعضاً على ضفاف نهر غوادالبوركون الذي يمر في المدينة، وتصطف على جانبي شارع الشمس المطاعم والمتاجر ذات التصميمات الساحرة، حيث تشكل الصخور الأسقف، والجدران.